إنا على العهد

الخليج والعالم

اللقاء المذلّ الذي عقده ترامب مع زيلينسكي يتصدّر الصحف الإيرانية
02/03/2025

اللقاء المذلّ الذي عقده ترامب مع زيلينسكي يتصدّر الصحف الإيرانية

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 02 آذار 2025 باللقاء المذلّ الذي عقده ترامب مع زلينسكي، حيث تصدّرت صور الإذلال أغلفة الصحف اليوم، وبحثت الصحف الدلالات المتعلّقة بهذه الجلسة، ابتداء من كشف الوجه عن الحقيقة الأميركية ومصير التفاوض معها وصولًا إلى الصراعات الأميركية مع أوروبا التي تظهر على السطح.

أخطاء ترامب

بداية كتبت صحيفة كيهان: "كان المشهد الذي بثته وسائل الإعلام مساء الجمعة بمنزلة إذلال كامل لحكومة تشغل مقعدًا في الأمم المتحدة على يد حكومة أخرى تقدم نفسها في موقع قوة. كان زيلينسكي مستعدًا للتنازل عن نصف مناجم أوكرانيا على الأقل من أجل الحصول على ضمانات أمنية لبقاء بقية بلاده. ومع ذلك، نظرًا لضعفه وثقته في أميركا في نفس الوقت، لم يُسمح له بالتعليق في أثناء الاجتماع الرسمي بل وطُرد من الاجتماع!
وبطبيعة الحال، من ناحية أخرى، صورت صورة الجمعة أيضًا التوّتر الشديد بين أوروبا والولايات المتحدة، حيث أبلغ مسؤولون من بريطانيا وفرنسا وألمانيا الرئيس الأوكراني أن الولايات المتحدة ليس لديها حل لإنهاء الحرب وليست مهتمة به، بينما كانت في الوقت نفسه تتطلع إلى المعادن الغنية في أوكرانيا". 

وتابعت: "لقد أظهر ترامب أنه لا يسعى إلى مفاوضات أو اتفاقيات أو حتّى توفير الحد الأدنى من مصالح الشعب والحكومة الأوكرانية، وأنه لا يفكر إلا في النهب المطلق، وهذه هي الصيغة الحقيقية لأميركا - بغضّ النظر عمن يتولى البيت الأبيض - في التعامل مع الحكومات الأخرى. ولكن في الوقت نفسه، فإن الحقيقة ليست أن أميركا تتمتع بقدر كبير من القوّة، بل إن ما يهم هو من يستسلم لهذه القوّة ويقود بلاده إلى الخراب، ومن يقاومها ويتغلب في نهاية المطاف على جشع العدو". 

ولفتت إلى أنّ "آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي قد حذّر في في بداية الحرب الأوكرانية، من خداع أميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرها قائلاً: إن دعم القوى الغربية للدول والحكومات التي هي دمى لديها هو سراب وليس حقيقة". 

[...] يحاول دونالد ترامب أن يجعل من أميركا كيانًا مخيفًا، ولكن يبدو أنه نسي أن إدارة جورج بوش والمحافظين الجدد وصلوا إلى السلطة على أساس خلق صورة مخيفة عن أميركا، ومن أجل إضفاء الشرعية على هذه الصورة شنت تسع حروب، وفي نهاية المطاف أعلن بنفسه فشل هذه السياسة خلال حملته الانتخابية في عام 2016. 

وأضافت "فلماذا لجأ إلى نفس سياسة خلق صورة مخيفة عن أميركا؟ لأن يديه فارغتان. لماذا فارغ اليدين؟ لأن هناك مقاومة وتحديًا من جانب الدول والعديد من الحكومات لخطط أميركا ومكائدها. عندما تنتهك مجموعة مقاومة في غزّة إنذار ترامب (الذي قال إنه سيعطي حماس مهلة حتّى يوم السبت وإلا فإن أبواب الجحيم سوف تفتح) وتجبره على التراجع، فهذا يعني أن أيدي ترامب فارغة".

حريق أميركا يصيب محاصيل أوروبا

بدورها "كتبت صحيفة وطن أمروز: "كان الخلاف بين ترامب وزيلينسكي في 28 شباط نقطة تحول في تاريخ العلاقات الأوروبية الأميركية. وسرعان ما أصبح هذا الجدل عنوانَ صفحاتِ وسائل الإعلام العالمية كافة؛ جدال مليء بالازدراء لزيلينسكي، ومليء بالإحباط لترامب ونائبه في ما يتعلق بأوكرانيا، وبالطبع كارثي لأوروبا وحلف شمال الأطلسي". 

[...] في واقع الأمر، سوف يشكّل هذا اللقاء أحد أهم الخلافات بين أميركا وأوروبا، ليس في الوضع الحالي فحسب، بل أيضًا في السنوات المقبلة. لقد كانت العلاقات الأوروبية الأميركية، التي تشابكت على مدى القرن الماضي وترسخت جذورها على أعلى المستويات الإستراتيجية، موضع احترام دائم من جانب المسؤولين الأميركيين. ورغم أن هذه العلاقات كانت متوترة حتّى في عهد الرئاسات الديمقراطية، فإن الولايات المتحدة لم تفصل قط بين سرديتها الأمنية الرسمية والسردية الأمنية القائمة في أوروبا. 

حتّى لو أصبحت العلاقات متوترة في بعض الأحيان، إلا أنها عادت إلى مدارها الأصلي. على سبيل المثال، قضية تجسس الحكومة الأميركية على مسؤولين أوروبيين مثل أنجيلا ميركل في عهد أوباما، على الرغم من أنها أحدثت الكثير من الضجيج، إلا أنها في نهاية المطاف، وبسبب توحيد السردية الأوروبية والأميركية، تم القضاء على العلاقات المتوترة مؤقتاً بين الجانبين. تاريخيًّا، كان يشار إلى العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة بأنها أعلى مستوى من العلاقات الإستراتيجية بين الدول.

[...] لدى ترامب تاريخ طويل من السلوك المهين. وكان ترامب قد أشار إلى دول أخرى بازدراء خلال فترة ولايته الأولى كرئيس. على سبيل المثال، كان دائمًا يخاطب السعودية بطريقة مهينة. وكان قد قال في وقت سابق إن السعودية يجب أن تدفع ثلاثة أرباع ثرواتها للولايات المتحدة مقابل الدعم المحلي والخارجي الذي تقدمه قواتنا العسكرية لهذا النظام. [...] وخلال اجتماعه مع الملك عبد الله، تحدث ترامب بشكل مهين عن الأردن والهجرة القسرية للفلسطينيين إلى بلاده. كأنه يتحدث عن مدينة أميركية. 

هناك أيضًا، غادر الملك الأردني، المنزعج والقلق، الاجتماع مع ترامب في نهاية المطاف مذلولًا، ولكن هذه المرة لم تكن القضية تتعلق بدولة في الشرق الأوسط، بل تتعلق بأهم حليف تاريخي لأميركا، أوروبا. إن إذلال زيلينسكي والجدال بين ترامب وفانس مع زيلينسكي كان في الواقع بمنزلة سحق لأسس أوروبا".

داعش تحت ظل الجولاني

من جهتها، كتبت صحيفة رسالت: "في الآونة الأخيرة، انتشرت أخبار وتقارير عديدة عن تزايد نفوذ داعش في سورية، في حين التزم المسؤولون الحكوميون في دمشق، وعلى رأسهم الجولاني، الصمت حيال هذا الوضع. وفي هذا الصدد، حذر رئيس جهاز المخابرات العراقي مؤخرًا من  وجود وأنشطة عناصر تنظيم داعش في سورية". 

[...] من ناحية أخرى، أكد بعض الخبراء أن تنظيم داعش الإرهابي لم ينس الآلاف من أعضائه المعتقلين في السجون السورية، وتزايد نشاطه في شمال شرق البلاد. وبحسبهم فإن تنظيم داعش يحرك خلايا نائمة كانت مختبئة في البادية السورية منذ سنوات [...] ويأتي نشر هذه الأخبار في الوقت الذي لا تتّخذ فيه الحكومة السورية والجولاني نفسه أي إجراء ضدّ هذه التوجّهات، وحتّى في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد مؤخرًا وهو ما يدعو للقلق. 

وبحسب الصحيفة "تظهر التطورات الداخلية في سورية أن هيئة تحرير الشام والحكام السياسيين في دمشق ينتقمون من جهة، وينفذون عمليات تهجير سكانية مستهدفة في سورية من جهة أخرى. ويقدم زعماء دمشق أنفسهم على أنهم يركزون على العملية السياسية والتكامل الوطني، والحفاظ على وحدة سورية، وعدم التورط في الصراعات الإقليمية، في حين تشير التقارير الإخبارية في الوقت نفسه إلى تطهير ديمغرافي وعرقي في بعض المناطق، يتم تنفيذه تحت ظل هجمات داعش".

وقد يكون داعش أداة في يد أميركا للضغط على العراق لقبول اتفاقية أمنية جديدة، وتقليص العلاقات الاقتصادية والسياسية مع إيران، وكذلك تهميش قوات الحشد الشعبي، والتي ستكون النتيجة النهائية لذلك هي الهيمنة الأميركية على العراق، ختمت الصحيفة.

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل