الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: نتنياهو منفّذ برنامج ترامب في فلسطين
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 01 شباط 2025 بالأحداث الدولية لا سيما تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتراكمة، والتي تدل على انتهاج نهج جديد متعلّق بالاقتصاد العالمي بل والسياسة والأمن العالميين، كما اهتمت أيضًا بالأحداث المتعلّقة بالكيان الصهيوني ومخطّط تهجير الفلسطينيين والذي يعتبر نوع من استمرار الحرب على قطاع غزّة.
الخيارات المتاحة لترامب حول إيران
كتبت صحيفة "إيران": "إنّ فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 سوف يترك وراءه آثارًا مختلفة تمامًا في ما يتصل بالسياسة الدولية وإيران مقارنة بالفترة 2017 - 2021، والسبب الرئيسي وراء ذلك يكمن في التغيرات الجذرية في السياسة العالمية والنظام الإقليمي منذ عام 2023".
وأضافت الصحيفة: "إنّ نمط العمل في العلاقة مع كلّ من الجهات الفاعلة المذكورة أعلاه له تأثيره على السياسة العامة لترامب في مناطق جغرافية مختلفة. ويرتكز نهج ترامب على مؤشرات التعاون والتنافس والعمل الصراعي مع الدول التي تمتلك القدرات اللازمة لخلق تحدٍّ استراتيجي للسياسة الإقليمية الأميركية. إن نمط التصرف السلوكي لترامب مهم لأنه يضع على الأجندة علاقة متبادلة ومتشابكة مع الدول والجهات الفاعلة، تحافظ على التوازن الإستراتيجي، وتحقق من خلال التوازن علامات الهيمنة على المستويين الإقليمي والدولي". مضيفةً أن: "ترامب جعل من سياسة العمل التكنولوجي وتعزيز الاقتصاد الأميركي العالمي المحور الرئيسي لسياساته الأمنية، ومن الممكن أن يؤدي هذا النهج إلى خلق شكل جديد من توازن القوى في العلاقات مع إيران وروسيا والصين. قد تتضمن الإجراءات السلوكية التي قد يتخّذها ترامب تجاه إيران خيارات مختلفة، وتشكّل كلّ هذه الخيارات جزءًا من العقيدة السلوكية للمؤسسات السياسية ومراكز الفكر الأميركية في التعامل مع إيران، وتشمل هذه الإستراتيجيات الضغط الأقصى، والمشاركة البناءة، وسياسة العصا والجزرة، والاحتواء الاقتصادي والتقييد، والتعاون المتوازن" وفق قول الصحيفة.
وأردفت الصحيفة: "أنّ اعتماد أي من الخيارات المذكورة أعلاه هو وظيفة الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة ودونالد ترامب في ما يتعلق بإيران، والبيئة الإقليمية، والسياسة العالمية. إن إستراتيجية ترامب في السياسة العالمية ستكون بمثابة انتقال من أجواء الغموض الجيوسياسي والإستراتيجي. إن أي تحول في القوّة يتطلب تطوّر التكنولوجيات الجديدة، والتشكيلات الاقتصادية الجديدة، وتقليص تكاليف التحول لتحقيق شكل جديد من الاقتصاد والسياسة العالمية. يحاول ترامب وضع أميركا في مقدمة النظام العالمي، وفي الوقت نفسه، سوف تؤكد جهات فاعلة، بما في ذلك إيران وروسيا والصين، على مفاهيم الانحدار التدريجي لأميركا وتشكيل هيكل توازن القوى، وسوف يعتمد تحقيق مثل هذه الأمور على معادلة الطاقة الجديدة والتكنولوجيا المبتكرة".
وتابعت: "لقد برز شكل جديد من التوازن في الاتّصالات بين إيران والولايات المتحدة، والذي يمكن أن يوفر البنية التحتية اللازمة لحلّ بعض القضايا الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية، بما في ذلك استعادة صيغة جديدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، وإن عالم ترامب الجديد لن يكون مأساويًّا وخطيرًا بالنسبة لإيران كما كان في الماضي، لأن شكلًا جديدًا من التوازن نشأ في البيئة الإقليمية"، مشيرةً إلى أنه "في ظل توازن القوى الجديد، تُفضّل أميركا تمهيد الطريق أمام انتقال سلمي لتحقيق القوّة العالمية الفعالة من خلال التعاون والتوازن، بدلًا من استمرار الحرب والصراع في الشرق الأوسط، ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف أن ينشأ شكل جديد من أشكال المنافسة والتعاون والتحدي الإقليمي، والذي سيكون أقل حدة في طبيعته مقارنة بالماضي".
نتنياهو منفّذ برنامج ترامب في فلسطين
في سياق متصل، كتبت صحيفة "جام جم": "أنّ النظام الصهيوني خلال عدوانه على قطاع غزّة، الذي استمر 16 شهرًا، قد فشل في تحقيق كلّ أهدافه باستثناء المذبحة الوحشية للشعب الفلسطيني، لقد فشل في تحقيق أهدافه المتمثلة بتدمير حركة حماس، والتهجير القسري لأهالي غزّة، وضمّ القطاع"، مضيفةً: "والهزيمة الأخرى للنظام الصهيوني على المستوى العالمي، عندما اختفت صورة الضحية الدولية لـ"تل أبيب"، لدرجة أنّ مؤسسي "تل أبيب" الغربيين سحبوا أيضًا دعمهم الكامل للصهاينة، وبمجرد أن أدان الطلاب الأميركيون شعار النظام الصهيوني "من النهر إلى البحر"، أدركوا أن جزءًا كبيرًا من المجتمع الغربي يعارض وجود هذا النظام، وقد تشكلت هذه المظاهرات من قبل قطاعات مختلفة من المجتمع الأميركي الأوروبي على مدى الأشهر الماضية، ومعظم المتظاهرين من أصل فلسطيني، ويُعتبر هذا رمزًا للكراهية العابرة للحدود لسلوك الجيش الصهيوني المحتل".
كما قالت الصحيفة: "إنّ الحكومات التي ساندت النظام الصهيوني قد فقدت مصداقيتها إلى حدٍّ كبير، والحركات التي قُمعت لدعم القضية الفلسطينية تعتبر في الواقع نارًا تحت الرماد لـ"إسرائيل"، كذلك التزم زعماء الدول الإسلامية الصمت إزاء القضية الفلسطينية، ويخشى الصهاينة الذين هُزموا في غزّة أن تمتد انتفاضة المقاومة إلى الضفّة الغربية ومعبر رفح. من ناحية أخرى، أبدت الحكومة المصرية اهتمامها بفتح معبر رفح، لذا يبقى أن نرى ما هي أهداف القاهرة ونواياها".
وأردفت الصحيفة: "وكان ترامب قد أعلن أنه سيطرُد الفلسطينيين من أرضهم، وطلب من مصر والأردن فتح معبر رفح وتقبلهم، كما أمر مؤخّرًا بقطع كلّ المساعدات الأجنبية باستثناء المساعدات المقدمة لـ"تل أبيب" والقاهرة؛ ومن هنا فإن دور مصر في السياسة الخارجية للبيت الأبيض حاسم، بل إنّ الضغوط الأميركية قد تؤدي إلى إعادة تفعيل معبر رفح وتسهيل نقل الشعب الفلسطيني إلى الدول المجاورة".
إلى ماذا يسعى ترامب؟
بدورها، كتبت صحيفة "رسالت" أنّه: "عندما يتحدث ترامب، نرى بوضوح أن هناك فردًا أو مؤسسة تتحدث خلفه وهو يقرأ ويحرك شفاهه فقط، فمن هو هذا الفرد وما هي تلك المؤسسة؟ ولقد أرسل حفل التنصيب الرئاسي، الذي أحاطت به وسائل الإعلام، رسالةً إلى العالم مفادها أن مؤسسات السلطة والثروة والإعلام في أميركا قد اندمجت وأصبحت متشابكة بشكل وثيق، وأصبح ترامب مذيع الأخبار لديهم! من حيث تحليل المحتوى، كان لخطاب ترامب في دافوس الكثير ليقوله للشعب الأميركي، وشعوب العالم، وحلفاء أميركا"، وتابعت: "أين دافوس؟ دافوس هي قرية جبلية تقع في شرق سويسرا تجمع أقوياء العالم والسياسيين وغيرهم كلّ شهر كانون الثاني/يناير تحت عنوان "المنتدى الاقتصادي العالمي" للحضور ومشاركة آرائهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن "تحليل أقوال ترامب يكشف عن النوايا والمنتجات الفكرية للفرد أو الكيان الذي يقف وراء ترامب. وسألت الصحيفة: "ماذا قال ترامب عن الاقتصاد في دافوس؟ ما هي كلمته الجديدة؟"، لافتةً إلى أنّ ترامب يكشف عن مفهوم أميركي جديد لتغيير "الجغرافية الاقتصادية للعالم" ووضع حدود جديدة!، قائلًا في حديثه للرأسماليين الأميركيين والمستثمرين الأجانب: "رسالتي إلى الشركات هي أن تأتي وتنتج منتجاتها في أميركا"، وإذا لم ينتجوا منتجاتهم في الولايات المتحدة، فسوف أفرض رسومًا جمركية على استيراد منتجاتهم، وسأدخل مليارات الدولارات إلى الخزانة"، مضيفًا أنّ: "السعودية استمعت لنا وستستثمر 600 مليار دولار في أميركا، وقلت لهم هذا لا يكفي، زيدوه إلى تريليون دولار".
وأردفت الصحيفة: "بهذه الكلمات أعلن ترامب حربًا جمركية على الصين وأوروبا وبعض الدول، ولقد أثار ترامب غضب الأوروبيين حتّى أنه تدخل في شؤونهم السياسية. إن تصريحاته غير التقليدية في أميركا اللاتينية، بما في ذلك إعادة تسمية خليج المكسيك، والمطالبة بملكية قناة بنما، وإعلان كندا ولاية تابعة للولايات المتحدة... تعمل على تغيير جغرافية الاقتصاد العالمي".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف