نصر من الله

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: التاريخ أثبت أن انتصار الأمم وشرفها يكمن في المقاومة وليس في إظهار الضعف والاستسلام
20/01/2025

الصحف الإيرانية: التاريخ أثبت أن انتصار الأمم وشرفها يكمن في المقاومة وليس في إظهار الضعف والاستسلام

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 20 كانون الثاني 2025 بالنصر الذي تحقق في غزّة بعد إعلان وقف إطلاق النار، كما اهتمت بقضايا متعلّقة بعلاقة إيران بالغرب وخصوصًا الولايات المتحدة الأميركية.

بزشكيان وطبقة الحرب الخفية

كتبت صحيفة كيهان تقول: "إن من لديه أدنى معرفة بتاريخ غرب آسيا يعلم أن هذه المنطقة، باعتبارها قلب الحضارة والتجارة والموارد الطبيعية والبشرية، وموقعها الإستراتيجي، لم تكن قط في مأمن من جشع ومروجي الحروب من القوى العظمى في القرنين الماضيين. لذلك، من السذاجة الاعتقاد بأن هناك من يستطيع إحلال السلام من خلال إنكار حقيقة هذه الحرب المفروضة. 

النفوذ والتسلل هو أخطر طبقات الحرب. معظم القلاع لم تنهَر أمام الضربات القوية وبقيت صامدة، لكن الباب فُتح للعدو من قبل عناصر غادرة ومتسللة. 

[...] الحرب لها صعود وهبوط. لكن التاريخ أثبت أن انتصار الأمم وشرفها يكمن في المقاومة، وليس في إظهار الضعف والاستسلام. أنظروا إلى فلسطين، تغاضت عن وعود العدو، الذي سرق منهم أرض أمة وفرض التهجير وانعدام الأمن، لكن في غزّة، لم يقاتل الصهاينة المجرمون فحسب، بل القوّة العظمى أميركا أيضًا، الشعب المحاصر في مدينة مساحتها 360 كيلومترًا مربعًا، وبعد 15 شهرًا نجد أن عددًا من الوزراء الصهيونيين وبعض الحاضرين وأمين سر الوفد الحكومي يغرقون في البكاء في اجتماع الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار.
[...] الأصل في مقاومة عداوة الأعداء هو معرفة مصادر القوّة وتوسيع الإمكانيات، وعدم الإصرار على التعبير عن الضعف والعجز وترديد كلمة التفاوض كالتوسل. أولئك الذين يصرون على إظهار الحكومة غير قادرة على تنفيذ البرنامج الاقتصادي الداخلي وتوسيع الدبلوماسية، وبالتالي ينتهي بهم الأمر إلى الوقوع في فخ التفاوض مرة أخرى مع الطرف الذي يخرق العهد.

[...] لقد خططت حكومات أميركية مختلفة وضربت إيران قدر استطاعتها خلال هذه السنوات الخمس والأربعين، وفي كلّ مرة كانت تقول إن إيران ستنتهي في غضون أشهر قليلة. لكن الانقلاب العسكري، وإرسال مجموعات المرتزقة، وفرض الحرب، والإرهاب المنظم، والعقوبات والضغوط القصوى، لم يستطع أي منها أن يمنع الثورة الإسلامية من النمو. ولذلك، لا ينبغي للمرء أن يقع في الأسر أو يخيفه عملية الخداع غير المباشرة التي يقوم بها العدو. "

التعاطف مع لوس أنجلوس

كتبت صحيفة وطن أمروز: "الحريق في لوس أنجلوس يشبه النيران التي تلقي بظلالها ليس فقط على جسد المدينة، بل على روح العالم أيضًا. هذه الحادثة، في الظاهر، هي كارثة طبيعية تحول النظام البيئي والمجتمع الحضري إلى رماد، لكنّها في طبقاتها العميقة، هي انعكاس لهياكل السلطة التي تكمن خلف ستار الرأسمالية العالمية. إن النار المشتعلة في لوس أنجلوس هي كناية عن النظام الاقتصادي الذي تشكّل لصالح أقلية من العالم وقام بتهميش الباقي. وعندما تصل صور الحريق إلى وسائل الإعلام العالمية، ترتفع موجة التعاطف بين شعوب العالم. ويرسل الناس في الجنوب العالمي، من دلهي إلى لاغوس، رسائل تعاطف. لكن هل هذا التعاطف حقيقي أم أنه مجرد انعكاس لعقلية استعمارية تحدد القيم العالمية بالمعايير الغربية؟ هل جراح الفقر والبطالة والاستغلال الاقتصادي غير المعالجة في مجتمعات هؤلاء الناس أصغر من الدمار الذي لحق بلوس أنجلوس؟ يدعونا هذا السؤال إلى إعادة التفكير في علاقات القوّة والعلاقات العالمية.

خلال الحقبة الاستعمارية، تشكلت العقلية العالمية بحيث ترى المجتمعات الاستعمارية قيمها في مرآة المستعمر. لا يزال هذا التقييم مستمرًا في القرن الحادي والعشرين. إن الجنوب العالمي، الذي يحترق بنار الفقر والظلم الاقتصادي، بدلًا من المطالبة بحقوقه، يشارك في الحزن على مدينة مثل لوس أنجلوس. وهذا التعاطف، على مستوى أعمق، هو شهادة على استمرار نوع من الهيمنة الثقافية التي لا تزال فيها قيم العالم الغربي في مركز الاهتمام. ومن ناحية أخرى، يقوم النظام الاقتصادي العالمي على استغلال الموارد والعمالة في الجنوب العالمي. نفس الشركات المتعددة الجنسيات التي تمول إعادة بناء لوس أنجلوس اليوم، جمعت بالأمس ثرواتها في مناجم إفريقيا، وغابات الأمازون، والأراضي الزراعية في آسيا.
 
[...] في هذه الأثناء، يتم توفير الرأسمالية، تحت قناع التعاطف من أجل إعادة إعمار لوس أنجلوس، ليس فقط من خلال الموارد الحكومية، ولكن أيضًا من خلال دعم شركات التأمين، لكن شركات التأمين في العالم الرأسمالي ليست أكثر من مؤسسات للتعويض؛ وهم مستثمرون رئيسيون في الصناعات النفطية والبتروكيماوية والعسكرية. بمعنى آخر، فإن المؤسسة نفسها التي تمول إعادة إعمار المدينة لعبت دورًا في تشكيل الأزمات البيئية والاقتصادية التي أدت إلى هذا الحريق. هذا التناقض الواضح يكمن في جوهر الرأسمالية؛ نظام يجد ربحيته في تدمير البيئة ونشر الظلم الاقتصادي من جهة، ويظهر في دور المنقذ من جهة أخرى. 

[...] إن إعادة بناء لوس أنجلوس هي مثال على كيفية عمل الرأسمالية المعاصرة. إن عملية إعادة الإعمار هذه لا تعنى فقط ترميم البنية التحتية، بل تعنى أيضًا إعادة إنتاج المؤسسة العسكرية، التي كانت السبب الرئيسي للأزمة. تقدم الرأسمالية نفسها كمنقذ من خلال إعادة بناء المناطق التي ضربتها الأزمات، في حين أن هذه الأزمات هي نتاج مباشر لآلياتها. ويمكن العثور على مثال آخر لهذه المفارقة في صناعة النفط. إن نفس الشركات التي تسببت في تفاقم حرائق الغابات من خلال تغير المناخ يتم وصفها الآن بأنها الجهات المانحة لإعادة البناء. وتذكرنا هذه الدورة التي لا نهاية لها بالنظام الاقتصادي الذي يحافظ على نفسه على قيد الحياة من خلال إعادة البناء باستمرار من رماد أزماته".

4 طلبات لم يتم تلبيتها لنتنياهو

كتبت صحيفة همشهري: "اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس أحدث زلزالًا في المجتمع "الإسرائيلي". في "إسرائيل"، ينقسم الصهاينة إلى فئتين؛ هناك من يعتقد أن نتنياهو وافق على أسوأ اتفاق في تاريخ هذا النظام، والبعض الآخر يريد فقط عودة الأسرى "الإسرائيليين" إلى ديارهم، لكن من يعتقد أن "إسرائيل" وقعت على الاتفاق الأكثر سخافة والأسوأ في التاريخ، يقولون إنه لا ينبغي إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، ولا ينبغي لـ"إسرائيل" أن تنسحب من محور فيلادلفيا ونيتساريم.

[...] كما أن مرحلة ما بعد الحرب مربكة بالنسبة لـ"إسرائيل". وفي تقرير أشارت فيه إلى سيناريوهات "تل أبيب" بعد الاتفاق، كتبت بعض الصحف الصهيونية أن نتنياهو لا يستطيع خلق بديل لحماس. ونرى أنه بعد ساعة من وقف إطلاق النار، خرجت قوات حماس من مقراتها وخرجت في مسيرة النصر وسط المواطنين الفلسطينيين".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة