الخليج والعالم
معركة على تعيين شخصية في البنتاغون قد تحدد وجه سياسة الحزب الجمهوري
كتب Andrew Day مقالة نُشرت على موقع The American Conservative تحدث فيها عن انقسامات تظهر داخل الحزب الجمهوري في مجال السياسة الخارجية، وذلك على خلفية تعيين المدعو Eldridge Colby في منصب مستشار "البنتاغون" للشؤون السياسية.
وقال الكاتب "إنه لو جرى المصادقة على تعيين Colby فسيتولى الأخير ملفات ذات أهمية بالغة لـ "الأمن القومي" الأميركي". كما أضاف أن "المعركة على تعيين Colby قد تحدد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعتمد نهج "ضبط النفس" على المسرح العالمي، أم أنها ستتمسك باستراتيجية الهيمنة العالمية التي لا تنسجم وعصر التعددية القطبية".
ووصف الكاتب Colby بـ "الواقعي المحافظ" الذي يرفض نهج "المحافظين الجدد" وغيرهم من "المعسكرات المتشددة"، وبأنه "يدعم منع الصين من أن تهيمن على آسيا، وردع غزو تايوان"، وفق توصيف الكاتب.
وتابع قائلًا إن "مواقف Colby أثارت جدلًا داخل معسكر "الصقور" المعادين لروسيا وإيران، وذلك كون وضع الأولوية للصين يعني إبعاد الموارد عن أوروبا والشرق الأوسط".
كذلك لفت الكاتب إلى أن "بعض المشرعين الجمهوريين مثل السيناتور Tom Cotton أعربوا خلف الكواليس عن اعتراضهم على تعيين Colby، وذلك بحسب ما كشفت تقارير جديدة". وأوضح أنّ "هؤلاء يطرحون أسئلة حول مواقف Colby حيال إيران، وخاصة رأيه أن أميركا تستطيع أن تقوم بـ "احتواء" طهران، حتى وإن امتلكت الأخيرة سلاحًا نوويًا"، على حد تعبيره.
غير أنه أشار، في المقابل، إلى أن هناك من يدعم Colby داخل الحزب الجمهوري، لافتًا إلى ما كتبه نائب الرئيس J.D Vance عن أن Colby "تبنّى الموقف الصحيح دائمًا في أهم الملفات الخارجية خلال الأعوام العشرين الماضية".
كذلك استشهد الكاتب بمقالة كتبها دونالد ترامب الإبن قبل أيام أعرب فيها عن دعمه لـ Colby، إذ قال أن الأخير "يتبنّى مواقف تنسجم ومصالح الشعب الأميركي بعيدًا عن تعبيرات مثل "النظام العالمي القائم على القواعد" أو "نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط"".
كما أشار الكاتب إلى تأكيد ترامب الإبن على أن "تعيين Colby ضروري"، إذ أن "والده كان محاطًا في ولايته الأولى بشخصيات تظاهروا بأنهم يتفقون معه، لكنهم قوّضوا أهدافه وراء ظهره".
ورأى الكاتب أن "كلام ترامب الإبن في محله"، مشيرًا إلى أن "جون بولتون أعدّ سياسة متشددة حيال إيران عندما كان مستشار ترامب للأمن القومي (في ولاية ترامب الأولى)"، مضيفًا أن "سياسة بولتون هذه كانت تتعارض ورفض ترامب للحروب الأبدية".
كذلك لفت إلى أن وزير الخارجية الأميركية السابق مايك بومبيو "أعدّ استراتيجية معادية للصين قوّضت مساعي ترامب للتعايش مع بيكن". وأضاف أن "الموفد إلى سوريا James Jeffrey مارس المماطلة في موضوع سحب القوات حيث قام بخداع القادة الكبار حول عدد الجنود المتبقين في البلاد".
ورأى الكاتب أن "Colby سيكون أكثر استعدادًا لتنفيذ أجندة ترامب الرئاسية مقارنة مع الشخصيات المؤيدة للحروب التي كانت في إدارة ترامب الأولى".
هذا، ونبّه الكاتب من أن "اللوبي "الإسرائيلي" لا يرى في Colby شريكًا يمكن الاعتماد عليه"، مشيرًا إلى تقارير نُشِرت مؤخرًا أفادت بأن مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى كتب رسالة إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أعرب فيها عن مخاوف حقيقية من Colby.
واعتبر الكاتب أن "الأصوات المعارضة لـ Colby على الأرجح لديهم طموحات تذهب أبعد من منع تعيينه"، إذ أن "الصقور قد يرون في موضوع تعيين Colby الفرصة الأخيرة الأفضل لإحباط أجندة ترامب التي تُسمّى "أميركا أولًا"، وذلك في الوقت الذي يمهد فيه ترامب للدبلوماسية مع روسيا وإيران". ولفت إلى أن "ترامب يملك تفويضًا لإنهاء الحروب التي اندلعت خلال عهد بايدن ومنع نشوب حرب عالمية ثالثة"، مذكرًا بأن ترامب تقدم بمثل هذه الوعود خلال حملته الانتخابية.
وفي الختام قال الكاتب إنّ "الخلاف حول تعيين Colby لا يتمحور فقط حول منصب في البنتاغون، وإنما يعكس معركة مصيرية حول ما إذا كان الحزب الجمهوري سيتخلى عن سياسات المحافظين الجدد".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
20/02/2025