نصر من الله

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: طهران داست على أحلام ترامب 
11/02/2025

الصحف الإيرانية: طهران داست على أحلام ترامب 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 11 شباط 2025 بالمسيرات الحاشدة يوم أمس بذكرى انتصار الثورة الإسلامية والرسالة التي تحملها هذه المشاركة الشعبية الكبيرة.

كما اهتمت أيضًا بالمواقف الإيرانية تجاه السياسات الأميركية والتصريحات التي لا تعبر سوى عن الجهل بالوضع الاجتماعي السياسي لإيران.

أعد حساباتك

بهذا الصدد، كتبت صحيفة رسالت: "لقد كانت الأيام القليلة الماضية، دون مبالغة، نادرة في تاريخ السنوات الأخيرة، من حيث المنافسة الاستراتيجية بين إيران والولايات المتحدة، وقبل أسبوع، عندما كان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على وشك دخول واشنطن، كان التقييم الذي قدمه على الأرجح للحكومة الأميركية هو أن إيران ضعفت وكانت على وشك الاستسلام، وكل ما تحتاجه هو أن ترى الرئيس الأميركي دونالد ترامب كشخص حازم وقوي، وهذا التقييم، الذي أصبح التحليل الصهيوني السائد منذ شهر أو شهرين، دفع ترامب - بمساعدة مستشاره للأمن القومي - إلى توقيع مذكرة تهدف إلى "اتخاذ الخطوة النهائية" في طلب نتنياهو". 

وأضافت: "في الأشهر الأخيرة، أطلق الصهاينة حملة تهدف إلى نشر تحليلات كاذبة حول مكانة إيران بين الجهات الفاعلة الأخرى، كما حدث منذ بعض السنوات، عندما كانوا في فترة تراجع وقالوا للدول إن النظام الإيراني على وشك الانهيار، وما عليكم إلا أن تتخذوا خطوة أخرى، فإنهم هذه المرة يحاولون بكل قوتهم إقناع الآخرين أن النظام الإيراني على وشك تغيير استراتيجي جذري، وأن الضغوط عليه يجب أن تتكثف، وربما كان ترامب وإدارته أول ضحايا هذه الحملة، وعلى الرغم من إدراكه إلى حد ما أن الهدف النهائي لنتنياهو لم يكن أكثر من جره إلى صراع مع إيران، فقد استسلم ترامب لهذا التقييم ووقع على وثيقة كانت في الواقع بمثابة رصاصة في قدم إدارته". 

وقالت: "بالنسبة لإيران، كان معنى هذه الوثيقة هو أن نتيجة أي مفاوضات كانت معروفة مسبقًا، وبالتالي لم يكن هناك سبب أساسي للتفاوض. في هذه الأثناء، فإن قبول المفاوضات يعني تأكيد التحليلات المنحازة التي قدمها الصهاينة لترامب، وبالتالي سيؤدي إلى زيادة الضغوط، بدلًا من فتح نافذة نحو الحل، ولقد حرك آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، باعتباره طرفًا استراتيجيًا، فوهة سلاحه بأفضل طريقة ممكنة في هذه الحرب المدروسة، وإذا كان هناك من يعتقد أن إيران تشعر بالضعف وبالتالي فهي على وشك تغيير حساباتها الاستراتيجية، فإن الخطوة الأولى هي تصحيح هذه الحسابات". 

وتابعت: "لم تكن الولايات المتحدة والصهاينة وحدهم، بل كان كثيرون آخرون في كل أنحاء العالم يتوقعون بعد أحداث العام الماضي أن تقبل إيران مرة أخرى بالمفاوضات المباشرة"، مردفةً: "مرة أخرى، كان التقييم الذي كان الصهاينة يروجون له على الأرجح هو أن الشعب الإيراني منزعج وغير راضٍ، وأن الرفض التام للمفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة قد يكون نقطة البداية للاضطرابات الاجتماعية في إيران، كما أن الحكومة، على الأقل في بعض طبقاتها، تعتبر التفاوض أداة مهمة بالنسبة لها، ونتيجة لذلك، سوف تتفاعل بشدة معه، ورغم أن ردود الفعل كانت طفيفة في الساعات الأولى، فلم يمضي وقت طويل قبل أن يتضح أن تقديرات "إسرائيل" في هذه الحالة كانت ساذجة أيضًا، إن المجتمع الإيراني يعاني بشدة في المشاكل الاقتصادية، ولكن لم تتشكل داخله موجة اجتماعية كبيرة للدفاع عن المفاوضات مع الولايات المتحدة، وذلك لأنه في الأساس، في أذهان هذا المجتمع، لا توجد تجربة ناجحة لحل المشاكل الاقتصادية من خلال المفاوضات أو الاتفاقيات مع الولايات المتحدة".

ولفتت إلى أن "تصور إيران ضعيفة ومنقسمة هو فخ نصبه "الإسرائيليون" لإدارة ترامب، وتطورات الأسبوع الماضي كافية لكشف طبيعة هذا الفخ".

انهاء استراتيجية الاحتواء الأقصى

من جهتها، أكدت صحيفة رسالت أن التصريحات الأخيرة لآية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بشأن كون المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية غير عقلانية ولا شريفة ولا ذكية، هي نقطة كاشفة عن تدمير النظام الاستراتيجي لترامب تجاه طهران.

وقالت: "في تفسير هذا الطرح، يكفي أن الرئيس الأميركي، ليس فقط خلال ولايته السابقة في البيت الأبيض (بين عامي 2017 و2020)، بل أيضًا في ولايته الجديدة، ركز على استراتيجية الاحتواء الأقصى، وبالتالي نزع السلاح الشامل لطهران، وحتى إشاراته الإيجابية ظاهريًا بشأن المفاوضات مع بلدنا كانت موجهة نحو هذه الاستراتيجية".

ورأت أن إعداد وتقديم الوثيقة الاستراتيجية الأميركية لعام 2025 حيث لم يركز ترامب فقط على القضية النووية لبلادنا، بل نقل عنوان الاتفاق الشامل مع إيران إلى النظام الدولي، والذي يتضمن أربعة مكونات رئيسية: القضية النووية، وقضية الصواريخ، والقضية الإقليمية، وقضية حقوق الإنسان في إيران، يؤكد أن ترامب سعى إلى تحويل استراتيجية الضغط الأقصى إلى الاستراتيجية القصوى لاحتواء إيران، وحدد تكتيكاته وخطاباته وسلوكياته الخاصة، فضلًا عن تكتيكات وخطابات وسلوكيات أعضاء آخرين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية ووزارة الحرب الأميركية، حول هذا الأمر الاستراتيجي. 

وتابعت: "كان الأساس الذي استند إليه ترامب في المضي قدمًا في هذه الاستراتيجية الخطيرة هو قبول طهران للمفاوضات والاتفاق الشامل اللاحق، وفي الأيام الأخيرة، زعمت جميع وسائل الإعلام الغربية والمعادية للثورة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وافقت على مثل هذا الاتفاق والمفاوضات، على أساس الظروف الحالية في المنطقة والنظام الدولي، وتعتبر الحفاظ على "وجودها" أفضل من "الحفاظ على استراتيجيتها وقوتها".

وأشارت إلى أن الجزء الآخر من تصريحات الإمام الخامنئي هو أنه إذا هددت أميركا إيران فإن إيران ستهدد أميركا أيضًا، وإذا أصبح هذا التهديد عمليًا فإن إيران ستحول تهديداتها ضد البيت الأبيض أيضًا إلى تهديدات عملية. والواقع أن الصدمة التي أحدثتها المواقف الصريحة لسماحته كانت من النوع الذي تسبب في مشاكل عميقة لواشنطن في وصف مشهد اللعبة، وبالتالي حرمانها من القدرة على تغيير اللعبة.

ماذا تعني زيارة قيادات حماس إلى إيران؟

في سياق آخر، كتبت صحيفة قدس: "في حين توقع البعض أن يلين موقف الجمهورية الإسلامية تجاه الغرب مع تزايد خطاب وأفعال دونالد ترامب المناهضة لإيران وإحياء سياسة العقوبات والضغوط القصوى، يمكن تفسير اللقاء الأخير بين رئيس وأعضاء مجلس حماس مع الإمام الخامنئي على أنه تعبير عن المسار المستمر وانعكاس لدعم طهران القوي لحركة المقاومة".

وقالت إن الإمام الخامنئي أكد في هذا اللقاء بالطبع على نهج الجمهورية الإسلامية الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

بدوره، رأى الخبير في شؤون غرب آسيا الدكتور رضا صدر الحسيني في مقابلة مع صحيفة قدس، في تحليله لهذه الزيارة أن زيارة كبار مسؤولي حماس إلى طهران كانت في الواقع بمثابة شكر للأمة الإيرانية وكبار المسؤولين في البلاد على الدعم الشامل خلال الأشهر الستة عشر الماضية والانتصارات التي حققها شعب غزة، ويوضح هذا اللقاء الدور والتأثير الكبير الذي لعبته الجمهورية الإسلامية في دعم المقاومة، خاصة ضد جرائم الكيان الصهيوني والإبادة الجماعية التي حدثت في غزة.

وأوضح في هذا الصدد أن لقاء رئيس وأعضاء المجلس القيادي لحماس مع الإمام الخامنئي جاء في وقت ظن فيه بعض المحللين غير العارفين بالأسس الفكرية والقيمية للثورة الإسلامية أن مواقف إيران قد تتغير تحت تأثير ادعاءات ترامب الوهمية، إلا أن النهج الحاسم والمنطقي للإمام الخامنئي ورؤيته وهو يقبل قادة حماس أظهر أن مواقف الأمة الإيرانية لم تتغير فحسب، بل أصبحت أقوى ضد المجرمين الدوليين.
 

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة