نصر من الله

الخليج والعالم

الحرب الباردة الجديدة بين الصين والولايات المتحدة تتصدر اهتمامات الصحف الإيرانية 
30/01/2025

الحرب الباردة الجديدة بين الصين والولايات المتحدة تتصدر اهتمامات الصحف الإيرانية 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 30 كانون الثاني/يناير 2025 بالتطورات الحاصلة في مجال الحرب الباردة الجديدة القائمة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وحرب "الرقائق الالكترونية" كما تسمى، بالإضافة إلى الاهتمام بالتطورات الإقليمية لا سيما ما يحصل في سورية، والمشهد الصهيوني المسيطر على الأوضاع فيها.

كما اهتمت الصحف الإيرانية أيضًا بالمواقف الأميركية تجاه الجمهورية الإسلامية في إيران.

حرب السيليكون الباردة

وبهذا الصدد، قالت صحيفة وطن أمروز إن الرقائق الالكترونية هي العقول الصغيرة التي تتحكم وتشغل كل شيء، من الهواتف الذكية، إلى الطائرات الحربية، وهي الآن في قلب مواجهة جيوسياسية عالية المخاطر بين الولايات المتحدة والصين. 

ولفتت إلى أن حرب الرقائق هي أكثر من مجرد نزاعات تجارية، فهي معركة من أجل التفوق التكنولوجي والهيمنة الاقتصادية والأمن القومي. وبينما تكثف الدولتان جهودهما للسيطرة على ذلك، أدت تأثيرات هذه المعركة إلى إعادة تعريف الصناعات والتحالفات والابتكار في جميع أنحاء العالم وزيادة المنافسة الجيوسياسية بين القوتين العظميين في العالم.

وتابعت: "قبل بدء حرب الرقائق الالكترونية بين الولايات المتحدة والصين والتدابير التقييدية التي فرضتها حكومة الولايات المتحدة ضد شركات التكنولوجيا الصينية الرائدة، كانت الولايات المتحدة تهيمن لفترة طويلة على هذا النوع من التقدم الموجود، وذلك بينما كانت الصين تعتمد على الواردات من الدول الأجنبية، وخاصة تايوان، في مجال الرقائق المتقدمة، ولكن بعد الإجراءات السياسية المناهضة للمنافسة التي اتخذتها الحكومة الأميركية ضد شركات التكنولوجيا الصينية، تغير الوضع وتصاعدت هذه الحرب، وبعد التصرفات العدائية للحكومة الأميركية، كشفت الصين عن خطة "صنع في الصين 2025"؛ وهي خطة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 70% في الرقائق الالكترونية بنهاية عام 2025".

وأردفت: "مع تزايد قلق الأميركيين من تزايد علاقات الصين مع تايوان، وكذلك توسع نفوذ الصناعات الصينية في دول شرق آسيا، شعرت حكومة الولايات المتحدة بالخطر وبدأت إجراءاتها ضد الصين في مجال الرقائق. وسعت الإجراءات التي تستهدف الشركات الصينية الرائدة في مجال التكنولوجيات الجديدة والتقنيات الحديثة مثل صناعة الهواتف المحمولة والسيارات الكهربائية وكذلك مجال الذكاء الاصطناعي إلى إضعاف مكانة الصين وتعزيز تفوق الولايات المتحدة وشركائها الغربيين في مجال التقنيات الجديدة"، مضيفةً: "لعل أول إجراء جدي للولايات المتحدة، والذي ظهرت خطوطه السياسية بوضوح، كان فرض قيود على شركة هواوي الصينية وحظرها عام 2019، إلا أن تصرفات الولايات المتحدة لم تتوقف عند هذه المرحلة". 

وأوضحت الصحيفة أن "هذه الرقائق تستخدم في الغالب في تطوير الذكاء الاصطناعي، كما يحظر القانون الأميركي على المواطنين الأميركيين التعاون مع الشركات الصينية في مجال إنتاج الرقائق المتقدمة، وعلى الساحة الدولية، تحاول الولايات المتحدة السيطرة على سلسلة التوريد العالمية للرقائق وتقليل الاعتماد على الصين من خلال تشكيل نقابات مثل "تشيب 4"، بما في ذلك تايوان واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة". 

وأكدت أن الصين اتخذت سلسلة من الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية ردًا على تصرفات الولايات المتحدة في "حرب الرقائق"، والتي تشمل قيود التصدير والعقوبات على الشركات والضغط على الحلفاء لقطع التعاون التكنولوجي مع الصين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرقائق المتقدمة تلعب دورًا حيويًا في تطوير الذكاء الاصطناعي وأنظمة الدفاع وتقنيات الفضاء.وأصبحت السيطرة على هذه التقنيات أداة جيوسياسية، كما تزيد هذه القضية من أهمية تايوان في حرب الرقائق. 

وختمت: "بأي حال من الأحوال، وصلت صراعات القوى العالمية إلى مجال التقنيات الجديدة، وهي صراعات، إذا استمرت وأصبحت خطيرة، فإنها تهدد الاقتصاد العالمي والتجارة، ومن المرجح أن تجعل الاقتصاد العالمي في ركود غير مسبوق".

سورية هدية ترامب لـ"تل أبيب"

من جهتها، قالت صحيفة جام جم إن مسؤولين كبار في البيت الأبيض نقلوا رسالة إلى نظرائهم الصهاينة مفادها أنه بناءً على استراتيجية أميركا أولًا، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم سحب آلاف الجنود الأميركيين من غرب سورية.

وأضافت أن إحدى المناقشات الرئيسية في السياسة الخارجية للرئيس الأميركي الجديد هي "الاستعانة بمصادر خارجية" لتحقيق النظام المنشود في مناطق مختلفة من العالم من أجل تقليل التكاليف العسكرية والمالية لواشنطن. ويتم الاستعانة بمصادر خارجية وتحظى بدعم سياسي وعسكري واقتصادي شامل من مؤسسات واشنطن. 

واعتبرت أن "تل أبيب"، التي تعاني من نقص العمق الاستراتيجي، قد وجدت القدرة على تطوير الأراضي في سورية ولبنان والضفة الغربية في سياق هذا البرنامج.

ولفتت إلى أنه بعد انهيار نظام بشار الأسد، بدأ الكيان الصهيوني عملياته العسكرية لاحتلال مناطق استراتيجية في جنوب غرب سورية، والسيطرة على مرتفعات مجدل الشمس وجبل الشيخ، والتي مكّنت مدفعية "تل أبيب" من السيطرة على مدينة دمشق تحت حكم أحمد الشرع الملقب بالجولاني. 

وتابعت: "أبلغ الجنرالات الأميركيون القادة العسكريين والأمنيين في "تل أبيب" أن ترامب سيخفض قريبًا الوجود العسكري لواشنطن في سورية بشكل كبير، وفي الواقع يمكن القول إن الأميركيين ينقلون قيادة التطورات السورية إلى الكيان الصهيوني والدليل على ذلك استمرار احتلال جنوب غرب سورية من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، وبحسب بعض المحللين، فإن تسليم القضية السورية إلى "تل أبيب" سيزيد من قوة المقربين من حكام دمشق الجدد".

عدم تمويل الممول أم يأس من المنافقين ضد الوطن؟

في سياق آخر، ذكرت صحيفة همشهري أن إصدار أمر من البيت الأبيض بقطع جميع المساعدات الخارجية الأميركية مؤقتًا كان بمثابة ماء بارد آخر على أجساد النشطاء المناهضين للثورة، ويتحدث هذا الإجراء، من ناحية، عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الحكومة الأميركية، ومن ناحية أخرى، فإنه يظهر خيبة أمل صاحب العمل من فعالية تصرفات وأنشطة المعارضين ضد الجمهورية الإسلامية.

وقالت: "في هذه الأيام، أثارت مواقف ترامب وأفعاله وتوجهاته غضب النشطاء المناهضين للثورة أكثر من أي شخص آخر، إنهم الذين أمضوا السنوات الأربع الماضية على أمل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وخلال الشهرين الأخيرين ومع انتخابه الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، انشغلوا بالاحتفال بـ "الأيام الأخيرة للجمهورية الإسلامية"، واجهوا فجأة مفاجأة قطع التمويل من قبل صاحب العمل".

وأضافت: "بينما كان المخربون يعدون دقائق تنصيب ترامب في الأسابيع الأخيرة، وكانوا يعتقدون أنه سيتبنى على الفور مواقف قاسية ضد الجمهورية الإسلامية، ويطلق الضغط الأقصى في اللحظات الأولى لتواجده في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، واجهوا صدمات متواصلة، في الأيام القليلة الماضية، وفي الوضع الذي لم تلب فيه مواقفه منذ بداية ولاية ترامب كرئيس للولايات المتحدة بشأن المواجهة مع إيران توقعات المنافقين والمناهضين للثورة، صدر أمر وقف جميع المساعدات الخارجية من قبل رئيس الولايات المتحدة".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة