نصر من الله

الخليج والعالم

كاتب أميركي: سقوط الأسد لا يعني نهاية الصراعات في سورية
14/01/2025

كاتب أميركي: سقوط الأسد لا يعني نهاية الصراعات في سورية

قال الكاتب الأميركي جون كالابريس، إن طبيعة سورية المفتتة، وتفاعل الخصومات الإقليمية، والدور المتحول للقوى العالمية، كله يفيد بأن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة جديدة من تاريخ طويل من الصراع، بدلًا من تشكل تحول عن المراحل الماضية، بينما يرى العديد في رحيل الرئيس السوري بشار الأسد خطوة باتجاه العدالة، فإن فراغ السلطة الذي نتج عن ذلك يشكل تحديات لا تقل صعوبة لمستقبل سورية.

وفي مقالة نُشرت على موقع "National Interest" حول الوضع في سورية، أكد كالابريس أن سقوط الأسد ترك وراءه بلدًا مؤسساته ضعيفة، وبنيته التحتية مدمرة، والشعب منقسم على خطوط طائفية وعرقية وسياسية.

ورأى أن هذه الانقسامات أصبحت أكثر جلية، حيث تواجه الأقليات مثل الأكراد والعلويين مستقبلًا غامضًا، في حين يعكس تنامي قوة "هيئة تحرير الشام" التي هي فصيل سني إسلاموي ولد من بقايا "جبهة النصرة"، هشاشة الوضع، إذ سعى زعيمها أحمد حسين الشرع المعروف بلقب أبي محمد الجولاني، إلى تقديم "هيئة تحرير الشام" كقوة أكثر اعتدالًا في نظر الغرب، لكن تاريخ التطرف العنيف لدى الجماعة وروابطه العميقة مع مجموعات مسلحة أخرى تبدد أي آمال للتوصل إلى حل سلمي.

وتابع الكاتب الأميركي أن "هيئة تحرير الشام" تعهدت بالتسامح حيال أقليات سورية العرقية والدينية، لكن المخاوف من أعمال انتقامية دفعت بآلاف السوريين وبشكل أساس الشيعة إلى الفرار إلى لبنان، مما يعني أن إعادة بناء الهوية الوطنية الموحدة والتلاحم السياسي يشكل تحديًا كبيرًا لأي حكومة انتقالية. 

وأردف: "يواجه البلد الآن مهمة صعبة في إعادة بناء مؤسسات الدولة في ظل الانقسامات المستمرة، وبينما تتعهد الحكومة الانتقالية الجديدة بالإصلاحات والتعافي الاقتصادي، تبقى هناك شكوك حول قدرتها على الحكم، يضاف إلى ذلك أن فترة حكم "هيئة تحرير الشام" في إدلب تثير المخاوف حول أساليب حكمها، حيث اتسمت تجربة الحكم هذه بالنزاعات الداخلية والفساد وسوء الإدارة وقمع المعارضة، كما تستمر المخاوف في مجالات مثل شكل المحاكم الجديدة ودمج الفصائل المسلحة في الجيش ووجود مقاتلين أجانب والطرد المتوقع لآلاف العلويين من وظائفهم الحكومية، وكذلك موقف تركيا حيال مسألة التفاوض بين قوات سورية الديمقراطية ودمشق، ومواضيع أخرى".

وشدد على أن سقوط نظام الأسد يحمل معه مجموعة من المعضلات الجديدة للولايات المتحدة، فبينما تمر سورية بالمرحلة الانتقالية بعد رحيل الأسد، ينتاب المسؤولين الأميركيين قلق كبير من إمكانية تنامي التطرف في ظل الفراغ في السلطة، مضيفًا: "كما يشكل انخراط الصين المكثف في الشرق الأوسط، بما في ذلك مشاركتها المحتملة في مساعي إعادة الإعمار في سورية، سواء وحدها أو بالتعاون مع شركاء خليجيين عرب، تحولًا في ديناميكيات القوة العالمية، فتنامي الحضور الصيني قد يعمق الانقسامات بين الغرب والقوى الناشئة".

وتابع: "بينما يشكل سقوط الأسد نقطة تحول تاريخية للسوريين، فإن المستقبل يبقى غير مستقر، فعلى المستوى المحلي تتفاقم تحديات الحكم وإعادة الاعمار بسبب الميول السلطوي المتجذر، ويشكل سقوط الأسد لحظة محورية، لكنها ليست أبدًا عبارة عن نصر حاسم".

سورية

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم