الخليج والعالم
العلاقات الإيرانية الأميركية محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس (06 شباط/فبراير 2025)، بالعلاقات الإيرانية الأميركية وبالخصوص بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة والمتراكمة من عدة تصريحات حول إيران وغرب آسيا والكيان الصهيوني، ويعيش المجتمع السياسي الإيراني والصحف الإيرانية نقاشًا عموميًا واسعًا حول آليات التعامل مع الإدراة الأميركية الجديدة.
خطة لغزّة أم رسالة إلى "تل أبيب" والرياض؟
بداية، كتبت صحيفة رسالت: "إنّ خطة الرئيس ترامب لوضع غزّة تحت الاحتلال الأميركي ونقل مليوني نسمة من سكانها الفلسطينيين قد أسعدت اليمين "الإسرائيلي"، وأرعبت الفلسطينيين، وصدمت حلفاء أميركا العرب، وحيرت المحلّلين الإقليميين الذين يعتبرون هذه الخطة غير عملية.
وبحسب الصحف، فإنّه "بالنسبة لبعض الخبراء، بدت الفكرة غير محتملة لدرجة أنهم تساءلوا عما إذا كانت الخطة مجرد اقتراح أولي لبدء جولة جديدة من المفاوضات حول مستقبل غزّة. هل السيد ترامب مستعد حقًّا لإرسال القوات الأميركية إلى معركة صعبة أخرى مع الإسلاميين في غرب آسيا؟".
وبالنسبة لليمين "الإسرائيلي"، تحدت خطة ترامب عقودًا من المبادئ غير الشعبية في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"، وأثارت إمكانية تحييد التهديدات العسكرية في غزّة دون الحاجة إلى إنشاء دولة فلسطينية. وعلى وجه الخصوص، رحب زعماء المستوطنين بالخطة، واعتبروها وسيلة لإعادة توطين غزّة بالمواطنين اليهود.
وبالنسبة للفلسطينيين، بحسب الصحيفة، فإنّ هذا الاقتراح يعني التطهير العرقي على نطاق أكثر فظاعة من أي تهجير شهدوه منذ عام 1948؛ عندما تمّ طرد حوالى 800 ألف عربي أو إجبارهم على الفرار أثناء الحروب المرتبطة بإنشاء الدولة اليهودية.
[...] عدم واقعية الخطة أظهرت للبعض أنها ربما لا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد. وبما أن السيد ترامب كان يطلق تهديدات جريئة في كثير من الأحيان دون أن ينفذها، فقد رأى البعض أن تحركه بشأن غزّة هو بمثابة تكتيك تفاوضي يهدف إلى إجبار حماس والقادة العرب على تقديم تنازلات.
وفي غزّة، لم توافق حماس بعد على التنازل الكامل عن القدرة والسلطة؛ وهو موقف يقلّل من احتمالات قيام الحكومة الإسرائيلية بتمديد وقف إطلاق النار. وفي أماكن أخرى من المنطقة، رفضت السعودية أيضًا تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" أو المساعدة في حكم قطاع غزّة بعد الحرب ما لم توافق "إسرائيل" على إنشاء دولة فلسطينية. ويقول محلّلون "إسرائيليون" وفلسطينيون إنّ خطط ترامب القصوى قد تكون محاولة لإجبار الجانبين على تغيير مواقفهما.
[...] وسارعت السعودية إلى رفض خطة ترامب، وأكدت في بيان لها الأربعاء دعمها لتشكيل دولة فلسطينية.
لكن البعض لا يزال يعتقد أن موقف السعودية قد يتغير. وخلال رئاسة ترامب السابقة في عام 2020، قدمت الإمارات العربية المتحدة تسوية مماثلة، حيث وافقت على تطبيع علاقاتها مع "إسرائيل" مقابل تأجيل "إسرائيل" لضمها للضفة الغربية.
[...] ومن خلال هذه الخطة، أعطى ترامب بدوره اليمين "الإسرائيلي" سببًا لدعم تمديد وقف إطلاق النار. ويقول محلّلون "إسرائيليون" إن حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من اليمين هدّدوا منذ أكثر من عام بإسقاط ائتلافه إذا انتهت الحرب ببقاء حماس في السلطة. والآن أصبح لدى هؤلاء المتشددين طريق للهروب: التزام من أكبر حليف لـ"إسرائيل" بإخلاء غزّة من الفلسطينيين في المستقبل".
مفاوضات في شركة ترامب التجارية!
بدورها، كتبت صحيفة قدس: "في المفاوضات أو الاتفاقيات مع الولايات المتحدة، أول ما يتبادر إلى الذهن هو السياق التاريخي والتجارب السياسية الناتجة عنه. ومن خلال الانسحاب من الاتفاق النووي في عام 2018، تجاهلت الإدارة الأميركية السابقة برئاسة الرئيس الحالي التزامًا دوليًّا قويا على ما يبدو، ليس فقط، بل وقوّضت أيضًا الثقة في الحوار مع واشنطن".
وتابعت: "لقد أظهر هذا الإجراء الأحادي، إلى جانب تشديد العقوبات على الشعب الإيراني، أنه لا يمكن الوثوق بالسياسيين الأميركيين حتّى عندما تكون توقيعاتهم على وثائق دولية ملزمة، ناهيك عن وعودهم واتفاقياتهم وتصريحاتهم الشفهية، وما إلى ذلك".
ووفق الصحيفة "الآن تبدو فكرة الحوار مع مثل هذه الكائنات عديمة الفائدة! بالطبع، أعتقد أنّ فعل الحوار والتفاوض بحد ذاته لا ينبغي اعتباره محرمًا أو حساسًا تحت أي ظرف من الظروف ويجب تجنبه بهذه الذريعة. كما أنّ مبدأ التفاوض لا ينبغي أن يعتبر إنجازًا! إنّ ما يهم هو قدرة المفاوضين ومحتوى الحوار والتفاوض، والذي يجب أن يكون حساسًا حتّى يكون هناك توازن بين المعطيات والمخرجات.
وتابعت الصحيفة: "لكن كيف يمكن التفاوض مع طرف لم يستفد إطلاقًا من الدبلوماسية؟ ما مدى فعالية الدبلوماسية التقليدية في هذا المجال؟ دونالد ترامب هو شخص لديه خلفية في مجال الأعمال والصفقات. شخص لا يرى هوية أخرى غير العمل والتجارة، وقد كتب كتابًا عن حياته بعنوان "ترامب: فنّ الصفقة"".
وأضافت "حتّى أنه ينظر إلى الرئاسة الأميركية باعتبارها مشروعًا اقتصاديًا، وفي اليوم الأول من تنصيبه، أطلق عملته الرقمية المشفرّة التي أطلق عليها اسم (ترامب) لجمع مليارات الدولارات في غضون ساعات قليلة. وقد أظهرت تصرفات ترامب أنّ حتّى نهجه في التعامل مع القضايا الدولية كان قائمًا على المنطق المعاملاتي وإعطاء الأولوية للمصالح الاقتصادية قصيرة الأجل. بل وصل الأمر إلى أنسحاب الولايات المتحدة من المعاهدات البيئية الدولية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة".
وبناء على هذه الأوصاف، فمن غير المرجّح أن نتمكّن من إجراء محادثة معه باستخدام لغة الدبلوماسية التقليدية. إذا أردنا أن نتفاوض مع أميركا ترامب، فلا بدّ أن نبحث عن لغة أخرى تتشابه أكثر مع أدبه. ولعلّه يتعين علينا، من أجل التفاوض في شركة ترامب التجارية، بدلًا من الدبلوماسية الكلاسيكية، أن نسعى إلى نهج معاملاتي وعملي يرتكز على المصالح الوطنية حتّى لا نسقط من حفرة إلى أخرى".
إن حماية "إسرائيل" هي الأولوية القصوى بالنسبة لأميركا
من جهتها، كتبت صحيفة جام جم: "أعلنت وزارة الحرب الأميركية مؤخرًا عن نيتها سحب قواتها تدريجيا من سورية. والسؤال الآن هو ما إذا كانت الولايات المتحدة تنوي تسليم سورية بشكل كامل لـ"إسرائيل"".
وفي هذا الصدد، يجب القول إنّ "سياسات ترامب خلال ولايته الأولى كانت تتمثل في تقليص أو حتّى سحب القوات الصهيونية من سورية، ولكن في ظل الظروف السائدة في الولايات المتحدة، فإن الدوائر الصهيونية والجماعات اليهودية المؤثرة لم تسمح لترامب بتنفيذ خطته. ويرى "الإسرائيليون" أن الوجود الأميركي في سورية يشكّل ضمانة لأمنهم، ويخشون أن تنتقل مسؤولية السيطرة على سورية في المستقبل إلى تركيا. ولا ينبغي أن ننسى أن تركيا، كعضو في حلف شمال الأطلسي، قادرة على السيطرة على البلاد نيابة عن الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك، ليست هناك حاجة لتواجد القوات الأميركية في سورية. وهذا يعني أن تركيا يمكن أن تحل محل القوات الأميركية في سورية. ولم تقبل المجموعات المؤثرة في أميركا مثل هذا الوضع، ولا يبدو من المرجح أن يتم قبوله".
والسبب في ذلك، رأت الصحيفة، هو أنّ "السياسات الأميركية الرئيسية وأولوية السياسة الخارجية لواشنطن في الشرق الأوسط هي الحفاظ على أمن "إسرائيل"، لأن أمن "إسرائيل" قادر على مراقبة عملية نقل النفط والغاز إلى العالم الرأسمالي. وعليه، فإذا أرادت الحكومة الأميركية تنفيذ مثل هذه السياسة، فمن الطبيعي أن تواجه مشاكل وصعوبات في ما يتصل بإستراتيجيتها للتواصل الخارجي. فعندما قال ترامب إنه أنفق سبعة مليارات دولار في الشرق الأوسط، كان يضع الأساس لسحب قواته من المنطقة. وأكد أيضًا في حملته الانتخابية أن أميركا لن تنخرط في مغامرات مكلفة وباهظة الثمن خلال فترة رئاسته. ولكن ليس من الممكن لترامب أن يحقق مثل هذا الشيء فعليًّا في المستقبل القريب. وبطبيعة الحال، من الممكن أيضًا أن يتم نقل بعض هذه القوات إلى العراق لكي تتمكّن من تحدي قوى المقاومة في العراق".
الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيران
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
11/03/2025
عراقجي: إيران لن تتفاوض تحت التهديد
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| اندلاع مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلس
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تقتحم بلدة بيت فوريك شرق نابلس
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية
مستوطنون يحطمون مركبات الفلسطينيين قرب قرية مادما جنوب نابلس
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تنكّل بالشبان خلال اقتحام قرية أوصرين جنوب نابلس
مقالات مرتبطة

ترامب يواصل حربه التجارية على كندا ويهدّد بإغلاق قطاع تصنيع السيارات فيها
محادثات أميركية - أوكرانية في جدة لوقف الحرب مع روسيا

ملامح الخطط الأمريكية الشيطانية للبنان

رغم التصريحات عن "أبواب الجحيم": أميركا لا تريد استئناف النيران في قطاع غزة

تناقض بين أميركا و"إسرائيل" حيال غزة: مفاوضات أم إعادة احتلال؟

بزشكيان موجّهًا خطابه لترامب: لن نتفاوض تحت التهديد وافعل ما تشاء

عراقجي: إيران لن تتفاوض تحت التهديد

الإمام الخامنئي وموقفه من المفاوضات مع أميركا محور اهتمام الصحف الإيرانية

قائد سلاح البحر الإيراني ردًّا على ترامب حول المناورات المشتركة بين إيران وروسيا والصين: المناورات لإرساء الأمن على عكس وجودهم العسكري غير الآمن
