نصر من الله

الخليج والعالم

تصريحات ترامب تثير غضب المغاربة: نحو استراتيجية شعبية لمناهضة التطبيع 
07/02/2025

تصريحات ترامب تثير غضب المغاربة: نحو استراتيجية شعبية لمناهضة التطبيع 

منذ توقيع اتفاقية التطبيع المخزية بين السلطات المغربية وكيان الاحتلال الصهيوني عام 2020، لم يتوقف الحراك المغربي الشعبي والمدني لإسقاط هذا التطبيع. 

وقد تم تأسيس الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع من قبل ثلة من النشطاء والمناضلين المغاربة الذين استبسلوا بكل الوسائل والطرق المتاحة لإنارة الرأي العام المغربي وتحشيده لإنهاء اتفاقية العار. ونظمت الجبهة سلسلة فعاليات متواصلة حتى اليوم بالتعاون مع عديد الهيئات الوطنية الأخرى على غرار الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة وائتلاف حقوق الإنسان في المغرب وغيرها من الهيئات والأحزاب الفاعلة في المشهد المغربي.

خطة عمل ضد التطبيع

وأقرّت السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع سلسلة من التحركات والأنشطة القادمة في سياق استراتيجية متكاملة لإسقاط التطبيع المخزني، وذلك بالتعاون مع لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني.

تصريحات ترامب تثير غضب المغاربة: نحو استراتيجية شعبية لمناهضة التطبيع 

وأكد المشاركون بأن هناك تحديات ومهام عديدة تنتظر الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وذلك في ضوء المتغيرات الجارية محليًا وإقليميًا ودوليًا، وتم التأكيد على إنجاح محطة المجلس الوطني الخامس للجبهة حتى يشكل نقلة نوعية لتطوير أدائها النضالي في كافة المجالات.

وتم التأكيد على إعطاء الأهمية للجانب الفكري والثقافي وتطوير الوعي الجمعي للشعب المغربي لاستيعاب أخطار الصهيونية عامة وتغلغلها في النسيج الاجتماعي بالبلاد.  

كما تمت الدعوة الى التفكير في توسيع دائرة إشعاع وتواصل الجبهة مع المواطنين والمواطنات لما تشكله وتختزنه هذه المدينة من طاقات وموقع اقتصادي واجتماعي في المملكة. 

كما تم إقرار عديد المقترحات من قبل النشطاء من أجل إسقاط التطبيع وتجريمه، ودعم الشعب الفلسطيني من أجل تقرير مصيره وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وبناء دولته الديمقراطية المستقلة وعاصمتها القدس.

رفض لخطة ترامب

وفي سياق متزامن، تطرق الدكتور فتحي عبد الصمد منسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة الى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير الشعب الفلسطيني، معتبرًا أنها سقوطٌ أخلاقي وقانوني.

ولفت الى أنها تمثل انتهاكًا صارخًا لأبسط حقوق الإنسان وخرقًا جليًا للشرعية الدولية. وأضاف :"أن القانون الدولي، ولا سيما اتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة، يعتبر الأراضي الفلسطينية أراضي محتلة، ويُحرِّم صراحةً تهجير سكانها قسرًا أو فرض أي تغيير ديمغرافي عليها".

وأكد عبد الصمد أن العقلية الصهيونية لا تقيم وزنًا للأخلاق أو القانون، وتتمادى في غيها، متوهمةً قدرتها على فرض إرادتها بالقوة، متجاهلةً دروس التاريخ وحقائق الحاضر. وقال :"إن ترامب يسعى الى أن يحقق ما  عجز العدوان الصهيوني عن تحقيقه طيلة أربعة عشر شهرًا من القتل والدمار في غزة"، واعتبر أن أية محاولة لفرض هذا المشروع تعني مواجهةً حتمية ستدفع واشنطن ثمنها من جنودها وعتادها ومصالحها في المنطقة والعالم.

وقال :"إنّ الشعوب العربية ترفض هذا المخطط وكل مخططات التطبيع رغم تواطؤ الحكومات"، مضيفًا أن "الشعوب ستقف بالمرصاد لهذا المخطط الآثم، رافضةً أن تكون شريكةً في جريمة تطهير عرقي جديدة، فالقضية الفلسطينية لم تعد مجرد مسألة عربية أو إسلامية، بل باتت قضية إنسانية عالمية تلتف حولها شعوب الأرض، وهذا ما تجسد في الحراك الشعبي الواسع الذي شهدته العواصم والمدن الكبرى في العالم تضامنًا مع غزة ورفضًا للعدوان الصهيوني"، وفق قوله.

ورأى عبد الصمد أن "من يقف خلف هذه المخططات ليس سوى صهيوني مهووس، يغازل اليمين المتطرف، ويظن أن بإمكانه التعامل مع الشعوب كما يتعامل مع الصفقات التجارية، معتقدًا أن كل شيء قابل للبيع والشراء، حتى الأوطان والبشر. لكنه يجهل أن هناك من يوقن بأن "الآخرة خير وأبقى"، وأن الموت في سبيل الله أشرف من حياة في ذلة واستعباد. 

وأعرب عن استغرابه لأن يكون المغرب، الذي كانت مسيراته المليونية من أبرز مظاهر الدعم الشعبي لفلسطين، يُطرح اليوم كوجهة محتملة لتهجير أهل غزة. وسأل:" هذا المغرب الذي سطَّر أجداده صفحات مجيدة في الدفاع عن القدس إلى جانب صلاح الدين الأيوبي، وشارك جنوده بشجاعة في معارك الجولان ضد الاحتلال، كيف يُراد لشعب بهذا التاريخ أن يكون جزءًا من مؤامرة خيانة فلسطين؟". 

وقال عبد الصمد في بيان "إن الأحرار في المغرب لن يقبلوا أن يُباع شرف الأمة مقابل وهم دعم أميركي للصحراء، فالقضية الوطنية لا تُحرَّر بالارتهان للابتزاز، بل بإرادة الأحرار، لا بركوع العبيد"، وقال :"إن أي استجابة مغربية لهذا المشروع الجنوني ستكون انتحارًا سياسيًا وأخلاقيًا، وربما تكون آخر مسمار في نعش المتصهينين" وفق قوله. 
 

المغربدونالد ترامبالتطبيع

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل