نصر من الله

الخليج والعالم

أوهام ترامب عنوان بارز في الصحف الإيرانية 
25/01/2025

أوهام ترامب عنوان بارز في الصحف الإيرانية 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت (25 كانون الثاني 2025) بالأحداث في الساحة الدولية، وأثارت تصريحات نائب الرئيس في الشؤون الإستراتيجية محمد جواد ظريف في دافوس نقاشًا حادًا بين الإيرانيين انعكس في الصحف، التي اهتمت أيضًا بأسلوب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في الحكم وأثره في العلاقات الخارجية الإيرانية.

ضرورات التفاوض مع أوروبا المنافقة

كتبت صحيفة رسالت: "انعقد الاجتماع السنوي الـ55 للمنتدى الاقتصادي العالمي تحت شعار "التعاون من أجل عصر الذكاء" وبحضور كبار المسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص من بعض الدول. إن وجود ترامب على رأس معادلات واشنطن السياسية والتنفيذية ألقى بظلاله على هامش هذا اللقاء، وولّد مخاوف علنية وخفية بشأن مصير القوانين والقواعد المعمول بها في مجال التجارة الحرة (القائمة على التعددية). إن تهديدات ترامب وإيلون ماسك ضدّ منظمة التجارة العالمية واعتمادهما على الأحادية في الاقتصاد الدولي لم تمكّنا الدول الغربية من تشكيل حوارات مستقرة وموثوقة في هذا الاجتماع".

وتابعت: "زيارة ظريف، جرت في مثل هذا وشدد لقاء وزير خارجية بلادنا السابق مع رئيس وزراء النرويج ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي ورئيس صربيا وغيرهم من السياسيين الغربيين على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية. [...] من الواضح أن المشاورات الدبلوماسية مع الدول الأخرى تعتبر من ضرورات ومتطلبات السياسة الخارجية لأي دولة، وقليل من الناس يشكّكون في مبدأ هذه القضية. ومع ذلك، عندما لا يتم فهم العلاقة بين المواقف المعلنة والعملية للدول وتنسيقيات لعبتها في الماضي، والكواليس الحالية والمستقبلية في النظام الدولي بشكل صحيح، فإن التوقعات الواقعية ستتعارض مع المطالب المثالية. وبعد إبرام الاتفاق النووي في عام 2015 وتنفيذه في عام 2016، أكدت العديد من الدول الأوروبية على ضرورة تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع طهران في مختلف المحافل العالمية، بما في ذلك اجتماعات دافوس وميونيخ والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأبدت التزامها بتعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف مع طهران. لكن بعد فترة قصيرة، ادعى زعماء الدول الغربية أنهم لا يستطيعون إجبار الشركات الاقتصادية على الاستثمار في طهران أو حتّى جذب رؤوس الأموال من القطاعين العام والخاص في بلادنا، ولم تنته القصّة عند هذا الحد فبعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، زعمت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بيان من 11 نقطة يعرف باسم إعلان بروكسل أنها عازمة على تأمين مطالب وحقوق إيران في المجال الاقتصادي. ولكن لم يكن نتاج إرادة الغربيين هذه سوى إنشاء هيكل غير مرئي وغير وظيفي ولم يقتصر الأمر على عدم وجود أخبار عن تلبية المطالب الإيرانية، بل شهدنا أيضًا أقصى تعاون من الجهات الأوروبية مع أميركا في استراتيجية الضغط الأقصى على طهران".

وختمت: "لقد أظهرت تجربة السنوات العشر الماضية بوضوح أن أوروبا ليس فقط لديها العزم على كبح سياسات أميركا المناهضة لإيران وحتّى وعود واشنطن التي لم تلتزم بالوثيقة الدولية (خطة العمل الشاملة المشتركة)، ولكنها تلزم نفسها أيضًا بمواصلة التزاماتها الاستراتيجية [...] في مثل هذا الوضع، عند حساب التهديدات والفرص المتاحة للتفاوض مع أوروبا، يجب أن تكون العملية التفاوضية مصحوبة بنوع من الواقعية والبصيرة. ويبدو أنه على الأقل في النهج السياسي والدبلوماسي للسيد ظريف، لا يوجد فصل وتمييز واقعي في هذا الأمر [...] إن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه الفترة الحرجة والحاسمة لا ينبغي أن تترك أي مجال للخطأ وسوء التقدير الإستراتيجي وحتّى التكتيكي"، وفق تعبير الصحيفة. 

ترامب ووهم القوّة 

كتبت صحيفة جام جم: "ما يمكن استخلاصه من خطاب دونالد ترامب الممل وغير السياسي في حفل أداء اليمين الرئاسية هو أنه سيتبع في هذه الفترة من رئاسته سياسة مختلفة مقارنة بالفترة السابقة. خلال هذه الفترة، سيولي الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة بالتأكيد المزيد من الاهتمام للقضايا الاقتصادية والمهاجرين غير الشرعيين وتعزيز موقف الولايات المتحدة والتركيز على مبدأ وقف التصعيد في العالم. وفي تشكيل حكومته الجديدة، لم يستعن ترامب بالشخصيات المثيرة للجدل في الحكومة السابقة، مثل مايك بومبيو، وزير الخارجية السابق، وهذا يظهر أن سياسته ستكون مختلفة جذريًا عن الماضي بوجود إيلون ماسك وهو رأسمالي أميركي كبير، كمستشار خاص لترامب ما يظهر الجوانب الاقتصادية للرئيس الأميركي الجديد".

وتابعت: "على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية لم ترسم سياستها أبدًا بناءً على التوجّهات السياسية للرؤساء الأميركيين، إلا أن عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة يمكن أن تغير أجواء التفاعل بين إيران والغرب في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، على الرغم من أن دونالد ترامب يظل شخصية مكروهة وإجرامية في ذاكرة الأمة الإيرانية، وسيبقى كذلك، لكن التغيير في سلوك أميركا تجاه الشعب الإيراني يمكن أن يخلق ظروفًا جديدة. ولكن إذا كان الرئيس الأميركي يريد استخدام أساليب عدوانية ضدّ إيران على أساس وهم القوّة، فمن الطبيعي أن الحكومة الإيرانية والأمة الإيرانية لن تتسامح مع هذه التصرفات".

حول تصريحات ظريف

كتبت صحيفة وطن أمروز: "للمرة الألف، ربط السيد ظريف المنافسة المحلية بقضايا السياسة الخارجية. وفي اجتماع دافوس الأخير، قال إذا كان لدينا اليوم سعيد جليلي رئيسًا بدلًا من مسعود بزشكيان، فقد تكون هناك حرب كبيرة تدور رحاها في المنطقة. كلام السيد ظريف هذا يذكرنا بتصريحاته التي وجهها لمحمد البرادعي في لقاء سعد آباد في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي، وكذلك تصريحاته في اجتماع المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية في عهد الشيخ حسن روحاني. وقد أبدى ظريف استعداده الشديد للحديث عن المزايا التي تقدمها حكومة إيران للولايات المتحدة في المفاوضات الخارجية، سواء في منصب ممثل إيران في الأمم المتحدة، أو في منصب وزير الخارجية، أو في منصبه الحالي كنائب الرئيس الإستراتيجي، بمعنى آخر، طوال هذه السنوات، حاول ظريف أن يقول إنه بالنسبة لمصالح أميركا في المنطقة، فإن وجود حكومة إصلاحية في إيران أفضل بكثير من حكومة ثورية".

وتابعت: "تعني تصريحات ظريف هذه أن الحكومات في جمهورية إيران الإسلامية تلعب دورًا أساسيًا في تحديد السياسة الخارجية، ويمكن أن تخضع السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية لتغييرات جوهرية بسبب الحكومات؛ التغييرات التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مصالح وسياسات الولايات المتحدة سواء في إيران أو في منطقة غرب آسيا. في الواقع، يقول ظريف إن الحكومات في إيران تتمتع بسلطة كبيرة بحيث يمكن للدول الأجنبية، وخاصة الولايات المتحدة، الاتفاق معها بسهولة وعدم القلق بشأن ضمان تنفيذ الاتفاقيات. لذلك، بهذه التصريحات، يشير السيد ظريف إلى أن الحكومات في إيران لديها الضمانات اللازمة لتنفيذ الاتفاقيات الخارجية". 

وتردف الصحيفة "لذلك، عندما يؤكد السيد ظريف على فائدة الحكومات الإصلاحية لمصالح الأميركيين، فإنه يبعث برسالة مفادها أن الحكومات الإصلاحية لديها القوّة اللازمة للموافقة على الاتفاقات والالتزام بها. 
عندما يكون لدى السيد ظريف مثل هذا الاعتقاد، فإن مسؤولية السياسة الخارجية للحكومات في إيران تقع على عاتقه، ولكن في السنوات الماضية، شهدنا دائمًا أن السيد ظريف نفسه قدم ادعاءات ضدّ البعض من المؤسسات والقوى الأخرى تحت ذرائع كاذبة وادعى أنها تعرقل الاتفاقات الخارجية للحكومة ومن بين أمور أخرى، ادعى أن قرار العمل الإستراتيجي للمجلس الإسلامي حال دون إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في حكومة بايدن؛ وهو ادعاء كاذب، [...] إذا كنت تعتقد أن الحكومة لديها القدرة على تغيير السياسة الخارجية، فضلًا عن الضمانات التنفيذية اللازمة لتنفيذها وحمايتها، فلم يعد بإمكانك توجيه اتهامات للآخرين بشأن منع تنفيذ الاتفاقيات الحكومية. [..] طوال هذين العقدين اللذين ربط فيهما السيد ظريف مصالحه الداخلية بالسياسة الخارجية الإيرانية، لم نشهد نجاحه في هذا المجال قط" وفق وصف الصحيفة.

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة