الخليج والعالم
أحداث أميركا عنوان بارز في الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 22 كانون الثاني 2025 بالتطورات الدولية والمحلية لا سيما خطاب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الأخير، وكذلك قضايا داخلية من قبيل تفعيل القطاع الخاص للبلاد، وهو ما ركّز عليه آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي مؤخرًا.
العقوبات التي وضعناها على أنفسنا
كتبت صحيفة قدس: "يسير اقتصاد بلادنا هذه الأيام على طريق مليء بالتحديات بسبب سياسات العقوبات، وبالطبع بسبب القضية الأكثر أهمية المتمثلة في اتّخاذ القرارات المحلية غير الصحيحة، وفي هذا الوضع، ومن أجل تحقيق النموّ والتنمية المستدامين، هناك حاجة إلى التآزر بين القطاعين العام والخاص أكثر من أي وقت مضى.
في غضون ذلك، أكد قائد الثورة الإسلامية مرات عديدة، من خلال فصل الساحة الداخلية عن الظروف الخارجية، أنّ تحقيق النموّ الاقتصادي المستهدف بنسبة 8% أمر ممكن، لكن ذلك سيتم تحقيقه عندما تدعم الحكومات القطاع الخاص والعقبات التي تعترض طريق الأعمال التجارية، وفي نهاية المطاف يمكن أن يكون هذا المسار هو الحل لها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في طريق تحقيق الاقتصاد المقاوم، فإن تعزيز القطاع الخاص لن يساعد فقط على نمو الناتج المحلي الإجمالي، بل سيكون له أيضًا آثار إيجابية على تحسين الوضع الاجتماعي والسياسي للبلاد. لكن أحد أكبر التحديات هو نظرة الحكومة إلى القطاع الخاص كمنافس، ولا يتسبب هذا الموقف في المنافسة غير المتكافئة فحسب، بل يسبب أيضًا مشاكل وخسائر في القطاعات العامة ويمنع النموّ الاقتصادي وديناميكية البلاد.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، كيف يمكن الخروج من هذا الوضع والتحرك نحو اقتصاد أكثر ديناميكية واستقلالية؟
[...] في العقود الأخيرة، عُرف اقتصاد جمهورية إيران الإسلامية باسم اقتصاد الدولة. وفي العديد من القطاعات، تعتبر الحكومة نفسها صاحب عمل كبير ومنافسًا كبيرًا للقطاع الخاص، وقد تسبب هذا الأمر في العديد من المشاكل. هذا الخطأ الكبير في النظر إلى القطاع الخاص جعل العديد من الصناديق الحكومية والمراكز الاقتصادية تتحول إلى قطاعات خاسرة، في حين أن المنتجين الخاصين ليسوا منافسين للحكومة، بل يمكن أن يكونوا أيضًا الشركاء الرئيسيين في العملية الإنتاجية والنمو الاقتصادي للبلاد. ويجب فهم هذه القضية من أجل توفير مساحة للتآزر بين الحكومة والقطاع الخاص.
[...] وعلى الرغم من المشاكل القائمة، هناك العديد من الفرص لتحسين الوضع الاقتصادي وتحقيق النموّ المستدام. إن المتابعة الجادة لخطة التنمية السابعة يمكن أن تكون بمثابة خريطة طريق وتمهيد الطريق لإجراء إصلاحات جوهرية في مختلف القطاعات. ومن ناحية أخرى، لحل الأزمات الاقتصادية، فإن التقارب بين الحكومة والقطاع الخاص شرط ضروري. ومن شأن تحسين المواقف والتعاون بين القطاعات أن يساعد في خلق بيئة مؤاتية للنمو الاقتصادي والتنمية. وبهذه الطريقة، فإن إزالة العوائق الحكومية وشفافية العمليات والاهتمام بالقدرات الداخلية يمكن أن توفر منصة لتحقيق اقتصاد مقاوم وتصبح عاملًا لتحقيق النموّ المستدام للبلاد".
ماذا يحدث في أميركا؟
كتبت صحيفة رسالت: "تحليل مضمون خطاب ترامب خلال حفل التنصيب مهم جدًّا. وهذا التحليل يبين لنا ماذا يحدث في أميركا. [...] تشير عناصر الخطاب إلى أنه تم تحديد لعبة جديدة في أميركا لنوع وأسلوب الحكم في هذا البلد ونظرة حكامه للعالم. وهذا هو التعريف الذي صاغته مؤسسات الفكر والرأي الأميركية في واشنطن، ويلعب ترامب هذا النمط من الحكم. وتتطلب اللعبة الجديدة لاعبين عالميين.
وفي هذا الصدد، يمكن سماع كلام رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو يقول: "على أوروبا إما أن تقف في وجه ترامب أو تُسحق. تريد أميركا أن تبدأ شكلًا متسلّطًا للغاية من السياسة من خلال سياستها الدولارية والصناعية. وإذا لم نفعل أي شيء، فسوف يتم الهيمنة علينا، وسنصغر وسنذهب إلى الخطوط الجانبية".
[...] النخب الأميركية تعترف بأن حرب فيتنام وحرب العراق وأفغانستان وغيرها كانت أخطاء إستراتيجية لهذا البلد. فأميركا ليست مستعدة لقبول تكاليف الحملات التي ستؤدي في النهاية إلى الهزيمة وحدها. في المستقبل، ستحاول أميركا عدم الدخول في أي حرب، وإذا اضطرّت إلى الدخول، فسيتعين على حلفائها أن يدفعوا ثمنها.
وتابعت الصحيفة: "إن اللعبة الجديدة المحدّدة للحكم الأميركي هي أن أميركا لا تريد أن تهدر أموالها ورأس مالها على مغامرات عسكرية في العالم. إنها تحتاج إلى هذه الأموال لإعادة بناء البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الداخل، حتّى لا تضع تكاليف كارثة مثل حريق لوس أنجلوس مليارات الدولارات على مكتب الرئيس!".
الحرب المعرفية
كتبت صحيفة جام جم: "هناك نوع آخر من الحرب غير المعروفة تدور في العالم اليوم، والتي تسمّى بشكل رئيسي "الحرب المعرفية"، وهي في الواقع تحول وتغير موقف الناس ورؤيتهم تجاه حدث ما من خلال عمليات معينة في مجال الإعلام وعلم النفس. [...] يجب على من يدخل مجال الحرب المعرفية أن يكون ملمًّا بالعلوم المعرفية؛ إن علم النفس والاجتماع والدراسات الإعلامية تستخدم وضرورية أكثر من العلوم الأخرى للوقوف في ساحة المعركة المعرفية. وفي الحرب المعرفية لا بد من معرفة مدى صحة ما يقدمه لنا الإعلام، ولا بد من مراقبة محتويات وأخبار وافتتاحيات الصحف والشبكات الفضائية. ويجب على وجه الخصوص تقييم المحتوى بأدوات ومقاييس فهم النص وتلقيه ونقده حتّى لا يصل.
للإعلام أهمية كبيرة في الحرب المعرفية، لأن هناك وسطاء يستطيعون نقل الرسائل المتعلّقة بتغيير رؤية وسلوك جماهير معينة وتقديمها بشكل فعال، ويجب أن يكون الإعلام المحلي للبلد على دراية كاملة بالعلوم المعرفية في الإعلام".
وتابعت الصحيفة: "كان ولا يزال الناس وثقافتنا ومجتمعنا هدفًا لهجوم وسائل الإعلام المتغطرسة المتواصل، وللأسف ظلت مثل هذه القضية المهمّة غريبة جدًّا ولم يتم تناولها كثيرًا في الجامعات. ومن المؤمل أن تساعد الجامعات إعلامنا من خلال البدء بدورات الإعلام والعلوم المعرفية على مستوى الماجستير والدكتوراه. والمثال الرئيسي للعلوم العسكرية هذه الأيام هو نفس التقارير التي تقدم حول الحوار بين إيران والولايات المتحدة. ويمكن رؤية تناقضات وسائل الإعلام الأجنبية في هذا الصدد في الأيام القليلة الماضية بوضوح كمثال على الحرب المعرفية في مجال واسع. إذا تمكّنا من شرح هذه الحرب المعرفية بوضوح لجمهور وسائل الإعلام والناس داخل البلاد، فيمكننا أن نصدق أن جهود وسائل الإعلام الأجنبية في تغيير موقف ورؤية وسلوك جمهورها الإيراني، سواء في الداخل أو الخارج في إيران، لن يؤدي إلى أي نتيجة".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/01/2025
الإمام الخامنئي: المقاومة حيّة وغزة انتصرت
22/01/2025