إنا على العهد

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية تهتم بالسياسات الأميركية تجاه إيران ودول العالم
17/02/2025

الصحف الإيرانية تهتم بالسياسات الأميركية تجاه إيران ودول العالم

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الاثنين 17 شباط 2025، بالقضايا العالمية المؤثرة في الوضع الإيراني الداخلي والخارجي، لا سيما سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة في الضغط الأقصى على إيران. كما اهتمت بالسياسات الأميركية تجاه دول العالم؛ لا سيما الأوروبية.

تردد ترامب وراء الحاجز الإيراني

في هذا الصدد، كتبت صحيفة جام جم: "في الأيام التي يتحدث فيها المسؤولون الأميركيون والصهاينة في "تل أبيب" ضد التهديد الموجه لإيران، انتشرت أنباء عن محاولة المملكة العربية السعودية التوسط بين طهران وواشنطن. وهذه المصادفة، أكثر من أي شيء آخر، تشير إلى ارتباك أميركا في مواجهة إيران وتكرار الاستراتيجية الفاشلة"، قائلةً: "لقد فشلت سياسة العصا والجزرة المتكررة التي استخدمتها الولايات المتحدة، على مدى العقود الماضية، لتغيير سلوك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كل مرة". وتابعت: "بناء على ذلك، وصلت السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران، مرة أخرى، إلى نقطة التناقض والارتباك، وعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي سبق أن وصف إيران بالقوية، إلى سياسة التهديد والعقوبات مرة أخرى".

أضافت الصحيفة: "تأمل الرياض في استغلال علاقتها الوثيقة مع ترامب لتمهيد الطريق لمحادثات نووية جديدة، وتسعى السعودية، في السنوات الأخيرة، وفقًا لسياسة متوافقة تمامًا مع الولايات المتحدة و"إسرائيل" ضد إيران، الآن إلى تخفيف التوترات مع طهران بسبب التغيير في أولويات سياستها الخارجية". ورأت أن الرياض، والتي لم تعد راغبة في مواجهة إيران، بشكل مباشر، ترى في أي صراع جديد تهديدًا للاستقرار الإقليمي ومصالحها الاقتصادية، ومع ذلك، المشكلة بين إيران والولايات المتحدة لا تتمثل بغياب الوسيط، وما يمنع حاليًا الحوار والتفاعل بين إيران والولايات المتحدة هو جدار عدم الثقة العالي الذي بُني بسبب الإجراءات الأحادية الجانب التي اتخذتها الولايات المتحدة، وخاصة انسحابها من الاتفاق النووي. 

كما أكدت الصحيفة أن سياسة العصا والجزرة التي عادت الولايات المتحدة لاستخدامها ضد إيران ليست أكثر من نسخة متكررة وغير فعّالة، فعلى مدى العقود الماضية، حاولت واشنطن مرارًا وتكرارًا إجبار إيران على تغيير مسارها من خلال مزيج من الضغوط والعقوبات والتهديدات العسكرية، وفي الوقت نفسه عروض المفاوضات. لكن الحقيقة هي أن كل مرة تطبق هذه السياسة لا تسفر إلا عن تعزيز موقف إيران وزيادة قوة الردع لدى الجمهورية الإسلامية. وكان المثال الواضح على هذا الفشل سياسة الضغط الأقصى التي انتهجها ترامب خلال ولايته الأولى، حين انسحب الأميركي من الاتفاق النووي على افتراض أن إيران سوف تضطر إلى إعادة التفاوض وتقديم المزيد من التنازلات تحت الضغط الاقتصادي. ولكن في النهاية، لم ترفض إيران التفاوض فحسب؛ بل زادت أيضًا من مستوى تخصيب اليورانيوم وأحرزت تقدمًا جديدًا في برنامجها النووي، والآن يسلك ترامب المسار نفسه مرة أخرى.

انفصال أوروبا عن أميركا: هل تحل الصين محلّ أميركا؟ 

بدورها، قالت صحيفة كيهان: "لقد أصبح مؤتمر ميونيخ للأمن، والذي استمر يومين هذا العام، الساحة الرسمية للعرض المكثف للاختلافات بين أوروبا والولايات المتحدة، إلى الحد الذي أطلق عليه الخبراء وصف الطلاق السياسي بين الولايات المتحدة وأوروبا". ولفتت الصحيفة إلى أن العالم يشهد أشد أزمة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، ومرة أخرى نستطيع التأكيد أن أميركا لن ترحم حلفاءها إذا كانت مصالحها على المحك". وأضافت الصحيفة أن إصرار ترامب على تجاوز أوروبا وتجاهلها في حرب أوكرانيا، وإصراره على فرض رسوم جمركية باهظة عليها، وطلبه من حكومات حلف شمال الأطلسي الأوروبية تقديم ضمانات أمنية لكييف وزيادة ميزانياتها العسكرية، إلى جانب تدخله في الشؤون الداخلية للحكومات الأوروبية، والذي بلغ ذروته في خطاب جي دي فانس في اليوم الأول من مؤتمر ميونيخ للأمن، أثار غضب الحكومات الأوروبية وأحبطها حتى الخوف.

وأوضحت الصحيفة أن نائب ترامب شكك في هذا الاجتماع رسميًا في الديمقراطية الأوروبية، وأعلن أن المظلة الأمنية والعسكرية الأميركية لا يمكن أن تبقى مفتوحة فوق أوروبا إلى الأبد. وتابعت: "في الوقت نفسه، تصريحات كيث كلوج الممثل الخاص لترامب في أوكرانيا، والذي قال إن الاتحاد الأوروبي لن يكون له مكان في محادثات السلام الأوكرانية، وضعت المسؤولين الأوروبيين أمام خيار صعب وهو الاستمرار في التسامح مع هذا الإذلال أو اعتماد سياسة أوروبية مستقلة!".

كما أشارت الصحيفة إلى أن المحللين والخبراء الغربيين رأوا أن أحداث مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام شكلت نقطة تحول في العلاقات بين الجانبين، وأن الوقت قد حان لأوروبا للخروج من مظلة الدعم الأميركية وتقديم سياسة أوروبية مستقلة. ويقال إن اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب بشأن أزمة أوكرانيا من المقرر أن يعقد في السعودية، خلال الأيام المقبلة، ولا أنباء عن دعوة من الاتحاد الأوروبي أو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه لحضور الاجتماع، ولم يدعيا إلى هذه المفاوضات، وهذا الأمر أجبر القادة الأوروبيين على عقد اجتماع طارئ.

الهدوء الذي يسبق العاصفة في "تل أبيب"

من جهتها، ذكرت صحيفة "رسالت" أن القاضي يتسحاق أميت بدأ عمله رسميًا بصفته رئيسًا جديدًا للمحكمة العليا "الإسرائيلية"، ولديه سجل مثير للإعجاب في مواجهة حكومة بنيامين نتنياهو".  وقالت: "بعد سبعة عشر شهرًا من التأخير، انتخب القاضي الليبرالي إسحاق أميت رئيسًا جديدًا للمحكمة العليا في "إسرائيل"، وقد أقيم حفل تنصيبه أمس في مقر إقامة الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوج. ولأول مرة في تاريخ الكيان "الإسرائيلي"، قاطع رئيس الوزراء ووزير العدل حفل التنصيب ولم يحضراه، ويدل هذا السلوك على استياء شديد في حكومة نتنياهو من اختيار أميت رئيسًا جديدًا للمحكمة العليا، وعليه، يجب أن ننتظر مرحلة جديدة من مواجهة الائتلاف الحاكم مع المحكمة العليا، وخاصة في مجالي الإصلاحات القضائية وتشكيل لجنة تقصي الحقائق لمرتكبي هزيمة 7 تشرين الأول/أكتوبر."

تابعت الصحيفة: "خلال الحرب، تجنب نتنياهو مرارًا وتكرارًا تحمل أي مسؤولية عن هزائم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مؤجلًا الإجابة عن هذه الأسئلة إلى ما بعد الحرب، والآن، مع التوصل إلى وقف إطلاق النار واستمراره بعد التحدي الأخير الذي استمر يومين، فضلًا عن انتخاب رئيس جديد للمحكمة العليا، يُرسل الأساس الضروري لتشكيل لجنة التحقيق". وأردفت: "في هذا الصدد، طلبت حكومة نتنياهو الأسبوع الماضي من المحكمة العليا تأجيل أي قرار بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق لمدة ثلاثة أشهر، ولم ترد المحكمة العليا على هذا الطلب حتى الآن، وعلى وجه التحديد، فإن المشتبه بهم الرئيسيين في مثل هذه اللجنة هما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب آنذاك يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسلي هاليفي". وختمت الصحيفة: "في النهاية، يبدو أن تنصيب أميت رئيسًا للمحكمة العليا سيمهد الطريق لتكثيف الخلافات والانقسامات بين الأجهزة الحاكمة في الكيان الصهيوني".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل