إنا على العهد

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: "كامب ديفيد" على حافة الهاوية
18/02/2025

الصحف الإيرانية: "كامب ديفيد" على حافة الهاوية


اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 18 شباط 2025 بالتطورات الحاصلة في الدول الإقليمية لا سيما السياسات الأميركية المتعلّقة بغزّة، والتي أدت إلى تصاعد إشارات التوّتر بين مصر والكيان الصهيوني.

كما اهتمّت برصد السياسات الأميركية العدائية تجاه أوروبا أيضًا.

تكرار مشهد إذلال "إسرائيل" في "نتساريم"

بداية مع صحيفة رسالت التي كتبت إن "انسحاب الجيش "الإسرائيلي" من محور "نتساريم" ليس عملًا عسكريًا فحسب، بل له أبعاد استراتيجية مهمة، ويظهر أن شعب غزّة ومقاومتها استطاعا فرض معادلاتهما. وكان ذلك في الوقت الذي قالت فيه "إسرائيل" إنها لن تترك هذا المحور تحت أي ظرف من الظروف. وكانت وسائل إعلام عبرية قد أكدت أن محور "نتساريم" يشكّل عنصرا مهما في الطموح "الإسرائيلي" للعودة إلى بناء المستوطنات شمال قطاع غزّة".

وتابعت "خلال الحرب التي استمرت أكثر من 15 شهرًا، نجح الجيش "الإسرائيلي" في قطع الاتّصال بين شمال قطاع غزّة وجنوبه من خلال هذا المحور، وأراد تقسيم شمال قطاع غزّة إلى قسمين وقطع الاتّصال بين مدينة غزّة ومحافظة غزّة الشمالية بشكل كامل، إلا أن هناك بعض النقاط البارزة في انسحاب الجيش "الإسرائيلي" من هذا المحور المهم؛ وجاء ذلك بعد أن أكدت "إسرائيل" ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه باستمرار أن القوات الإسرائيلية لن تتراجع عن هذا المحور".

وفق الصحيفة، كان محور "نتساريم" قضية رئيسية في جميع جولات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة طوال الحرب؛ لأن جميع الأطراف كانت تعتقد أن من يسيطر على هذا المحور سوف يحكم غزّة بعد انتهاء الحرب. وقد يظن البعض أن هذا المحور هو مجرد ممر أنشأته "إسرائيل" خلال الحرب لفصل شمال قطاع غزّة عن جنوبه؛ ولكن الحقيقة أكثر تعقيدًا وأهمية من هذا. والواقع أن النظام الصهيوني كان ينظر دومًا إلى محور "نتساريم" باعتباره ورقة مهمّة في المفاوضات لضمان عدم إنشاء كيان مستقل تابع لحماس في غزّة بعد الحرب.

ولفتت الى أن " المقاومة الفلسطينية اعتبرت هذا المحور دائمًا نقطة استراتيجية، ولهذا السبب أكدت في كلّ مفاوضات على ضرورة انسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من هذا المحور، وكانت المقاومة تعلم جيّدًا أنه إذا استمرت هذه الحرب فإن "إسرائيل" ستستغل محور "نتساريم" للبحث عن فرصة للسيطرة على قطاع غزّة. ويعد محور "نتساريم" بوابة للميناء الذي خططت له إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، والذي كان من المقرر بناؤه على ساحل غزّة بالقرب من منطقة الشيخ عجلين".

وختمت "يبدو أن إدارة بايدن سعت إلى بناء هذا الميناء بهدف تسريع تسليم المعدات والمساعدات العسكرية للجيش "الإسرائيلي"، وضمان التدخل الأميركي الفوري في شؤون غزّة إذا لزم الأمر، وضمان التواصل الدائم بين القواعد العسكرية "الإسرائيلية" والأميركية في المنطقة، لكن أحد الأسباب المهمّة لاهتمام أميركا بهذا المحور هو أنه يسهل السيطرة على حقل غاز غزّة، وأهميته الاقتصادية لا تقل عن أهميته العسكرية والسياسية".

طلاق أوروبا من أميركا 

بدورها، كتبت صحيفة "همشهري": "دورة هذا العام من مؤتمر ميونخ كانت بمثابة كابوس بالنسبة للأوروبيين. وهذا جزء من التصريح الذي أدلى به كريستوف هاوسغن، رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، ردًا على تصريحات المسؤولين الأميركيين في الاجتماع، والتي تركت الزعماء الأوروبيين في حالة صدمة كاملة.  ويعتقد معظم المراقبين، مستشهدين بانتقادات شديدة من المسؤولين الأميركيين في إدارة دونالد ترامب، بما في ذلك وزير الدفاع والنائب الأول للرئيس، أن مؤتمر ميونيخ أصبح ساحة لعرض الخلافات الشديدة بين الحلفاء القدامى: الولايات المتحدة وأوروبا".

وتابعت "رغم أن التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الأميركي قبل أيام، بما في ذلك معارضته الصريحة لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، والتي أثارت غضب الزعماء الأوروبيين، إلا أن ما أشعل نار التوّتر بين الحلفاء القدامى كان خطابًا لمدة 10 دقائق ألقاه جي دي فانس، النائب الأول للرئيس ترامب، وفي هذا الخطاب، تخلّى فانس عن المعايير المعتادة للتصريحات الدبلوماسية. وكانت قضية السلام في أوكرانيا أيضًا من بين الخلافات الواضحة بين الزعماء الأوروبيين وإدارة ترامب في مؤتمر ميونيخ. وقد انكشف هذا الاختلاف بشكل واضح عندما استبعد كيث كيلوغ، مبعوث ترامب إلى أوكرانيا في ميونيخ، إمكانية المشاركة الأوروبية في محادثات السلام التي ستستضيفها السعودية، قائلًا إن الولايات المتحدة ستعمل وسيطًا في المفاوضات، وأن أوكرانيا وروسيا ستكونان الطرفين الرئيسيين في هذه المفاوضات".

وأشارت الى أن "إدارة ترامب، والتي لا يمكن الدفاع عنها، شجعت الآن نشطاء اليمين المتطرّف مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، وبطريقة شريرة للغاية، ودمرت فكرة الغرب الذي يتقاسم القيم الأساسية. وفقًا للمراقبين، فإن القنبلة التي فجرها ترامب في مؤتمر ميونيخ حول الانسحاب من محادثات السلام في أوكرانيا أثارت تساؤلات خطيرة لدى الأوروبيين حول كيفية التعامل مع مثل هذا الشريك غير الموثوق به".

"كامب ديفيد" على حافة الهاوية

من جهتها، كتبت صحيفة "جام جم": "تشكّل منطقة غرب آسيا مختبرًا مضطربًا لنظريات العلاقات الدولية. وتشهد هذه المنطقة مرة أخرى تغيرات وتطورات تتحدى الأسس والافتراضات النظرية الراسخة. وفي الأيام الأخيرة، أصبحت العلاقات بين مصر والنظام الصهيوني، الذي وقع على اتفاقية كامب ديفيد قبل نحو نصف قرن من الزمان، محط اهتمام".

وقالت "الآن ألقت علامات عدم الثقة والتوتّر، بل وحتّى التهديد بالصراع العسكري، بظلال ثقيلة على هذه العلاقة، مما يدل بوضوح على أن السلام مع الصهاينة ليس قابلًا للاستمرار. إن أحد الافتراضات الأساسية هو عدم اليقين بشأن نوايا الجانب الآخر. ويؤدي هذا الغموض إلى خلق أجواء من عدم الثقة ويدفع الحكومات إلى زيادة قوتها وتعزيز قدراتها العسكرية. وينطبق هذا المبدأ حتّى على مصر والنظام الصهيوني، ولا يزال كلّ منهما يعتبر تهديدًا أمنيًا للآخر". 

وتابعت: "أثر هجوم طوفان الأقصى الكبير في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والهجمات "الإسرائيلية" العنيفة التي تلته على غزّة، بشكل خطير على العلاقات المصرية الإسرائيلية. ومن وجهة النظر المصرية، فإن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها "إسرائيل" في غزّة جلبت تهديدات أمنية جديدة إلى البلاد. لقد أدى تقدم القوات الإسرائيلية نحو ممر فيلادلفيا، وهو محور حدودي ضيق بين مصر وقطاع غزّة، إلى زيادة مخاوف القاهرة بشأن احتمال تدفق اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية. إن ممر فيلادلفيا منطقة إستراتيجية كانت ذات أهمية خاصة بالنسبة لمصر منذ فترة طويلة. إن السيطرة الصهيونية على هذه المنطقة تعنى أن هذه الدولة لديها السيطرة الكاملة على حدود غزّة وتحد من قدرة مصر على الوصول إلى هذه المنطقة. وتخشى القاهرة من أن تستغل "إسرائيل" هذا الوضع للضغط على الفلسطينيين وإجبارهم على الهجرة إلى مصر. وهذا السيناريو بالطبع غير مقبول بالنسبة لمصر لأنه يهدّد أمن حكام البلاد ويؤدي إلى تفاقم مشاكلها". 

وأضافت "ردًا على هذه التهديدات، عززت مصر وجودها العسكري في المناطق الحدودية مع الصهاينة. وأرسل نشر الدبابات والطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة رسالة واضحة للنظام مفادها أن مصر مستعدة للدفاع عن مصالحها الوطنية، لكن هذه الإجراءات قوبلت بالقلق والتشكك في "تل أبيب". ويعتقد بعض المسؤولين "الإسرائيليين" أن مصر ترسل إشارة حرب، وتسعى إلى زعزعة توازن القوى في المنطقة". 

ويرى بعض المحللين، بحسب الصحيفة، أن الأزمة الحالية قد تكون فرصة تاريخية لمصر للتحرر من نير أميركا واستعادة استقلالها وإرادتها. وبحسب هؤلاء المحللين، فإن مصر قادرة على تأمين مصالحها الوطنية بشكل أفضل من خلال تبني سياسة خارجية أكثر استقلالية وتنوعًا.

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة