الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: حماس لها اليد العليا في تبادل الأسرى
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 26 كانون ثاني 2025 بالقضايا الإقليمية والعالمية، لا سيما مشهد تبادل الأسرى بين حماس والكيان الصهيوني، حيث يطرح العديد من الأسئلة المرتبطة باقتدار المقاومة الفلسطينية وبترهّل الكيان الصهيوني، ودور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في صياغة هذه الهزيمة للكيان، كما اهتمت أيضًا بالأوضاع الدولية وتراجع بعض القوى عن المسرح العالمي لا سيما دول الاتحاد الأوروبي.
اليد العليا لحماس في تبادل الأسرى
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة همشهري: "رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أطال أمد الحرب الأخيرة في غزة إلى حد وصول ترامب إلى البيت الأبيض للمرة الثانية، لقد اعتقد أنه عندما يأتي ترامب، يمكنه المضي قدمًا نحو تدمير غزة بيد أكثر قسوة وتحقيق تدمير الضفة الغربية، لكن ترامب طرح الموضوع قبل أسابيع قليلة من تنصيبه أن قضية الأسرى يجب أن تنتهي قبل وصوله، وأن مسألة تبادل الأسرى من الجانبين يجب أن تنتهي بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهذا ما صدم نتنياهو".
وتابعت الصحيفة "أنه كان قد حضر اجتماع الدوحة كل من ممثل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وممثل ترامب، وفي هذا اللقاء، لم يقع على عاتق الممثلين "الإسرائيليين"، وعددهم 3 أشخاص، عبء القبول بهذه القضية، ففي اتصال ممثل ترامب بترامب، قال رئيس الولايات المتحدة: "قل لهذا الوغد أن يوقع على الاتفاقية!"".
وقالت: "في مثل هذا الوضع، لم يعد نتنياهو قادرًا على المقاومة واضطر إلى الاستسلام، ولكن ينبغي الإشارة أيضًا إلى أن تهديد ترامب وضغطه وحدهما لم يؤديا إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فقد وضع نتنياهو أهدافًا لم يحققها، وبحسب حكم "هنيبعل"، فإن الصهيوني الميت أفضل من الصهيوني الأسير، وكانوا مستعدين لقتل كل الأسرى لدى حماس والجهاد الإسلامي، دون تقديم أي تنازلات للمقاومة، لكن تآكل الحرب، وإرهاق القوات العسكرية، وانقسام "المجتمع" الصهيوني، جعل الوضع خطيرًا بالنسبة لنتنياهو، واضطر أخيرًا إلى الاستسلام لتبادل الأسرى، بالإضافة إلى ذلك، فإن وضع الكيان الصهيوني في نهاية الحرب لم يكن ملائمًا للغاية، فقد استعادت حماس روحًا جديدة وبدأت في الحاق خسائر فادحة بـ "إسرائيل"، بإطلاق الصواريخ ونصب الكمائن المتفجرة".
وأردفت: "بعد طرح موضوع وقف إطلاق النار، انقلبت الصفحة، وكانت حماس هي صاحبة اليد العليا في الحرب من خلال وضع الشروط، ولم يكن أحد يتصور أن نتنياهو سيوافق على وقف إطلاق النار، ولو كان يبحث عن هذه القضية لما اغتال إسماعيل هنية في طهران، لأنه كان كبير مفاوضي حماس، لكن سلسلة من الأسباب مثل احتجاج أهالي الأسرى، وعدم القدرة على القضاء على حماس، وعدم إعادة الأسرى، وأخيرًا تهديد ترامب، جعلت نتنياهو يقبل بوقف إطلاق النار ويقبل بهذه الهزيمة لنفسه".
غزة غيّرت العالم
من جهتها، ذكرت صحيفة جام جم أن "ما حدث خلال عملية طوفان الأقصى، وبعدها في حرب غزة، كان نذير صحوة واسعة في المنطقة، ويجب أن نتذكره باعتباره فصلًا جديدًا، وليس من قبيل الصدفة أن يشير بعض المحللين إلى عملية طوفان الأقصى باعتبارها صحوة جديدة في العالم العربي، لكننا نريد الآن أن نطرح مفهومًا يتجاوز الصحوة الإقليمية".
