الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: مساعٍ حكومية في طهران تستهدف تحسين معيشة المواطنين
أكثر من قضية برزت اليوم في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 11 كانون الثاني 2025، فإضافة الى مساعي الحكومة الجديدة لتحسين معيشة الشعب الإيراني عبر رفع بعض الضرائب وزيارة رئيس الجمهورية للقرى النائية، اهتمّت الصحف أيضًا بوضع الحرب المستمرة في فلسطين المحتلة وبالخصوص جبهة الإسناد اليمنية.
لماذا لم يتوقف اليمن؟
بداية مع صحيفة "وطن أمروز" التي كتبت "يعتبر اليمن القوّة الوحيدة التي نجحت في الاستهداف المستمر لمختلف المصالح الإسرائيلية وداعميها خلال الخمسة عشر شهرا الماضية. ومن أجل تهدئة الخيوط التي تشتعل ضدّها، تستخدم أميركا دائمًا النماذج التي عرّفت اليمن نفسها خارجها. لا توجد سفارة غربية في صنعاء، ولم يتم إبرام مذكرة مشتركة لتطوير حقول النفط والغاز في مأرب وحضرموت مع توتال وبريتيش بتروليوم وهانت [...] لم يتم إنشاء أي معززات للصناعة الأوروبية بحيث تؤدي العقوبات إلى تعطيل سلسلة التوريد الخاصة بها".
وأضافت إن "سياسات التنمية المستدامة هي أدوات رسمية للأيديولوجية الأميركية للتحكم في السلوك في العالم الثالث. وتوفر هذه السياسات الضمانات اللازمة لمرافقة السيناريوهات العالمية دون اللجوء إلى النزعة العسكرية. فالتنمية باعتبارها تجريدًا لا معنى له، ورافعة لكل العقليات والسلوكيات وآليات السيطرة، جعلت العالم الإسلامي مصيره مشتركًا مع الشركات الصهيونية المتعددة الجنسيات. لقد سئم العالم الإسلامي اليوم من السياسة التي تم تبنيها بعد الحرب العالمية الثانية. إن الأسطورة التي يتم تصويرها باسم تنمية الدول الإسلامية قد أبعدت أبجدية الإدارة عن متناول الحكومات. إن النضال الذي لا نهاية له لمصر والأردن وليبيا والعراق ولبنان في الأزمات الداخلية والديون الخارجية والتنكر المطلق للاستقلال الوطني هو تأكيد على أن اليمن قد اتّخذ مسارا أكثر حكمة واستقرارا لتنميته.
لقد أصبح اليمن لا يمكن إيقافه لأنه تحرر ولو من غير قصد من فخ التنمية، الحوثيون من أجل تنفيذ قراراتهم المصيرية لا يقعون تحت ضغط تجميد عمليات التنمية، غياب التنمية في اليمن ليس وضعا للمقاومة اليوم فحسب، بل احتمال واعد لخروج العقليات من سراب التنمية الغربية وولادة عصر من التقدم لمستقبل المنطقة بأكملها.
ولهذا السبب وهذه الميزة، ربما يكون اليمن اليوم هو اليمن الضائع الذي تمناه تشومسكي منذ سنوات عديدة، من أجل إخراج إنسانية القرن العشرين من دائرة التنمية الفوضوية والعبثية".
خلق الأمل من خلال الوفاء بالوعود
بدورها، صحيفة "إيران" كتبت: "أعلن وزير الشؤون الاقتصادية والمالية أن الحكومة اقترحت إعفاءً ضريبيًا بنسبة 100٪ لأصحاب الرواتب والنقابات والشركات في مشروع قانون ميزانية العام الجديد، والآن تم الانتهاء من تنفيذ هذا القانون بموافقة ممثلي المجلس وموافقة مجلس صيانة الدستور.
والنقطة التي تظهر نفسها هنا أكثر من أي قضية أخرى هي تجنب الحكومة للخلافات والمساجلات الإخبارية والإعلامية، بمعنى آخر، المهم بالنسبة لحكومة بزشكيان هو اتّخاذ الخطوات الأساسية لحل مشاكل الناس وليس الدعاية عديمة الفائدة وغير الفعالة.
ولهذا السبب، تم الإعلان عن مثل هذا الخبر المهم من قبل وزير الاقتصاد على شبكة "X" فقط بعد أن أكدت الحكومة الانتهاء من اقتراحه في الموازنة، وبطبيعة الحال، هذه السياسة ذات قيمة كبيرة".
وأشارت الى أن "الأمر المؤكد هو أنه بمثل هذه القرارات التي لها دور كبير في حياة الناس وأرزاقهم، سيشرق نور الأمل في القلوب. ويعود دعم مثل هذا القرار أيضًا إلى فهم المسؤولين الحكوميين للظروف غير المواتية للطبقة العاملة".
وتابعت: " إن حقيقة أن الرئيس أعد مشروع قانون بناءً على الوعد الذي قطعه هو أمر يستحق الشكر. لأن الضريبة على فئة الموظفين ذوي الدخل المحدود كانت من بين المداخيل القليلة التي تم إيداعها نقدًا في حساب الخزينة. ومن الناحية العملية، سيؤدي هذا القرار إلى دعم ومساندة الملايين من أصحاب الرواتب، ويثبت أن الحكومة تهتم بالشعب وتنفذ وعودها وتحاول كسب رضا الناس".
سياسة إيران في سورية
صحيفة "جام جم" ركّزت على العلاقات مع سورية الجديدة، فقالت: "في مجال السياسة الخارجية، ونظرًا لأهمية الأمن الإقليمي، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مهتمة بإقامة علاقات صحيحة ومتوازنة مع سورية على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ماذا سيكون مستقبل سوريا؟ في هذا السؤال يطرح الخبراء قضايا مختلفة".
وتابعت "ما يمكن قوله عن هذا البلد هو أن مستقبل سورية يبدو غير واضح تماما. وفي الحقيقة فإن ما يقوله قادة هذا البلد كأشخاص لديهم حالات إرهابية متعددة، يختلف تمامًا عما يحدث في المشهد الحقيقي في سورية. بمعنى آخر، يبدو أن الشعب السوري قد ندم على عدم دعمه لحكمه القانوني الذي أطيح به في الأسابيع الماضية، وفي هذه الأثناء، تتزايد الضغوط الكبيرة التي تمارس خاصة على الأقليات الدينية والعرقية في سورية. لقد جعلت الأيام شعب هذا البلد متعبا، من الضروري أن نتذكر أنه ربما كان بعض الشعب السوري يعتقد أن مشاكلهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ستحل على الفور من خلال الإطاحة بالنظام السابق لبلادهم، لكنّهم الآن يشهدون بكلّ أسف أنه لم يتم حل هذه المشاكل بل إن انعدام الأمن ساهم أيضًا في زيادة مشاكلهم. في الواقع، بينما لا يزال الشعب السوري تحت ضغط المشاكل الاقتصادية، فإن قضية تدمير جميع البنى التحتية العسكرية والأمنية والسياسية في هذا البلد قد أثارت قلقهم وصدمتهم بشكل كبير.
بالإضافة إلى هذه المشاكل اليومية والمستقبل الغامض، يشهد الشعب السوري استيلاء دول مثل تركيا والولايات المتحدة على جزء من أراضيه. وبعبارة أخرى، فإن الجزء الخصب والغني بالنفط من هذا البلد أصبح رسميًّا في حوزة أميركا. ولذلك فإن الوضع الحالي في سورية غير واضح، وهذا الغموض واضح تمامًا بالنسبة لجميع دول المجال الدولي. بمعنى آخر، فإن إرسال عدد من المسؤولين الأمنيين والسياسيين من بعض الدول إلى دمشق يشير أيضًا إلى عدم اليقين بشأن مستقبل سورية".
وختمت "في هذا الوضع يطرح السؤال أيضًا، ما هي سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه سورية؟ ومن المؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يمكنها أن تكون غير مبالية بمستقبل هذا البلد، بالنظر إلى العلاقات الواسعة والمميزة التي أقامتها مع سورية على مدى نصف القرن الماضي. كما علق كبار المسؤولين في السياسة الخارجية لبلادنا بأننا مستعدون للتفاعلات السياسية وحماية مصالحنا في سورية. هذا في ما لم يتم اتّخاذ أي إجراء رسمي ومقبول بهذا الشأن، وللأسف لم تتراجع الأصوات المناهضة لإيران في سورية، والتيارات المناهضة لإيران في سورية تنشر بشكل مستمر شعاراتها وإعلاناتها المناهضة لإيران. وعليه، يمكن القول إنه في مجال السياسة الخارجية، ونظرًا لأهمية الأمن الإقليمي، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مهتمة بإقامة علاقات متوازنة مع سورية على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".