الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: مناورات الرسول الأكرم (ص) الـ19 رسالة عسكرية وأمنية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 21 كانون ثاني 2025 بالعلاقات الإيرانية - الأميركية في ظل إدارة ترامب الجديدة، كما اهتمت بالأوضاع الميدانية بعد وقف إطلاق النار في غزّة وتقييم النتائج لهذه الحرب، واهتمت أيضًا ببعض القضايا الداخلية لا سيما رسائل المناورات التي أجرتها القوات الثورية مؤخرًا.
رسالة إيران العسكرية والأمنية ذات المستويات الثلاثة
كتبت صحيفة قدس: "مناورات الرسول الأكرم 19 للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني [...] وإزاحة الستار عن المدينة العائمة تحت الأرض التابعة لبحرية الحرس الثوري الإيراني، والتدريب الأمني الهجومي المتنقل المستمر للقوات البرية للجيش في شمال شرق البلاد بهدف مهاجمة مواقع الجماعات الإرهابية المفترضة بشكل استباقي على الجانب الآخر يمكن تحديد الحدود بهذا التنسيق. كلّ هذه الأحداث تعبّر عن أن إجراء هذا الحجم من المناورات والأعمال العسكرية له معانٍ عديدة، يمكن تصنيفها عمومًا إلى ثلاثة مستويات:
1- مستوى أمني في البعد الداخلي: بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء النظام الصهيوني، بعد الموافقة على وقف إطلاق النار مع حزب الله، ظهر على شاشة التلفزيون وتحدث عن مؤامرة كبيرة ضدّ الجمهورية الإسلامية. [...] عندما نضع طريقة الكلام هذه أمام تصريحات السلطات الأميركية ودعمها الصريح لأي عناصر مثيرة للقلق في إيران، ينكشف سيناريو كبير لخلق التوّتر في البلاد. ويمكن في هذا الصدد تقييم تزايد الهجمات الإرهابية التي قامت بها جماعة إرهابية في سيستان وبلوشستان في الشهرين الأخيرين وحتّى اغتيال القاضيين منذ يومين في إطار خلق أزمة داخلية.
وعلى النقيض من هذا الإجراء، فإن المؤسسات الأمنية والعسكرية، باعتبارها عيون إيران الإسلامية الساهرة واليقظة، لم تقف مكتوفة الأيدي واستهدفت النهج العدائي للعدو. ومن بين التدريبات المذكورة أعلاه، فإن المناورة الثقافية العسكرية الكبيرة الذي شارك فيه 110.000 من قوات التعبئة جدير بالملاحظة بشكل خاص في هذا الصدد. مثل هذا العمل يحمل رسالة عظيمة للعدو؛ وأنه في حال أي تحول إلى المؤامرات الغبية فإن الشعب الإيراني هو الذي سيكون على خط المواجهة، وما هذا إلا رسالة خلق الأمن لإيران.
2 - مستوى التعامل مع التهديدات العابرة للحدود: وبعد التطورات في سورية وانهيار نظام الأسد، أولى المحور الغربي العبري اهتمامًا خاصًا لزعزعة الأمن في المناطق الحدودية بسبب وجود ثغرات أمنية في بعض دول الجوار. المناورات المذكورة أعلاه مهمّة أيضًا في هذا السياق. ويعكس حقيقة أنه في حالة وجود تهديد عبر الحدود، فإن طهران لا تعترف بأي خط أحمر وستتعامل معه بالتأكيد بقبضة من حديد. [...] وهذه التهديدات موجودة بشكل خاص من إقليم كردستان العراق وحدود جمهورية أذربيجان وباكستان وأفغانستان، وقبل أن يتم تحويل هذه القضية إلى الدول المجاورة في الخطوات الدبلوماسية من الضروري أن تعلم كافة الجماعات الإرهابية والتكفيرية أن الجيش جاهز لمواجهة هذه الجماعات [...]
3 - الرسائل العالمية: الرسالة الأخرى لمثل هذه المناورات هي درء التهديدات العالمية. تحولت الولايات المتحدة الأميركية بقيادة دونالد ترامب والكيان الصهيوني، تحت تأثير التطورات في المنطقة، إلى الهتاف ضدّ بلدنا هذه الأيام ويتحدثون عن مهاجمة المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية. ورغم أنهم كرّروا الكثير من هذه التصرفات، إلا أن الكشف عن مدن مختلفة تحت الأرض وإجراء مناورات صاروخية ودفاعية يبعث بإشارة حاسمة إلى العدوّ بأن أيدي إيران ليست مكبلة، وأنه إذا قامت بأي مغامرة فإنها سترد بسرعة وبشدة".
الصورة الحقيقية لترامب في مواجهة إيران
كتبت صحيفة همشهري: "رغم أن هناك صورة وخبرة 4 سنوات لترامب على أعلى مستويات السلطة، إلا أن السؤال يبقى كيف سيتصرف ترامب؟ هل تغير أو يصرّ على أن يكون غير متوقع مثل المرة السابقة؟ في الأساس، هل اقترب ترامب من أن يكون رجلًا سياسيًا أم أنه يريد أن يكون رجل أعمال في مجال السياسة؟ هل يؤمن بالسياسة أم يفضل أن يكون تاجرا؟
[...] النقطة الأولى هي أن ترامب واجه مواجهة صعبة مع إيران في إدارته السابقة. لقد طرح مشروع الضغط الأقصى على إيران ونفذ أشد العقوبات. وانسحب من خطة العمل الشاملة المشتركة واتّخذ المواقف الأكثر تطرفًا تجاه إيران. كانت أولوية إدارة ترامب في المواجهة مع إيران، والتي دعمها وحركها أشخاص مثل جون بولتون ورودي جولياني (مستشارون مقربون من ترامب)، [...] لكن رغم تهديدات ترامب والإعلام الأميركي والحرب النفسية الثقيلة على إيران، فإن كلّ حساباتهم ومعادلاتهم تبيّن في النهاية أنها خاطئة واليوم مرت 6 سنوات على ذلك التاريخ الخيالي.
النقطة الثانية هي أن ترامب ما زال يحب أن يقدم صورة عن نفسه بحيث يخاف منه الجميع ولا يستطيع أحد أن يقاوم رغباته.
الآن، لجعل صورة ترامب بارزة، يتم استخدام حيلتين؛ إحداهما هي نظرية الرجل المجنون التي تهدف إلى التأكيد على أن ترامب يتخّذ قرارات لا يمكن التنبؤ بها وأنه لا ينبغي لأحد أن يخاطر ضدّه. إنه مجنون بمعنى أنه من الممكن أن يُطيح بخصمه من الوجود!
الحيلة الأخرى هي استخدام إستراتيجية السلام من خلال القوّة تقوم هذه الإستراتيجية على قوة الردع وتحاول تصوير ترامب وكأنه قادر على إجبار الجميع على صنع السلام معه؛ وهذا أيضًا بتكتيك القوّة؛ على الرغم من أن السلام هنا يتعلق أكثر بتسجيل ترامب نقاطًا من خصمه.
لكن على أية حال، فإن هذه الأوصاف لترامب تهدف إلى تمكينه من الحصول على أكبر عدد من النقاط في السياسة الخارجية.
إن مواجهة ترامب مع إيران تكون في الغالب من خلال الحيلتين المذكورتين والتصوير الوحشي لترامب.
والغرض من هذه الحيل والرسوم التوضيحية هو الإيحاء بأن الطريق الوحيد أمام إيران ضدّ ترامب هو التفاوض والاتفاق!
[...] النقطة الثالثة هي أن نفس سيناريو إدارة ترامب السابقة في مواجهة إيران مطروح على الأجندة بلون مختلف لدفع كلّ سبل التفاوض والاتفاق على ما يسمّى بالصفقة الكبيرة. يتحدثون هذه المرة أيضًا عن حقيقة أن محور المقاومة وإيران قد ضعف، لكن الحقيقة هي أنه، في إدارة ترامب السابقة، عندما تمّ نقل السفارة الأميركية من "تل أبيب" إلى القدس الغربية، انكشف أنه بعد كلّ هذه الخطوات لا يمكن دحر المقاومة، ولو ضعفت المقاومة لما حدث طوفان الأقصى".
الحرب التي انتصرنا فيها
كتبت صحيفة وطن أمروز: "إن النظام الصهيوني في وضع أضعف على الصعيدين العسكري والأمني مما كان عليه قبل 7 أكتوبر 2023.
[...] هل النظام الصهيوني الآن، مع انتهاء الحرب مع حماس وانتهاء الحرب على جبهات لبنان واليمن، يستعد لعمل عسكري ضدّ إيران؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد من التمييز بين مسألتين؛ الأولى هي الإجراءات المناهضة للأمن ومحاولات خلق زعزعة الأمن في إيران، والثانية هي مسألة العمل العسكري.
1 - البعد الأمني: في كلّ السنوات الـ 46 التي مرت منذ انتصار الثورة الإسلامية وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران، متى توقف النظام الصهيوني عن معاداة إيران والقيام بأعمال مناهضة لإيران؟ منذ انتصار الثورة وحتّى الآن، اتّخذ النظام الصهيوني بشكل مستمر كلّ ما في وسعه من إجراءات لضرب إيران وإضعاف الجمهورية الإسلامية. لقد جرى اغتيال العلماء النوويين وتفجير المنشآت النووية قبل 7 أكتوبر 2023 والحرب الأخيرة.
2 - [...] الجانب العسكري: لماذا اضطرّ النظام الصهيوني إلى قبول وقف إطلاق النار مع حماس؟ [...] الحقيقة أنه على الصعيد الميداني والعسكري، لم يتمكّن النظام الصهيوني من تحقيق أي من أهدافه في مختلف جبهات الحرب. لقد كانت جبهة غزّة بمثابة فشل كامل للصهاينة. [...] وفي لبنان، اقتصرت نجاحات النظام الصهيوني على الإجراءات الأمنية فقط. إن تفجير أجهزة البيجر واغتيال قيادات رفيعة المستوى في حزب الله وجها ضربات قاسية لحزب الله وكانت إنجازات كبيرة للنظام الصهيوني، لكن في الجانب العسكري لم يحقق الصهاينة هدفهم الأساسي وهو القضاء على حزب الله. وإعادة المستوطنين إلى شمال الأراضي المحتلة. [...] على الصعيد الإيراني، رغم أن النظام الصهيوني تمكّن من شن هجوم عسكري مباشر على الأراضي الإيرانية لأول مرة، وهذا أمر مهم، لكن من ناحية أخرى، ولأول مرة، تعرض لهجوم مباشر من قبل إيران في مناسبتين. وأظهرت إيران قدراتها الصاروخية والطائرات من دون طيار بشكل واضح في عمليتي الوعد الصادق".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
21/01/2025
"خطاب الرفض" الأميركي يقوّض الولايات المتحدة
20/01/2025