ورأت أن "دعم دول المنطقة والعالم لفلسطين وشعب غزة كان كبيرًا جدًا لدرجة أن بعض الدول أجلت عملية تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني المجرم والمحتل، أو على الأقل التوقف عن الحديث عنه، فالصراع بين العرب و"إسرائيل" لن يحل إلا بتدمير "إسرائيل"".
وقالت "إن رسم أي حل آخر في هذا الصراع لا يعني سوى الهزيمة للعرب، فأعظم ظلم تاريخي وقع على أكثر الشعوب المضطهدة في التاريخ المعاصر، أي شعب غزة، قد وجه ضربة قاصمة لحلف "ابراهام" ومشروع تطبيع العلاقات بين دول المنطقة والكيان الصهيوني، الذين تحدثوا عن تطبيع العلاقات مع "تل أبيب" قبل إثبات الطبيعة الإجرامية والهمجية للعدو الصهيوني في حرب غزة، ولذلك، فإننا متفائلون بالمستقبل، ونحن على ثقة بأن فلسطين ستلعب دورًا بارزًا في إعادة بناء العلاقات الحالية في المنطقة والنظام الدولي".
أوروبا بدون رؤية واضحة
في سياق آخر، أكدت صحيفة رسالت أن وسائل إعلام غربية رأت أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى الاستراتيجية اللازمة لمواجهة النظام الدولي الصعب الجديد في ظل رئاسة ترامب للولايات المتحدة.
وتابعت: "بحسب بعض وسائل الإعلام، فإن القوى الاقتصادية الثلاث المهيمنة في العالم - الولايات المتحدة، وأوروبا، والصين (التي لديها مضخات غاز متصلة بروسيا) ــ لم تعد تحاول العمل معًا وفقًا لقواعد متفق عليها من أجل المنفعة المتبادلة، بل تحاول كل منها تحقيق أفضل النتائج لنفسها، وفي الأساس، يتنافس هؤلاء اللاعبون الثلاثة مع بعضهم البعض من حيث الوصول إلى المواد الخام والتكنولوجيا وطرق التجارة والأسواق، وربما تشعر أوروبا، التي استفادت كثيرًا من النظام القديم، بالقلق والانزعاج إزاء هذا الوضع، لكنها لا تستطيع تغييره، والقضية الأكثر إحباطًا هي أن فون دير لاين، أقوى ممثل للاتحاد الأوروبي، قدمت وجهة نظر واضحة في هذا الشأن، ولكن لم يوضح خطابها في قمة دافوس الاقتصادية كيف ينبغي لأوروبا أن تتعامل مع هذا الوضع الجديد".
وأردفت الصحيفة: "بطبيعة الحال، قدم رئيس المفوضية الأوروبية أفكارًا لتعزيز الاقتصاد الأوروبي، لكن خططه بدت بلا معنى، ومن المؤكد أن الحلول مثل إنشاء اتحاد سوق رأس المال، وتوفير الطاقة الرخيصة، والبيروقراطية الأقل، والتي حاولت مفوضية الاتحاد الأوروبي تحقيقها، ليست خاطئة بالتأكيد، لكن هل تعالج المشكلة حقًا؟ فهل هذه هي العقلية التي ينبغي لأوروبا أن تدخل بها العصر الجديد؟ لقد تم التعبير عن الإلحاح المناسب والشعور الضروري بهذا الواقع المرير في خطاب فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا في دافوس، الذي لا تنتمي بلاده إلى الاتحاد الأوروبي".
وقالت: "كمثال على التنافر المعرفي لدى الأوروبيين، ذكر زيلينسكي الوضع الغريب حقًا، حيث تأمل أوروبا وتريد من الولايات المتحدة أن تحميها من روسيا، لكنها في الوقت نفسه لا تزال تشتري الغاز الطبيعي المسال من موسكو بمليارات اليورو كل عام، وبطبيعة الحال، زيلينسكي على حق، وهذه فضيحة وحماقة جيواستراتيجية مذهلة، وفي هذه الحالة، من يجب أن يأخذ هؤلاء الشركاء على محمل الجد؟ والنتيجة التي توصلت إليها أوكرانيا هي أن أوروبا لابد أن تتعلم كيف تعتني بنفسها على النحو الذي لا يستطيع العالم أن يتجاهلها".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف