الخليج والعالم
خلال زيارة فيدان.. بغداد لأنقرة: نرفض التدخلات الخارجية
أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد 26 كانون الثاني/يناير 2025، سلسلة لقاءات ومحادثات مع كبار المسؤولين العراقيين، تمحورت حول جملة قضايا وملفات تتعلق بالعلاقات الثنائية بين بغداد وانقرة، وأخرى تتعلق بأوضاع المنطقة، ومدى تأثيراتها على الطرفين.
وبحسب بيان للدائرة الإعلامية في رئاسة جمهورية العراق، "أكد الرئيس عبد اللطيف رشيد، رفض بلاده لأي تدخلات تمس أراضيه، وضرورة احترام سيادته وأمنه القومي واستقلاله".
وشدّد رشيد على "أهمية التزام البلدين بألا يكون أي منهما منطلقًا لتهديد أمن واستقرار الطرف الآخر، وضرورة مواصلة العمل المشترك والتعاون الإقليمي لمواجهة خطر تنظيمات "داعش" الإرهابية، وبما يحقق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي".
وبخصوص التطورات في سورية، أعرب الرئيس العراقي عن "أمله بأن تعمل الإدارة الجديدة في سورية على حماية التعدد القومي والديني، وتشكيل حكومة تمثل الجميع، وأن تحقق السلام والازدهار لجميع مكونات الشعب السوري، وضمان حمايتهم والحفاظ على حقوقهم في المشاركة السياسية، وبما يعزز السلم المجتمعي، ويحقق التطور والازدهار للأشقاء في سورية".
وأوضح البيان، أنه "تمّ بحث التطورات الإقليمية والدولية وتأثيراتها على المنطقة، والتأكيد على أهمية دعم الجهود الرامية إلى تخفيف حدة التوترات، ووقف التصعيد، واعتماد الحوار البنّاء في معالجة المسائل العالقة بين دول المنطقة، وبما يحقق السلم والأمن الدوليين".
أما رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، فقد أكد خلال استقباله وزير الخارجية التركي، استعداد العراق للتنسيق مع دول المنطقة، خصوصًا مع تركيا في ما يتعلق بالتطورات التي تشهدها الساحة الإقليمية، مجددًا رفض العراق بأن تكون سورية ساحة للصراع.
وأشار بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسوداني، إلى أن اللقاء "شهد بحث مستجدات الأحداث في كلّ من سورية وغزّة ولبنان، والتأكيد على أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار، كما تناول أهمية توحيد الجهود بين دول المنطقة من أجل دعم استقرارها".
وجدد السوداني التأكيد على موقف العراق الرافض بأن تكون سورية ساحة للصراع، التي يعمل على إرساء الاستقرار فيها، لانعكاس ذلك على المنطقة عمومًا".
من جانبه، أعرب الوزير التركي عن حرص بلاده على التنسيق الوثيق مع العراق بشأن تطوّرات الأوضاع في المنطقة، مشيرًا إلى "الرغبة في الارتقاء بالتعاون في العلاقات الثنائية، وذلك في ضوء الزيارتين المتبادلتين للسيد السوداني والرئيس التركي". في ذات الوقت الذي جدد فيه التأكيد على جدية بلاده بالعمل مع العراق في ما يتعلق بمشروع طريق التنمية الإستراتيجي.
وكان وزير الخارجية التركي قد التقى أيضًا، رئيس مجلس النواب العراقي، محمود المشهداني، كذلك اجتمع مع نظيره العراقي فؤاد حسين، ومن ثمّ عقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، تطرقًا فيه إلى مجمل القضايا المشتركة بين الجانبين.
وتأتي زيارة وزير الخارجية التركي للعراق في ظل تواصل العمليات العسكرية للجيش التركي في داخل الأراضي العراقية، تحت ذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض(P.K.K)، الذي يتخّذ من منطقة جبال قنديل في المثلث الحدودي العراقي - التركي - الإيراني، موطئ قدم له، منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
إلى جانب ذلك، فإن هناك خلافات كبيرة بين بغداد وأنقرة بخصوص ملف تقاسم مياه نهري دجلة والفرات، اللذين ينبعان من الأراضي التركية، حيث قامت الحكومات التركية المتعاقبة على مدى عقود، بإنشاء المشاريع الزراعية الضخمة والسدود والخزانات والبحيرات الاصطناعية، من أجل الاستحواذ على أكبر كمية من مياه هذين النهرين على حساب العراق وسورية.