إنا على العهد

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية تهتم بموضوع العلاقات مع الجوار ولقاء الإمام الخامنئي بأمير قطر
20/02/2025

الصحف الإيرانية تهتم بموضوع العلاقات مع الجوار ولقاء الإمام الخامنئي بأمير قطر

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 20 شباط 2025 بزيارة أمير قطر إلى الجمهورية الإسلامية، وآفاق التعاون بين البلدين، كما اهتمت أيضًا بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدولية، لا سيما انقلابه على النظام العالمي الجديد، والعلاقات التاريخية بين أميركا وأوروبا.

التمرد على النظام العالمي

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة إيران: "إذا كان العالم لا يزال يعاني من الصدمة والرعب اللذين أحدثتهما السياسة الخارجية لترامب، فربما يجدر بنا أن نقول، كما قال رونالد ريجان ذات مرة: "إنكم لم تروا شيئًا بعد"".

وقالت "إن موافقة الرئيس الأميركي على إنجازات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأرض في أوكرانيا، وإدانة أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، أمر مفاجئ للغاية وكابوسي بالنسبة لأوروبا. ولفتت إلى أنه "بالنسبة للرئيس الأميركي، الذي يتوق إلى الاستيلاء على غرينلاند، وضم كندا باعتبارها الولاية رقم 51، والاستيلاء على غزة وتحويلها إلى ريفييرا شرق أوسطية، فإن الاستحواذات الإقليمية التي قامت بها روسيا الاتحادية في أوكرانيا تشكل حدثًا مثيرًا".

وتابعت أن ترامب لم ينظر إلى الأحداث في سورية ما بعد بشار الأسد باعتبارها شيئًا آخر غير الطموحات الإقليمية للرئيس التركي، فقبل أن يستقر في البيت الأبيض، قال إن "أردوغان شخص ذكي للغاية، لقد أرادوها من آلاف السنين، والآن استولى على سورية".

وأضافت: "بعد أن أجرت وفود دبلوماسية أميركية وروسية رفيعة المستوى محادثات في السعودية بشأن السلام، وفي محادثات استُبعدت منها أوكرانيا، قدمت موسكو وواشنطن خطة من ثلاث مراحل تتضمن وقف إطلاق النار، وإجراء انتخابات في أوكرانيا، وتوقيع اتفاق سلام نهائي، وقد انتقد ترامب بشدة زيلينسكي بعد لقاء مسؤولين أميركيين مع روسيا، ووصف الرئيس الأوكراني بأنه غير كفء". 

وأكدت أن تصريحات ترامب التي حدد فيها أوكرانيا كمبادر للحرب، من شأنها أن تزيد من المخاوف بين أوكرانيا وحلفاء أميركا، إذ تثير هذه المخاوف احتمال أن تكون إدارة ترامب قد انحازت فعليًا إلى موسكو. 

ورأت أن الرئيس الأميركي يبدو مستعدًا، كما ادعى، لإسقاط السياسة الخارجية التي انتهجتها واشنطن منذ 80 عامًا، وهذا التغيير، الذي تجلى بشكل واضح في المحادثات مع روسيا في الرياض، يرمز إلى نهج ترامب الأكثر عمومية تجاه الاستراتيجيات الكبرى والمهيمنة للدبلوماسية الأميركية، والتي يسعى الآن إلى إعادة تعريفها، وتشكيل العلاقات الدولية المبتكرة، وإعطاء الأولوية للمصالح الوطنية الأميركية بطريقة مختلفة عن الرؤساء السابقين.

وقالت: "إذا نجح، فإن دونالد ترامب قد يتحدى أسس النظام الدولي الذي تم إنشاؤه بعد مؤتمر فيينا عام 1815، وهو نظام تشكل في أوروبا بعد الحروب النابليونية وأنشأ توازنًا بين القوى العظمى في ذلك الوقت، والآن اتخذ أحد التجار في نيويورك من مجد نابليون بونابرت نموذجًا لعمله في عودته إلى البيت الأبيض".

وشددت على أن التغييرات في السياسة الخارجية في ظل حكم ترامب تعني أن أي رواية دبلوماسية مهيمنة تحكم البنية الأميركية خلال العقود القليلة الماضية يجب أن تكون موضع تساؤل، ويجب القضاء عليها، ويجب تنفيذ نقيضها، إذ ينبع نهج ترامب تجاه أوكرانيا من هذا المنظور.

وأشارت إلى أن ترامب لا يريد إعادة تعريف العلاقات التجارية مع جميع دول العالم فحسب، بل يريد أيضًا أن يغير العالم سياساته الخارجية للتكيف مع نهاية السلام الأميركي (النظام العالمي القائم على المعايير الليبرالية للحلم الأميركي)".

التهديد بالتفاوض والتهديد بالعقوبات

من جانبها، قالت صحيفة وطن أمروز إن: "المفاوضات مع الولايات المتحدة ليست حلًا لمشاكل إيران، بل أصبحت أداة لزيادة الضغوط الأمنية والاقتصادية والسياسية، فقد استخدمت الولايات المتحدة المفاوضات دائمًا كأداة تكتيكية لممارسة الضغط، وفرض الشروط الأحادية الجانب، بينما تهدف هذه التكتيكات، وخاصة في المجالات النووية والسياسية والأمنية، إلى جمع المعلومات الاستراتيجية، وإضعاف قوة إيران، وخلق حالة من عدم الاستقرار الداخلي". 

ولفتت إلى أن التجربة التاريخية للمفاوضات النووية، وخاصة الاتفاق النووي، تشير إلى أن إيران حاولت التوصل إلى اتفاق من خلال تقديم تنازلات واسعة النطاق، لكن الجانب الأميركي انسحب من الاتفاق دون أن يتكبد أي ثمن وفرض عقوبات جديدة على البلاد.

ورأت أن هذه الحقيقة تظهر بوضوح أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يؤدي إلى تخفيف الضغوط، بل سيؤدي أيضًا إلى تصعيدها وفرض شروط غير مؤاتية، إذ تستخدم الولايات المتحدة مجموعة من التكتيكات الأمنية والدبلوماسية في المفاوضات، هدفها الرئيسي ليس فقط فرض شروطها على إيران، بل أيضًا استغلال مكانة البلاد لتحقيق أهداف استراتيجية على المستوى العالمي، ومن أهم هذه الأساليب خلق الاستقطاب والانقسام الداخلي بين النخب الإيرانية.

وأضافت: "من خلال ممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية والإعلامية، تعمل الولايات المتحدة على خلق أجواء من عدم الثقة وعدم اليقين داخل البلاد، وهو ما قد يؤدي إلى خلق انقسامات بين الجماعات السياسية والمؤسسات الأمنية في إيران وإضعاف سلطة صنع القرار، وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم الولايات المتحدة المفاوضات كأداة لجمع المعلومات الاستراتيجية". 

وأردفت: "خلال هذه المفاوضات، تستطيع الولايات المتحدة الحصول على معلومات حساسة حول القدرات النووية الإيرانية، والبنية الأساسية الاقتصادية، والسياسات الكلية، والانقسامات الداخلية، واستخدامها لتصميم ضغوط مستهدفة وعقوبات أكثر دقة". 

وتابعت أن "هذه المعلومات تؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف القوة الاقتصادية والأمنية لإيران، علاوة على ذلك، تعمل الولايات المتحدة، باستخدام التهديدات العسكرية والعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المتعددة الأطراف، على وضع إيران في موقف من العزلة الدولية من أجل خلق الظروف التي ستجبر البلاد على قبول شروط أحادية الجانب، بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية والعسكرية، استخدمت الولايات المتحدة بشكل متواصل أدوات الحرب السيبرانية والمعرفية لاستهداف البنية التحتية الحيوية لإيران، ونشر المعلومات المضللة، وتغذية إمكانية اندلاع انتفاضة داخل البلاد".

زيارة أمير قطر والفرص المستقبلية

بدورها، ذكرت صحيفة جام جم أن زيارة أمير قطر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكتسب أهمية كبيرة من نواحي كثيرة في ظل الوضع الحساس الراهن في غرب آسيا والخليج العربي.

وأوضحت: "من ناحية، نشهد تصاعد الحديث عن مفاوضات إيران مع الغرب وأميركا، ومن ناحية أخرى، نشهد تطورات مثل تبادل الأسرى في غزة والانسحاب الصهيوني من لبنان، وعلى صعيد العلاقات الثنائية، ونظرًا لتصريحات آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن العلاقات بين إيران وقطر يمكن أن تكون نموذجًا للدول الأخرى، فإن هذه الزيارة تظهر الاستمرارية غير القابلة للتزعزع للعلاقات الوثيقة بين الدوحة وطهران".

وقالت: "نظرًا للمنافسة بين دول الخليج العربي وحقيقة أن كل منها يحاول زيادة حصته من الحجم الكبير للعلاقات بأي طريقة ممكنة، فإن قطر يمكن أن تكون وسيلة جيدة للعديد من التعاونات وزيادة حصتنا من الحجم المذهل للعلاقات الاقتصادية في هذه المنطقة". 

ولفتت إلى أن هناك قضية أخرى بطبيعة الحال، وهي الوضع المتعلق بغزة، نظرًا لمركزية قطر ومصر في مفاوضات وقف إطلاق النار الفلسطينية، وهو الموضوع الذي من المؤكد أن يناقشه المسؤولون من البلدين، وخاصة أن قطر كانت منذ فترة طويلة أحد مقرات حماس.

أضافت: "لكن في ما يتعلق بالتكهنات التي تسمع حول قيام القطريين بالوساطة بين إيران والولايات المتحدة، فيجب القول إن إيران أكدت مرارًا وتكرارًا عبر مسؤوليها المختلفين أننا لسنا ضد مبدأ المفاوضات، ولكن يجب أن تجري المفاوضات على قدم المساواة والاحترام، فالمفاوضات في ظل العقوبات لا معنى لها، ومن الجدير بالذكر أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف تطالب في المفاوضات بالتأكيد على الحقوق التي انتزعت من الشعب الإيراني، وليس الأمر كما يظن الغرب أنه في وضع يسمح له بالمطالبة بهذه الحقوق، لأنهم نكثوا بوعودهم، وتخلوا عن المفاوضات، ومارسوا الضغوط".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة