الخليج والعالم
تحليل أمريكي: إرث بايدن.. تنامي الخطر حول العالم
تناول الكاتب في في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية سيتفن والت سياسات إدارة جو بايدن الخارجية، مشيرًا إلى أن بايدن لم يعد إلى الاتفاق النووي مع إيران رغم أنه قال إنه سيفعل ذلك.
وأضاف الكاتب "قراءة إدارة بايدن الخاطئة للوضع انكشفت بشكل واضح وجليّ عندما أعلن مستشار الأمن القومي جايك سوليفان أن الشرق الأوسط يشهد هدوءًا غير مسبوق منذ عقديْن، وذلك قبل ثمانية أيام فقط من عملية حماس (أي عملية طوفان الأقصى).
وبحسب الكاتب، بايدن وفريقه دعما "إسرائيل" عند كلّ منعطف، حتى في الوقت الذي تجاهلت فيه "إسرائيل" المطالب الأميركية بإبداء القليل من ضبط النفس، وكل العنف الذي مورس فشل في تحقيق الهدف المعلن بالقضاء على حركة حماس أو تأمين إطلاق سراح ما تبقى من الأسرى.
وتابع "بايدن بدا وكأنه يقول في خطابه الوداعي من وزارة الخارجية قبل أيام إن هذه السياسيات أتت بثمارها، إذ جرى "إضعاف حماس وحزب الله بشكل كبير" (وفق ما ورد في المقالة)، وسقط الرئيس السوري بشار الأسد، وتلقت إيران نكسة حقيقية، ومن هذا المنظار، فإن الغاية تبرر الوسيلة.
الكاتب وصف حجة الدفاع هذه بالفراغ الأخلاقي والتي تعكس نظرة استراتيجية قصيرة الأمد، مشيرًا إلى أن التطبيع بين "إسرائيل" والسعودية ليس مطروحًا في الوقت الراهن، وأردف: "جرى إضعاف حماس وحزب الله لكن ليس تدميرهما، أما "الحوثيون (أنصار الله) في اليمن فما زالوا غير مردوعين"، كذلك شدد على أن رغبة الفلسطينيين بدولة أو نيل حقوق سياسية لن تزول.
وقال الكاتب إن طريقة تعاطي إدارة بايدن مع الحرب "بين "إسرائيل" وحماس" لم تفرض على الإدارة بسبب الضرورة الإستراتيجية، بل كانت خيارًا سياسيًا.. الوضع في غزة لم يكن يشكّل أي خطر يذكر على الولايات المتحدة، وكان بإمكان واشنطن أن ترفض دعم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها "إسرائيل" دون أن تعرّض أمنها وازدهارها لأيّ خطر".
ووفق الكاتب، بايدن وبليكن تصرّفا بشكل مختلف إمّا لأنهم كانوا يخشون نفوذ اللوبي "الإسرائيلي" السياسي في عام انتخابي، أو لأنهم اعتقدوا بأن "إسرائيل" تمثل حالة خاصة معفية عن القواعد الطبيعية المتبعة. ازدواجية المعايير بهذا الشكل الفاضح تؤدي الى تآكل شرعية النظام القائم وتبديد سلطة الولايات المتحدة الأخلاقية المتراجعة.
كما قال الكاتب إنه وبينما بايدن يعلن صراحة أنه صهيوني، إلّا أن دعمه غير المشروط لما قام به رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو لم يكن لصالح "تل أبيب" كذلك. وأشار إلى مذكرات اعتقال صادرة عن محكمة الجنايات الدولية بحق نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت.
هذا وتناول الكاتب كذلك سياسة بايدن في ملف حرب أوكرانيا، إذ رأى أن هذه السياسة أبعدت الأنظار والموارد التي كان بالإمكان أن تخصّص في مواجهة الصين. وبينما تحدث عن دفع روسيا ثمن باهظ، شدّد على أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة أو أوروبا أن تتعزز أكثر علاقات موسكو مع بيكن وان تبحث عن فرص جديدة من أجل تقويض الغرب.
وخلص الى أن إرث جو بايدن في السياسة الخارجية سيكون عبارة عن عالم أقل التزامًا بالقواعد وأقل ازدهارًا، وأكثر خطورة بكثير.
الولايات المتحدة الأميركيةجو بايدن