الخليج والعالم
الصحف الإيرانية تكشف أسرار لقاء جزّار غزّة مع ترامب
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الثلاثاء (04 شباط 2025)، بالقضايا الدولية المرتبطة بزيارة رئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية وما تحملها من أهداف، كما اهتمت بالحرب الاقتصادية المستمرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الدول الأوروبية وغيرها، مثل كندا والمكسيك، وما يحمله هذا الأمر من تداعيات على النظام العالمي.
سر جلاد غزّة وصداقة ترامب
في هذا الصدد، قالت صحيفة "رسالت": "إن زيارة نتنياهو للولايات المتحدة تأتي في ظل سلسلة الأزمات الداخلية والخارجية التي يعيشها نتنياهو بدلًا من أن تكون دليلًا على القوّة، فهي تعكس الوضع الفوضوي الذي يعيشه الكيان الصهيوني، وخاصة هزيمته أمام المقاومة في غزّة". وأضافت: "سجل نتنياهو المهني يظهر أنه يرى أن خلق الأزمات في المنطقة وسيلة للحفاظ على السلطة، وعليه، أبعاد زيارته تشمل قضايا مثل احتلال سورية وإسقاط نظامها وخلق مناخ معادٍ لإيران". وبحسب الصحيفة، كان قد أعلن مكتب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" أن بنيامين نتنياهو سافر إلى واشنطن يوم الأحد. وفي بيان قبل الزيارة، قال نتنياهو "إن "إسرائيل" تشن حربًا على سورية، في حين ذكرت حكومة الاحتلال أنه من المقرر أن يلتقي نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته. وتأتي هذه الرحلة في وقت تبرز فيه عدة نقاط مهمّة حول أهداف ترامب ونتنياهو من هذا اللقاء".
كما لفتت الصحيفة إلى أن: "أحد الأسباب الرئيسة لزيارة نتنياهو يمكن أن نجدها في وضعه الداخلي والعالمي المضطرب، أولًا، بينما كان زعماء الكيان الصهيوني، مثل نتنياهو، يزعمون أنهم سيطلقون سراح أسراهم ويفككون حماس من خلال العمليات العسكرية، تبين بعد 15 شهرًا أن إنجاز العدوّ لم يكن سوى تدمير غزّة واستشهاد 47 ألف فلسطيني وعشرات الآلاف من الجرحى، وعلى أرض الواقع لم يحقق أي من أهدافه، والآن يواجه الكيان الصهيوني فضيحة الموافقة على وقف إطلاق النار الذي وضعت حماس شروطه، إذ إن إطلاق سراح أسرى الكيان ليس من خلال العمليات العسكرية، بل في سياق تبادل الأسرى، وذلك بما يتناسب مع ما أعلنته حماس". وتابعت الصحيفة: "لقد حدد الصهاينة لكل سجين عادي 30 أسيرًا فلسطينيًا، ولكل سجين عسكري صهيوني 50 فلسطينيًا، وحتّى الآن نفذت أربع مراحل من هذا التبادل، ما أدى إلى إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين". وأشارت الصحيفة إلى أن: "النقطة الأهم، في صفقة تبادل الأسرى هذه، هي أن الغلبة فيها كانت لحماس، وليس في المجال العسكري فحسب، بل أيضًا في حرب التصور والدعاية، إذ تمكّنت من فرض إذلال ثقيل على الكيان".
كما رأت الصحيفة أن الحضور الواسع لقوات حماس والجهاد الإسلامي في حفل تبادل الأسرى، واستخدام غزّة بالكامل من شمالها إلى جنوبها، يدل على سيطرة حماس الكاملة على غزّة. والحضور الواسع للشعب وإعلانه تأييده للمقاومة، يشير إلى ترسخ المقاومة بين الفلسطينيين. وحسن تعامل حماس مع الأسرى، أجبر حتّى الصهاينة على الاعتراف بسلامة الأسرى التامة، والفعل الإنساني الذي قامت به المقاومة بتقديم الهدايا لهم، واحترام حقوقهم كافة. وقالت: "إن الفارق الواضح في وضع الأسرى الصهاينة والأسرى الفلسطينيين جعل الطبيعة الإرهابية والإجرامية للصهاينة أكثر وضوحًا للعالم، فقد كشف العالم أنه ألحق بالصهاينة هزيمة ثقيلة على الصعيدين الداخلي والخارجي".
هذا؛ وأكدت الصحيفة أنه: "على الرغم من زعم الصهاينة أنهم يواصلون مفاوضات وقف إطلاق النار، هم يسعون في الوقت نفسه إلى احتلال المزيد من أجزاء الضفّة الغربية من جهة، وتنفيذ خطة ترامب لطرد الفلسطينيين من غزّة من جهة أخرى إلى دول أخرى، بما في ذلك الأردن ومصر، بينما يأمل نتنياهو في الحصول على إذن من ترامب باحتلال الضفّة الغربية وتنفيذ عمليات تهجير قسري للفلسطينيين، وفي الوقت نفسه يطالب بمزيد من المساعدات العسكرية".
ترامب ضدّ الجميع والجميع ضدّ ترامب
في سياق آخر، كتبت صحيفة كيهان: "لقد أمر ترامب، والذي أعلن أننا لن نكون حمقى بعد الآن، بتصعيد حرب التعريفات الجمركية الأميركية ضدّ كلّ الدول تقريبًا، وهي القضية التي قوبلت بردود فعل واسعة النطاق من دول أخرى". وقالت: "بدأت حرب الرسوم الجمركية التي تشنها الولايات المتحدة ضدّ الدول الأخرى رسميًا يوم السبت، إذ لا يوجد في جعبته شيء للضغط على الدول الأخرى سوى العقوبات والرسوم الجمركية والحرب، فكلّ رئيس يستخدم هذه الأدوات بحسب رؤيته". ولفتت إلى أن ترامب يزعم عدم سعيه إلى الحرب وأن العقوبات لم تكن فعّالة جدًا في تعزيز السياسات، لذلك يستخدم الرسوم الجمركية لتعزيز سياسته الخارجية. ومع ذلك، وفقًا للخبراء، فإن الرسوم الجمركية ستؤدي في النهاية إلى زيادة التضخم وأسعار الطاقة، بالإضافة إلى أن هذه الأزمة سوف تؤدي إلى اضطرابات في الاقتصاد العالمي، وإلى خروج مئات الآلاف من العمال الأميركيين من العمل. وأكدت أن مؤسسة الضرائب، وهي مؤسسة بحثية أميركية، قدّرت أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب سوف تؤدي إلى زيادة ضريبية متوسطة قدرها 830 دولارًا لكل أسرة في الولايات المتحدة. كما أدان المشرعون الديمقراطيون قرار ترامب كونه قرارًا من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، على الرغم من وعده الانتخابي بخفض التضخم.
وتابعت الصحيفة: "لقد أدت حرب الرسوم الجمركية التي تشنها الولايات المتحدة ضدّ الدول الأخرى إلى زيادة المشاعر المعادية لأميركا في الدول المستهدفة بالعقوبات بشكل حاد، ففي كندا، وردًا على تهديد الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية على السلع الكندية، أطلق المواطنون حملات مختلفة لمقاطعة المنتجات المصنوعة في أميركا، وحثوا مواطنيهم على استخدام المنتجات المنتجة محليًا". وأردفت: "يوم السبت أيضًا، خلال إحدى مباريات هوكي الجليد، أطلقت مجموعة من المشجعين الكنديين صيحات الاستهجان في أثناء عزف النشيد الوطني الأميركي. وفي المكسيك، وفي أعقاب اتهامات ترامب للمكسيك ورد الرئيس المكسيكي، أصدر حكام 31 ولاية مكسيكية ومدينة مكسيكو بيانًا مشتركًا يدعم رئيسة بلادهم. كما يشعر الاتحاد الأوروبي، وهو الحليف التقليدي للولايات المتحدة، بانزعاج عميق من حرب الرسوم الجمركية التي تشنها الولايات المتحدة. وردًا على الإجراءات الأخيرة لترامب، أعلنت أوروبا أنها سترد بشكل حاسم إذا نفذت التهديدات والرسوم الجمركية".
وأوضحت الصحيفة أنه: "من ناحية أخرى، يستمر برنامج تطهير المؤسسات الأميركية من الأفراد غير الموالين لترامب، كما أن فريق ترامب يقوم بتطهير مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل الذين تورطوا في قضايا جنائية ضدّه ومثيري الشغب الموالين له. وبحسب التقارير، فقد أصدر ترامب عفوًا أيضًا عمّا لا يقل عن 1500 من منفذي الهجوم على الكونغرس الأميركي. وفي هذه الأثناء، طلب القائم بأعمال نائب المدّعي العام إميل بوف من مكتب التحقيقات الفيدرالي، يوم الجمعة، تزويده بقائمة بأسماء جميع الموظفين الذين عملوا على قضايا السادس من كانون الثاني/يناير – يوم الهجوم على الكونغرس بعد خسارة ترامب الانتخابات الماضية - بحلول ظهر يوم الثلاثاء".
تناغم القوى التنفيذية والقضائية والتشريعية
من جهة ثانية، قالت صحيفة "جام جم": "لقد شهدنا بالماضي في إيران انتقادات من بعض رؤساء السلطات الثلاث لبعضهم البعض في وسائل الإعلام والفضاء العام. وهذا أدى إلى نقاشات حول وجود فوارق تآكلية بين القوى الثلاث في الفضاء الاجتماعي، ولم تلق استجابة إيجابية وبناءة". وأضافت: "في مثل هذه الظروف، يهاجم المسؤول في منصب رئيس أحد القوى، رئيس القوّة الأخرى الآخر، أو يدلي بتصريحات انتقادية له، وتنشر هذه القضية على الفور في وسائل الإعلام والصحافة في العناوين الرئيسة. ومن أجل الحد من هذه التوترات، نُصح رؤساء القوى مرارًا وتكرارًا بعقد اجتماعات مشتركة، إذ يمكنهم إثارة بعض خلافاتهم في الاجتماعات وتبادل وجهات نظرهم حول مجالات عمل بعضهم البعض بشكل مباشر وجهًا لوجه، بدلًا من جعلها علنية وتخلق المخاوف والاختلافات بين الناس، ولذلك كان أحد أهداف هذه اللقاءات هو تقليل الخلافات، والهدف الآخر هو التأكيد على التآزر والتعاون لحل قضايا ومشكلات البلاد".
ختمت الصحيفة: "مع أن بعض الرسائل الصادرة عن هذه الاجتماعات قد تبدو متكرّرة، فإن عقد هذه الاجتماعات في حد ذاته له آثار إيجابية، ويمنع جلب الخلافات إلى المجال العام. ومنذ ذلك الحين، عقدت هذه الاجتماعات بانتظام وما تزال تعقد. وتطرح في هذه الاجتماعات مناقشة العديد من القضايا في المجتمع، والتي تتعلق بأحد فروع الحكومة الثلاثة، مثل القضايا المتعلّقة بالبرلمان (السلطة التشريعية)، أو الحكومة (السلطة التنفيذية)، أو السلطة القضائية. وفي هذه الاجتماعات، ومن خلال التعبير عن آرائهم، يمنع القادة ظهور الخلافات التي لها طابع تآكلي وإضعافي في المجتمع".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
04/02/2025
الصين تفرض رسومًا جديدة على منتجات أميركية
03/02/2025