الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: أميركا و"إسرائيل" تركعان أمام حماس
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 18 كانون الثاني 2025 باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي احتل مساحة واسعة في الصحف، حيث اعتبرته انتصارًا عظيمًا، وبحثت عن نتائجه وأسبابه ودلالاته المحلية والإقليمية.
كما اهتمت أيضًا بزيارة الرئيس الإيراني إلى روسيا وتوقيع الاتفاقية الإستراتيجية بين البلدين، مؤكدة أنه يوم تاريخي.
رواية النصر
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة جام جم: "نشرت الحسابات الإعلامية لآية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي على مواقع التواصل الاجتماعي جملة واضحة نُقلت عنه، وذلك تعليقًا على النصر الكبير الذي حققته المقاومة في غزة ضد الصهاينة قال فيها: لقد أدرك العالم أن صبر أهل غزة وصمود المقاومة الفلسطينية أجبرا الكيان الصهيوني على التراجع، وسيكتبون في الكتب أن جماعة صهيونية ارتكبت ذات يوم أبشع الجرائم، فقتلت الآلاف من الفلسطينيين من النساء والأطفال، وفي النهاية هُزموا".
وقالت: "جزء من هذه الجملة الحكيمة يشير إلى الحاضر وجزء منها يشير إلى المستقبل. وفي هذا الصدد هناك نقاط لا بد من أخذها بعين الاعتبار:
أولًا: هناك صراع خطير بين السرد الأولي لحرب غزة ونتيجة الحرب في عالم الإعلام في الغرب، وإذا بنينا حكمنا على رواية وسائل الإعلام الغربية في الأشهر الستة عشر الماضية عن التطورات الدموية في قطاع غزة، فيجب أن نشهد الآن تدمير حماس، والاحتلال الكامل لقطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة بدون إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، لكننا الآن نشهد إبرام اتفاق معظم محتوياته يتناقض تمامًا مع الأهداف المعلنة لـ "تل أبيب" وداعميها الغربيين، وإن الارتباك والصراع الذي نشأ اليوم داخل حكومة الكيان الصهيوني بشأن قبول وقف إطلاق النار في غزة هو انعكاس لهزيمة المحتلين ميدانيًا ودوليًا.
ثانيًا: حول الصراع بين التحليلات الأولية والنتائج النهائية لحرب غزة، فمما لا شك فيه أن مثل هذا الصراع ليس مجرد نتيجة لسوء فهم للحقائق من قبل الغرب والكيان الصهيوني وأطرافه الدعائية والإعلامية، بل هو ينبع من السرد الكاذب لمشهد المعركة، وقد أكد الإمام الخامنئي مؤخرًا كيف يروي العدو الواقع بطريقة مشوهة وكاذبة وكيف يحول انتصار حركة المقاومة للهزيمة، والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يشكل تفسيرًا واضحًا لنتيجة هذه الحركة الدعائية.
ثالثًا: تركز التغريدة التي نشرها الإمام الخامنئي على الربط بين الماضي والحاضر والمستقبل في رواية عملية طوفان الأقصى ووقف إطلاق النار الذي أصبح بعد 16 شهرًا رمزًا موضوعيًا لهزيمة وفشل عملية قتل الأطفال الصهيونية وحطم النظام الدعائي الإعلامي للغرب والصهاينة.
وختمت: "حان الوقت الآن لاستبدال الرواية الحقيقية للقصة الفلسطينية، وطبيعة عملية طوفان الأقصى، فالمرحلة الثانية من المعركة ضد العدو الصهيوني ستبدأ من الآن فصاعدًا بصيغة جهاد التبيين، ولن تعود ساحة المعركة اليوم مقتصرة على قطاع غزة ولبنان ومنطقة غرب آسيا، فمن اليوم ستبدأ المقاومة العالمية وستخرج الجبهة بقوة ومسؤولية في اتجاه توضيح حقائق حرب غزة".
8 أسباب لانتصار المقاومة
من جهتها، قالت صحيفة وطن أمروز، إن "اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وفصائل المقاومة في غزة يظهر بوضوح المعادلات الجديدة في المنطقة وتأثيراتها في الأطراف المتصارعة".
ولفتت إلى أن الأسباب التي أدت إلى انتصار للمقاومة هي:
1. عجز "إسرائيل" عن تحقيق أهدافها العسكرية، فقد فشلت "تل أبيب" في تدمير البنية التحتية العسكرية لجبهة المقاومة، مما أثر بشكل مباشر في المصداقية العسكرية لهذا الكيان.
2. إضعاف شرعية "إسرائيل" الدولية، فخلال العام الماضي، ردت العديد من الدول والمنظمات الدولية بقوة على التصرفات العدوانية للكيان وطالبت بإنهاء العنف؛ لدرجة أنه صدر أمر قضائي بحق رئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو وأعلنت دول كثيرة منعه من دخول أراضيها.
3. تعزيز الدعم الشعبي، حيث أظهر وقف إطلاق النار أن فصائل المقاومة في غزة وفي جميع أنحاء الأراضي المحتلة تحظى بدعم الشعب الكامل، على الرغم من بعض الدعايات السيئة من الأعداء، وعلى الرغم من كل الصعوبات التي فرضها الكيان الغاصب على المظلومين.
4. تعزيز دبلوماسية المقاومة العامة، فبعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لعبت وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام. وأثارت الصور والتقارير حول الاعتداءات "الإسرائيلية" على المدنيين الفلسطينيين موجة من الانتقادات على المستوى العالمي، وعملت لصالح جبهة المقاومة.
5. تطوير القوة العسكرية لجبهة المقاومة، فمن أهم النقاط التي ساعدت على انتصار جبهة المقاومة هو الحفاظ على القوة العسكرية وجاهزيتها لمواصلة المعركة. وتمكنت المقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي من إلحاق أضرار جسيمة بالكيان الصهيوني باستخدام تكتيكات الحرب الحديثة.
6. اتساع الأزمات الداخلية للكيان الصهيوني، فبعد فترة طويلة نسبيًا من الصراع بين "إسرائيل" وفصائل المقاومة، يواجه الكيان الصهيوني الآن تحديات داخلية عديدة، مثل السخط الاجتماعي، والأزمات الاقتصادية، فضلًا عن الضغوط الدولية على "تل أبيب".
7. تغير في المعادلات الإقليمية، إذ يشير اتفاق وقف إطلاق النار إلى تغير في موازين القوى في المنطقة لصالح فصائل المقاومة.
8. تعزيز العلاقات بين فصائل المقاومة: من إنجازات عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر تقوية العلاقات بين فصائل المقاومة المختلفة، فالتحركات الواسعة التي قامت بها حركة أنصار الله في اليمن، وحزب الله في لبنان، وجماعات المقاومة في العراق، دعمًا لفصائل المقاومة الفلسطينية أدت في النهاية إلى أن يكون لغزة اليد العليا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهذا في حد ذاته أحد أهم الأمور.
يوم إيران وروسيا
في سياق آخر، ذكرت صحيفة إيران: "بعد ثلاث سنوات من عمل الخبراء والتشاور المستمر، تم يوم أمس التوقيع على الاتفاقية الإستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا من قبل رئيسي جمهورية إيران الإسلامية وروسيا. وهو ما يعتبره الكثيرون وسيلة لوصول طهران وموسكو إلى مستوى أعلى من العلاقات العميقة بالنسبة للبلدين وخاصة بالنسبة لجمهورية إيران الإسلامية في سياق عالم متعدد الأقطاب وعلى طول إستراتيجية السياسة الخارجية المتوازنة".
وأكدت أنه "مع كل ما تم بحثه، فإن مضمون اللقاء بين الرئيس ورئيس الوزراء الروسي كشف إلى حد كبير عن النظرة المتوازنة لحكومته تجاه علاقتها مع روسيا، كما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن هذا التعاون يمكن أن يبطل العقوبات والتجاوزات التي تمارسها أميركا والدول الغربية".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف