الخليج والعالم
ما بعد الحرب على غزة محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الاثنين 27 كانون ثاني 2025، بالتطورات الدولية، ولاسيما إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة المعتمدة على شعار "أميركا أولًا" والقلق الأوروبي المترتب على هذه القضية. واهتمت أيضًا بتطورات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وما بعد الحرب.
على أعصاب أوروبا
بداية، مع صحيفة "وطن أمروز" التي جاء فيها: "بعد تنصيبه ووصوله إلى البيت الأبيض، لم يتوقف دونالد ترامب عن الحديث عن جعل أمريكا أكبر جغرافيًا، وتحدث خلال الأسابيع القليلة الماضية عن ضم جرينلاند إلى الأراضي الأمريكية. وقال دونالد ترامب للصحفيين في كلمته يوم السبت: "أعتقد أننا سنحصل عليها". ثم أضاف: "57 ألفًا من سكان هذه الجزيرة يريدون أن يكونوا معنا". وبطبيعة الحال، كلام ترامب هذا عن ضم جرينلاند واحتلالها لا علاقة له بالولاية الجديدة لرئاسته، وقد حدث بالفعل من قبل؛ ففي العام 2019، رأى خلال إدارته الأولى السيطرة الأمريكية على جرينلاند "ضرورة مطلقة" للأمن الدولي".
أضافت الصحيفة: "على الرغم من أن الجزيرة تتمتع بالحكم الذاتي، إلا أنها ما تزال جزءًا من مملكة الدانمارك. ومن ناحية أخرى، تستضيف هذه الجزيرة قوات حلف شمال الأطلسي والقوات العسكرية الأمريكية، ويمكن أن تؤدي هذه القضية إلى صراع خطير بين الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة، فضلا عن المزيد من الانتشار العسكري الأمريكي في الجزيرة الاستراتيجية هذه". وأردفت: "لقد انقلب الرئيس الأميركي الجديد على الاتحاد الأوروبي بشعار «أميركا أولًا». وهو الوضع الذي سيشكل تحديًا خطيرًا للأوروبيين في ظل الوضع الراهن المتمثل بالحرب في أوكرانيا وقطع الغاز الروسي، وسيجعلهم يواجهون تكاليف أمنية واقتصادية باهظة. ولا تقتصر سياسة ترامب المغامرة بتوسيع جغرافية أمريكا على جرينلاند، إذ تتطلع الحكومة الأمريكية إلى ضم المزيد من المناطق الإستراتيجية في القارة الأمريكية، بما في ذلك ضم دولة كندا تحت الإشراف البريطاني، وكذلك ضم قناة بنما، والتي تعدًا ممرًا مائيًا استراتيجيًا للتبادلات التجارية".
كما أشارت الصحيفة إلى أنه: "يمكن النظر إلى سياسة ضم المزيد من المناطق إلى أمريكا على أنها الاستراتيجية الجديدة لإدارة ترامب لحل أزمة الخلل التجاري والركود الصناعي في البلاد. فقد عانت الحكومة الأمريكية بسبب التآكل الاقتصادي الحاد خلال العقود القليلة الماضية، وفي الوقت نفسه، ارتفعت النفقات الخارجية للبلاد على شكل حزم مساعدات عسكرية واقتصادية وطبية بشكل كبير؛ وهي المشكلة التي أدت إلى ركود الصناعات في هذا البلد بسبب وجود منافسين صناعيين وتجاريين في أوروبا وآسيا. ولهذا السبب، يسعى ترامب إلى إحياء أمريكا العظمى من خلال شن حرب الرسوم الجمركية، ووضع يديه على السلامة الإقليمية للدول الصديقة، وخفض المساعدات الخارجية. وهي سياسة ستؤدي في النهاية إلى إضعاف أوروبا والانقسام بين الدول الأوروبية وأمريكا".
أبعاد مهمة في رحلة عراقتشي إلى أفغانستان
بدورها، كتبت صحيفة "جام جم": "زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقتشي إلى أفغانستان تأتي في ظل ظروف تواجه فيها المنطقة أوضاعًا مختلفة، بما في ذلك حقيقة أن هناك توترات كبيرة في المشهد الداخلي في أفغانستان، حيث إن هناك مشكلة بين كابول وقندهار من ناحية، ويقال إن حاكم قندهار وطاقمه قد غادروا هذه المدينة إلى جهة مجهولة". وبحسب الصحيفة: "تبين لنا التجربة أن هذه الاضطرابات السياسية والأمنية قد تمتد أيضا إلى البلدان المجاورة. ومن ناحية أخرى، أعرب الأمريكيون عن رغبتهم في العودة إلى أفغانستان. ومن ناحية ثالثة، لدينا خلافات مع أفغانستان بشأن القضايا الثلاث المتعلقة بالمهاجرين والمياه وبعض القضايا الاقتصادية. وبطبيعة الحال، في مثل هذه الحال، كان من الضروري أن تقوم سلطات بلادنا بتقييم الوضع في أفغانستان عن كثب والاستماع إلى تصريحات سلطات طالبان. في الوقت الحالي، علاقاتنا الاقتصادية مع أفغانستان محدودة، مع أنها مصاحبة لعلاقات اقتصادية؛ ويمكن للوفد مع السيد عراقتشي تحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ولكن كل شيء يتأثر بالظروف الأمنية والسياسية في أفغانستان، ومن هذا المنطلق فإن دراسة هذه القضايا هي الأولوية.
ولفتت الصحيفة إلى أن: "قضية المياه والمهاجرين هي إحدى وظائف قضية الاستقرار في أفغانستان. لذلك، فإن نقطة الانطلاق لدبلوماسيتنا من خلال متابعة التطورات السياسية والأمنية في أفغانستان، هي التركيز على توفير الفوائد المستدامة على قضايا مثل المياه وأمن الحدود ومسألة عودة المهاجرين. وبطبيعة الحال، بهذه الطريقة يمكن للفريق الاقتصادي التوصل إلى حلول مشتركة مع طالبان من أجل إزالة العقبات أمام التوظيف في أفغانستان، حيث يكون هناك مساعدة في مسألة الاستقرار الاقتصادي وعودة المهاجرين إلى الجانب الأفغاني".
طبيعة حكومة غزة ما بعد الحرب
صحيفة "قدس" ركّزت على الوضع في قطاع غزة، فقالت: "مع بدء وقف إطلاق النار وخروج غزة من الحرب، فإن المستقبل السياسي وإعادة الإعمار هما أهم التحديات الحالية. وتشير نتائج الاستطلاعات إلى ارتفاع شعبية قيادات حماس، فيما تتواصل مناورة القوى الإقليمية وغير الإقليمية لفرض وجهات نظرها على مستقبل حكومة غزة، والتي بدأت قبل أشهر، وبكثافة أكبر". وأضافت: "في أعقاب عملية طوفان الأقصى وتصاعد الصراع وبدء الحرب الإسرائيلية على غزة، سعت تل أبيب إلى فرض مطالب جديدة باستخدام عدة استراتيجيات مختلفة، واجهت كل منها تحديات كبيرة. وكان هدف حكومة الاحتلال في الخطوة الأولى مهاجمة غزة وفرض حكم عسكري مباشر على هذا القطاع، لكن هذه الخطة واجهت مقاومة شديدة من الفلسطينيين، وجعلت من المستحيل عمليا أن تحقق قوات الاحتلال سيطرة مستقرة على غزة".
وفقًا للصحيفة، هذه الحقائق التي سقطت كالانهيار على مسؤولي تل أبيب، أجبرت المحتلين على إعادة النظر وتغيير استراتيجيتهم الأولية، وقام النظام المحتل، في محاولة لإضعاف حكومة حماس وموقفها، باستهداف البنى التحتية الإدارية والخدمية في غزة. وبالرغم من هذا التدمير الممنهج، صمدت المقاومة وحافظت على سيطرتها على غزة بالاعتماد على خبرتها القيمة في إدارة الأزمات. ومع ذلك، واصلت تل أبيب محاولتها استغلال الشبكات القبلية والعائلية في غزة والإفادة من مشاركة العائلات والعشائر البارزة لإنشاء مؤسسات إدارية محلية؛ وهذا النهج الذي كان محاولة لإضفاء الشرعية على الاحتلال وتفتيت النسيج الوطني الفلسطيني، لاقى رفضًا من أهل غزة.
كما أردفت الصحيفة: "بالتوازي مع هذه الإجراءات، بدأت تل أبيب وواشنطن في محاولة إيجاد بديل لحكومة حماس؛ وفي غضون ذلك، بحثت خيارات مثل إحياء منظمات الحكم الذاتي أو إنشاء حكومة تكنوقراط بدعم دولي؛ لكن في المقابل أعلنت حركة حماس استعدادها للبدء الفوري في إدارة القطاع بعد تطبيق وقف إطلاق النار. وأكد الاتفاق أنه لن يسمح بما يترتب على ذلك من فوضى وفراغ. وهكذا فشلت هذه المبادرة الصهيونية الأميركية بسبب تعقيدات الوضع الداخلي في فلسطين، وضعف منظمات الحكم الذاتي وعدم شعبيتها، ورفض الفلسطينيين الجماعي، ومعهم المقاومة". وأشارت الصحيفة إلى أنه: "على النقيض من إدارة بايدن، والتي اعتقدت أن غزة يجب أن يحكمها كيان يتمتع بالحكم الذاتي بعد إصلاحه، قال دونالد ترامب يوم السبت إنه يود أن تقبل الأردن ومصر ودول عربية أخرى المزيد من اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة، وينبغي توفير إخلاء المنطقة لجزء كبير من السكان، ويمكن "تنظيف غزة بالكامل" وإعادة بنائها!..قد يُنظر إلى "تطهير" غزة من الفلسطينيين على أنه جزء من أهداف "إسرائيل" الإستراتيجية الرامية إلى تغيير الوضع الديموغرافي والجيوسياسي في المنطقة. لكن هذه الفكرة ستواجه مقاومة واسعة من الفلسطينيين، وحتى من المجتمع الدولي".