إنا على العهد

الخليج والعالم

كيف يستفيد البنتاغون من "هوليوود"؟
28/02/2025

كيف يستفيد البنتاغون من "هوليوود"؟

قالت الكاتبة في موقع Responsible Statecraft أشلي غيت إن العديد من الأفلام التي ستتنافس على نيل جائزة الأوسكار يوم الأحد المقبل (عندما يقام حفل توزيع الجوائز)، ما كانت أنتجت من دون دعم المؤسسة العسكرية الأميركية.

وفي مقالة لها، أشارت الكاتبة إلى أن البنتاغون ساهم في إنتاج أكثر من 2500 فيلم وبرنامج تلفزيوني حربي، وما يزال يساهم بمعدل 7 مشاريع أفلام وأكثر من تسعين مشروع من الأفلام القصيرة والبرامج التلفزيونية كل سنة.

وبحسب غايت، Roger Stahl الذي يرأس قسم دراسات الاتصالات وهو منتج وثائقي "مسارح الحرب"، توقّع تلقّي نسبة تتراوح بين ثلث ونصف الأفلام الضخمة دعمًا عسكريًا.

وأضافت "هناك تقرير جديد أعدّه مشروع "أثمان الحرب" (Costs of War)، سلّط الضوء على الأشكال العدة التي يجري من خلالها غمر الاميركيين بمشاريع ثقافية تروج للقوة العسكرية، ويُفسّر كيف يساهم الشعب الأميركي من دون قصد بتمويل الحملة الدعائية العسكرية التي ترتدي لباس الترفيه.

=وأشارت الكاتبة إلى أن ميزانية الفيلم عادة ما تتراوح بين 50 و150 مليون دولار، بينما تبلغ قيمة طائرة واحدة من طراز F-35 ما يزيد عن 80 مليون دولار. وعليه نبهت إلى أن منتجي الأفلام لا يستطيعون تحمل تكلفة وتشغيل الطائرات العسكرية والدبابات وحاملات الطائرات دون دعم مالي كبير من البنتاغون.

كذلك قالت إن الشراكة مع البنتاغون يسمح لاستوديوهات التصوير بالاستفادة من التكنولوجيات والموظفين لتشغيلها، بالإضافة إلى التصوير في مواقع عسكرية والاستفادة أيضًا من ضباط اميركيين.

الكاتبة نبّهت إلى أن هذه الشراكة تأتي مع ثمن، فمقابل الاستفادة من الموظفين العسكريين والمعدات العسكرية، يتعين على منتجي الأفلام الالتزام بسياسة البنتاغون بحيث يكون للأخير كلمة الفصل حول سيناريو الفيلم، وأردفت "هذا التعاون دائمًا ما يتطلب تغيير السيناريو بحيث يجري تعديل الأحداث التاريخية".

وذكّرت في هذا السياق بفيلم Godzilla الذي صدر عام 2014، حيث كان من المقرر في البداية أن ينتقد هذا الفيلم استخدام الجيش الأميركي للأسلحة النووية، إلّا أنه جرى قلب السيناريو بحيث ان Godzilla – وهو وحش عملاق—يصبح أكثر قوة بواسطة صاروخ نووي، ويساند فيما بعد من قبل الجيش الأميركي.

وأوضحت أنه جرى حذف ما ذكر في السيناريو الأصلي عن قصف Hiroshima وNagasaki (في اليابان)، وذلك بعدما هدد البنتاغون بحسب دعمه للفيلم.

وتابعت: "Godzilla هو واحد من الأفلام العدة التي يجري الاستفادة منها من أجل مساعدة البنتاغون على تلميع صورته.. فيلما Zero Dark Thirty (الذي يروي قصة قتل أسامة بن لادن) وAmerican Sniper يمجّدان الجيش والاستخبارات الأميركية، بينما تقدّم صورة نمطية للشعبين الأفغاني والعراقي وتقلّل من إنسانيّتهم".

وبيّنت الكاتبة أن البنتاغون يقوم بحجب الدعم عن الأفلام التي تقوم بدراسة الثمن البشري للحروب الأميركية، أو التي تصور جرائم الحرب التي ارتكبها عسكريون اميركيون، وسمت في هذا السياق أفلام مثل Platoon وIn the Valley of Elah الذي رشح لجائزة أوسكار عام 2008.

وبينما أكدت الكاتبة ضرورة أن يكون هناك فهم أعمق لتأثير البنتاغون خلف الكواليس على صناعة الأفلام، رأت أن "هوليوود" هي فقط البداية في مساعي البنتاغون لكسب قلوب وعقول دافعي الضرائب الاميركيين، حيث ذكرت مجالات أخرى مثل ألعاب الفيديو والموسيقى والموضة وألعاب الأطفال.

 

الولايات المتحدة الأميركيةالبنتاغون

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة