الخليج والعالم
كاتب صهيوني: مشروع تهجير الفلسطينيين لن ينجح أيًّا كانت الظروف
توقّف مدير ما يُسمّى "مشروع الولايات المتحدة والشرق الأوسط" دانيال ليفي عند ما طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ثلاث مناسبات خلال أقل من أسبوعين بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.
ليفي مؤلّف صهيوني ومستشار سابق لحكومة الاحتلال، تحدّث في مقال في صحيفة "نيويورك تايمز"، عن الذاكرة الفلسطينية على صعيد نقل السكان، قائلًا إن هذا التاريخ يساعد في تفسير التصميم الفلسطيني على البقاء في الأرض وردّ الفعل الغاضب على الاقتراح الجديد لتهجير السكان، وذكر في السياق عينه احتمالات أن يؤدي إلى نشر "الراديكالية" على الأمد الطويل.
الكاتب نبّه من أنه وفيما لو أخذ ترامب ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو هذا الموضوع على محمل الجدّ خلال لقائهما، وفيما لو نفّذ الاقتراح، فمن شبه المؤكد أن يزيد من العداء لـ"إسرائيل" في المنطقة ويقوّض بشكل كبير أيّة فرص للتطبيع "الإسرائيلي" السعودي برعاية أميركية، وأردف: "ترامب يسعى بحماسة وراء تحقيق هذا الهدف".
وأضاف: "اقتراحات تهجير السكان لا يمكن الاستهانة بها في ظل البيئة الحالية السائدة، فبينما كانت تقوم "إسرائيل" بتوسيع عملياتها العسكرية في غزة بعد فترة وجيزة من أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ظهرت تقارير أفادت أن الحكومة "الإسرائيلية" تداولت خططًا لإجبار الفلسطينيين على الخروج من غزة والذهاب إلى مصر"، وأشار الى اقتراحات من دوائر سياسية "إسرائيلية" بتهجير جماعي للفلسطينيين، ومن بين الذين تقدموا بهذه الاقتراحات مسؤولون "إسرائيليون" كبار.
وبيّن أن وزير المالية "الاسرائيلي" بتسلئيل سموتريتش تعهّد بعد كلام ترامب الأخير بتسليم خطة إلى الحكومة من أجل تنفيذ عملية الانتقال.
كما حذّر الكاتب من أن خطط التشريد لا تنتهي عند غزة، حيث يرى العديد من المتطرفين اليمينيين في "إسرائيل" أن الضفة الغربية هي الجائزة الكبرى، وأن الأردن هو المصير المفضّل للفلسطينيين كي يعيشوا هناك.
وحذّر الكاتب من أن "كل ذلك لا يوفّر مستقبلاً يسوده الأمن لـ"الإسرائيليين"، إذ إنه يحمل معه خطر المزيد من الفوضى في هذه البلدان المجاورة التي تطالب باستيعاب الفلسطينيين"، ونبّه من أن التشريد من شأنه أن يساعد حركات المقاومة في المنطقة على التجنيد".
وبينما قال الكاتب، إن ترامب معروف بتهديداته، وليس واضحًا ما إذا كان هو ونتنياهو سيضعان أولوية لهذا الموضوع، أشار إلى إمكانية أن يكون الهدف فعلًا هو تطبيق المشروع المذكور. كما لفت في هذا السياق إلى أن عددًا من الشخصيات التي عيّنها ترامب في إدارته تؤيّد علنًا "إسرائيل" كبرى تكون ملكًا لليهود وحدهم، وسمّى هنا إليز ستيفانيك التي اختيرت لتكون سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ومايك هوكابي الذي اختير ليكون سفير واشنطن لدى الكيان.
هذا، واستبعد الكاتب أن يصبح الفلسطينيون أكثر استعدادًا للانتقال في حال استؤنفت الحرب، مضيفًا أن "إسرائيل" فشلت في هزيمة حماس وأيضًا في سحق عزيمة الشعب الفلسطيني. وتحدث عن تناقض واضح بين كلام ترامب وصمود الشعب الفلسطيني. ولفت أيضًا إلى أن مئات الآلاف عادوا إلى شمال غزة خلال الأيام القليلة الماضية وهم مصمّمون على إعادة بناء حيواتهم.
ولاحظ الكاتب أن لا وجود لمعطيات تفيد بأن الدول العربية ستموّل هكذا عملية نزوح أو تلعب أيّ دور فيه، أو أن تستقبل النازحين.
وخلص في الختام إلى أن المساهمة في تطهير غزة من الفلسطينيين لن تنفع المصلحة الأميركية وستقوّض أكثر مكانة أميركا في العالم.
فلسطين المحتلةالولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيونيدونالد ترامب
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
04/02/2025
ترامب يقوّض مكانة أميركا
04/02/2025