الخليج والعالم
كلمة الإمام الخامنئي حول بناء السردية الإعلامية محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 09 كانون الثاني 2025 بكلمة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، وتأكيده المتكرر في بياناته على قضية الإعلام وبناء السردية المقابلة لسردية العدو. وكتبت الصحف الإيرانية تحليلات متعلقة بمستقبل المنطقة في ظروف الانتهازية الصهيونية، وقضم الأراضي المجاورة لفلسطين المحتلة.
أولوية نقل الرواية والسردية
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة وطن أمروز إن "إعادة تأكيد الإمام الخامنئي على ضرورة التصدي لدعاية العدو في خطابه أمس، تحمل على الأقل رسالتين إلى القائمين على المؤسسات الثقافية والدعائية والناشطين الإعلاميين والفضاء الافتراضي، بداية، تظهر هذه النقاط البارزة مدى أهمية دور الإعلام في عالم اليوم وفي ظروف الحرب التي تسيطر على العالم. ثانيًا، إن تأكيده المتكرر على الرواية والسردية والأنشطة الإعلامية الواسعة النطاق والفعالة خلال العقد الماضي وعلى فترات قصيرة يدل على أن الإنجازات في هذا المجال لم تكن مقبولة ولم تكن لها التأثيرات المتوقعة، وهو ما يمكن ملاحظته أيضًا من النتائج.
وأضافت: "في التطورات الأخيرة في المنطقة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى تطورات لبنان وسورية، رأينا كيف حاول العدو إظهار الواقع رأسًا على عقب من خلال دعاياته، وقد نجح في ذلك في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أنه لا يمكن إنكار الدور الهام الذي تلعبه الدعاية الإعلامية للعدو في نشر أكاذيبهم، إلا أن جزءًا من نجاحهم على الأقل يرجع إلى سوء الفهم والفكرة الكلاسيكية التي يتبناها بعض مسؤولينا على مختلف مستويات صنع السياسات والتشريع والتنفيذ الإعلامي".
وتابعت أن "العمل الإعلامي وأعماله ونتائجه ربما كان يومًا ما يقتصر على وصف الحقائق، لكن في فترة الحروب الهجينة والمعرفية، أصبحت الروايات الإعلامية النشطة هي صانعة الحقائق، وليس وصفها فقط".
ورأت الصحيفة أن "هذه العقلية السائدة للأسف في الساحة العامة في البلاد، وخاصة بين المسؤولين والمشرفين على الثقافة والإعلام، ليست فقط ناقصة وغير كاملة، ولكنها مضللة أيضًا، وسيادة الإنترنت هي في الواقع مفهوم أوسع وبالطبع أكثر تعقيدًا وتعني تصميم وتطوير الأطر القانونية والأخلاقية ووضع المعايير والبروتوكولات التقنية وتعزيز الأساليب المثلى لاستخدام التكنولوجيا، والتي لا يتمثل هدفها الرئيسي في السيطرة على مساحة الإنترنت بشكل دائم، ولكن تنظيم بيئة افتراضية تكون آمنة وديناميكية ومنتجة".
الانتهازية "الإسرائيلية"
من جهتها، كتبت صحيفة إيران: "في الخمسة عشر شهرًا الماضية، حدثت العديد من التطورات والمعادلات على أرض فلسطين ومحيطها، معادلات لم يتخيلها إلا القليل من الناس قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023"، قائلة: "لكن هذا الكم من المعادلات المتغيرة، والذي يمكن تسميته بظروف الفوضى أو اختلال النظام القائم الإقليمي، جلب العديد من التهديدات والتحديات لفاعلي محور المقاومة والمحور الصهيوني في المنطقة وخارجها".
وأردفت: "يسعى الفاعلون في أوقات الاضطرابات والتطورات غير المتوقعة عادة إلى إعادة الوضع إلى ما قبل الحدث أو التطورات وتثبيت النظام الماضي، وبعد 7 تشرين الأول/أكتوبر كان الهدف الأول للصهاينة هو العودة إلى الردع، ومن ثم تغيير الوضع إلى وضع معادلات جديدة، حتى لا يتكرر نموذج طوفان الأقصى في المستقبل".
وأشارت إلى أن مصر وسورية ولبنان ثلاثة محاور بالغة الأهمية بالنسبة لـ "إسرائيل"، إلى جانب الأردن، في البيئة المحيطة بها، ففي الأعوام السبعين الماضية، وصل كل محور إلى استقرار نسبي في التطورات والمعادلات والاتفاقات.
وبحسب الصحيفة، فقد كانت الحدود السورية على أساس اتفاق 1974 بين دمشق و"تل أبيب" بعد حرب تشرين الأول 1973، والحدود المصرية على أساس اتفاق كامب ديفيد عام 1979، والحدود اللبنانية على أساس القرار 1701 بعد حرب الـ 33 يومًا عام 2006 ، وبموجب اتفاق 1974 بين "تل أبيب" وسورية، انسحبت "إسرائيل" من جبل الشيخ وجزء من هضبة الجولان والقنيطرة التي احتلتها في حرب الأيام الستة. لكن الأوضاع غير المنضبطة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر والأحداث في سورية وسقوط نظام الأسد، أعطى "تل أبيب" الفرصة لاحتلال جبل الشيخ مرة أخرى، رغم حالة الحرب في الأراضي المحتلة.
وتابعت: "في مسألة حدود صحراء سيناء، بحسب كامب ديفيد، خرج الصهاينة من صحراء سيناء وأوكلت مراقبة الحدود إلى المصريين، لكنهم الآن يتخذون خطوات مهمة لتغيير حدود مصر على أساس اتفاقية كامب ديفيد، وسلطات "تل أبيب"، مستغلة الظروف الخاصة بالمنطقة وقطاع غزة، اتخذت خطوة جدية وضغطت على المصريين للسيطرة على صحراء سيناء بحجة تهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة وفشل مصر في منع ذلك".
ورأت أن "الحالة الأخيرة تتعلق بلبنان، ففي هذه المنطقة، وبحسب قرار مجلس الأمن 1701، لا يحق لـ "إسرائيل" أن تتواجد في الأرض اللبنانية، وعليها الانسحاب من كل لبنان، ولكن بدأ الصهاينة بتغيير المعادلات في لبنان بعد حادثة البيجر واغتيال قادة المقاومة وبدء الاجتياح البري، سعيًا إلى تغيير من شأنه تثبيت الأمن والردع للمستوطنات الشمالية من الأراضي المحتلة في حال تكرار وضع مثل 2024 وقدرة المقاومة على إجبارهم على النزوح".
وأكدت أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سعت في ظروف خاصة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر والتطورات التي طرأت على سياستها، إلى السيطرة على التوتر وعدم تحقيق المخطط الرئيسي لـ "الإسرائيلي"، أي الحرب الإقليمية، لكن حالة عدم الاستقرار تمثل فرصة استثنائية لبناء معادلات ونظام جديد، فما حدث مثلًا في عمليتي الوعد الصادق 1 و2، أنشأ معادلة جديدة وهي الرد المباشر من طهران، معتبرةً أنه ينبغي الحذر من أن انتهازية الصهاينة من هذه الفوضى لم ينتهِ بعد، وما زال الآن على حدود لبنان ومصر وسورية".
إعطاء الأولوية لمصالح الناس
في سياق آخر، شددت صحيفة جام جم على أن كلمات الإمام الخامنئي خلال لقائه مع أهالي قم يجب أن تحظى باهتمام جدي، فقد دعا سماحته السلطات إلى مراعاة مصالح الشعب الإيراني وليس مصالح الولايات المتحدة في قراراتها.
وقالت: "في العام الماضي، أظهر التيار الفكري في الغرب سجلًا سيئًا والتزم الصمت التام تجاه التطورات في المنطقة، حتى في القضايا الإنسانية مثل غزة. وإذا اتبعنا هذا الخيط والمعيار، سنجد أن التيار الفكري المداهن للولايات المتحدة داخل البلاد لديه أيضًا صمت لا يطاق تجاه أحداث المنطقة، وخاصة قضاياها الإنسانية. وهذا التيار الفكري المتأثر بالتيار الفكري الغربي، له ظهور أيضًا في الطريقة التي تدار بها الحكومة. ويجب الحرص على ألا يتغلغل هذا التيار الفكري بين المسؤولين ويتسبب في ضعف البلاد ويأس الناس من المستقبل."
الجمهورية الاسلامية في إيرانالإمام الخامنئيالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
09/01/2025