نصر من الله

الخليج والعالم

السفارة الإيرانية في تونس تحيي الذكرى الـ 46 للثورة الإسلامية الإيرانية
12/02/2025

السفارة الإيرانية في تونس تحيي الذكرى الـ 46 للثورة الإسلامية الإيرانية

احتفت السفارة الإيرانية في تونس بالذكرى السادسة والأربعين للثورة الإسلامية الإيرانية، بمشاركة ثلة من الدبلوماسيين والبرلمانيين، ونخب ثقافية وسياسية وعلمية وإعلامية تونسية، شاركوا الإيرانيين فرحتهم بيومهم الوطني، وبحضور وزيري الثقافة والشؤون الدينية في تونس ومفتي الجمهورية التونسية. 

ويتزامن الاحتفال بالعيد الوطني الإيراني، مع انعقاد الأسبوع الثقافي الإيراني التونسي الذي توجّ مسارًا من التقارب القديم المتجدد بين البلدين، حيث شهدت العلاقات بين الجمهورية الإسلامية وتونس في الفترة الأخيرة تطورًا في العديد من المجالات، منها إلغاء التأشيرة لمواطني البلدين، وسط إرادة من قيادة كلا البلدين للمزيد من تعميق العلاقات وتطويرها.

روابط تاريخية وحضارية

ونقلت وزيرة الثقافة التونسية أمينة الصرار في كلمتها خلال الحفل تحية الرئيس التونسي قيس سعيد لنظيره الإيراني وتهانيه بالعيد الوطني وبالثورة. 

وأشادت بمتانة روابط الأخوة التاريخية والحضارية التي تجمع البلدين والشعبين، وبعراقة العلاقات الدبلوماسية القائمة على الاحترام المتبادل. 

وأعربت عن الارتياح لمستوى التنسيق القائم بين البلدين، قائلةً: "نحتاج إلى دعمه وتعزيزه لا سيما أن هذه المرحلة تتطلب منا جمعيًا تكثيف مجهودنا من أجل مجابهة الأوضاع والتحديات المشتركة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".

وحيت الوزيرة التونسية الصمود البطولي للشعب الفلسطيني الأبي الذي واجه بمفرده غطرسة الكيان المحتل ووحشية ترسانته العسكرية طيلة 15 شهرًا، ليسطر ملحمة تاريخية ناصعة في تاريخ نضاله المتواصل لاسترداد أرضه.

السفير الإيراني

من جانبه، قال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتونس مير مسعود حسينيان في كلمته: "مضت ست وأربعون سنة على انتصار الثورة الإسلامية المجيدة في إيران، حيث فرض الشعب الإيراني تحت قيادة رجل التاريخ العظيم الإمام الخميني (قده) تقرير مصيره وتجسيد شعار "لا شرقية ولا غربية.. الجمهورية الإسلامية"". 

وتابع: "ست وأربعون سنة من الصمود والمقاومة والصبر والإيثار والفداء ودفع الثمن الباهظ للتطور والازدهار والعزة والكرامة والتقدم، ومن الحرب المفروضة لمدة ثماني سنوات بمشارکة ومساعدة أکثر من خمسين دولة بشهادة الأسری الموجودين في إيران، وست وأربعون سنة من قتل واغتيال القادة السياسيين والعسكريين والنخب العلمية والنووية، وحتی أکثر من سبعة عشر ألفاً من الشعب المدنيين العزل بيد المجموعات الإرهابية المرتزقة".

ولفت السفير إلى أن أي عامل من هذه العوامل كان بإمكانه أن ينقلب على الثورة الناشئة ويكسر ظهرها ويجبرها على الاستسلام والخضوع أمام الاستكبار العالمي، ولكن بعون الله تعالى وبالقيادة الرشيدة للإمام الخميني وخلفه الإمام الخامنئي والحضور والصمود الشعبي في كل الميادين، بدّل الشعب هذه التهديدات إلی فرص، وخرجت إيران من كل هذه التحديات، قوية، وموفقة، وناجحة، ومرفوعة الرأس، ومنسجمة أكثر من قبل. 

مكانة المرأة الإيرانية

وفي السياق، شدد حسينيان على أنه تم تعزيز دور المرأة الإيرانية خلال هذه المدة في جميع المجالات السياسية والعلمية والإبداعية والاقتصادية والثقافية والرياضية، كما شغلت مناصب عليا مثل الوزيرة ونائب رئيس الجمهورية، والمتحدثة باسم الحكومة، ناهيك عن أربعة عشر نائبًا في المجلس النيابي – منهن نائب عن الديانة الزرادشتية وهي دکتورة من مدينة يزد - ومديرات وسفيرات ومحافظات، ونحو ثلاث وثلاثين بالمئة من الأساتذة الجامعيين وأربعين بالمئة من الأطباء المتخصصين من النساء.  

وأشار إلى تطوير شبكة الخدمات الطبية حتى تتوفر لثمانية وتسعين بالمئة من سكان المدن وثلاثة وتسعين بالمئة من سكان القرى. 

إنتاجات علمية وثقافية

وعدّد السفير كل المجالات التي شهدت تطورات ملحوظة في إيران، قائلًا إن سبعة وتسعين بالمئة من الأدوية تنتج داخل إيران وأربعة أدوية بيوتكنولوجية من أصل أربعين دواءً من هذا النوع في كل العالم. 

وقال، إن بلاده ضمن العشر الأوائل في العالم في العلاج بالخلايا، مشيرًا إلى تحقيق الاکتفاء الذاتي في إنتاج الأنواع المختلفة من اللقاحات الوطنية.

وأكد أن إيران ضمن الدول الخمس عشرة الأوائل في العالم في طب العيون، كما تجرى سنويًا نحو ثمانية آلاف عملية جراحية لزراعة القرنية. وهي ضمن الخمس دول الأوائل في إنتاج أدوية السرطان. وتحتل المرتبة الواحدة والعشرين في العالم في نشر المقالات العلمية والمرتبة الرابعة في مقالات نانوتكنولوجي بأكثر من تسعة آلاف مقالة وهي أيضًا ضمن الخمس دول المتقدمة في مجال الطاقة النووية. 

العلاقات الإيرانية التونسية

أما في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين إيران وتونس، قال حسينيان إن إيران من البلدان الأوائل التي اعترفت باستقلال تونس في سنة 1956، وتم فتح السفارة في سنة 1957. ويعود تاریخ العلاقات الثنائية إلی ما قبل سبعين سنة.

وأوضح أنه في السنة الراهنة شهدت العلاقات الثنائية تطورًا مهمًا وإيجابيًا، وبعد ستين سنة من زيارة الرئيس الراحل بورقيبة زار الرئيس قيس سعيد العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في تشييع جثمان الرئيس الشهيد رئيسي وجرى اللقاء التاريخي والمهم بينه وبين الإمام الخامنئي.

وأردف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تثمن الموقف المشرف للرئيس التونسي حيال القضية، إذ أكد أن التطبيع خيانة عظمى وحق الشعب الفلسطيني ان تكون له حكومة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وما جری خلال الأشهر الأخيرة في غزه أثبت صدقية مواقف الرئيس التونسي أن الكيان لا يعترف بأي قانون دولي ولا أي قواعد أخلاقية أو إنسانية.

وشدد على السياسات الخارجية الإيرانية المستقلة والفعّالة والمؤثرة والمتوازنة والدیناميكية في طريق الأمن الجماعي ورفع التوتر ومكافحة الإرهاب والعدالة والسلام والثبات والسيادة للشعوب وسياسة بسط وتعميق علاقات الصداقة والود في جميع المجالات خاصة الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول الإسلامية وكل العالم.

تونس

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم