إنا على العهد

الخليج والعالم

سحب الثقة من وزير الاقتصاد محط اهتمام الصحف الإيرانية 
03/03/2025

سحب الثقة من وزير الاقتصاد محط اهتمام الصحف الإيرانية 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 03 آذار/مارس 2025 بقضية عزل وزير الاقتصاد الإيراني وسحب الثقة منه بعد التدهور في سوق العملة والسلع الأساسية وعدم تقديم خطط مبشرة في هذا المجال، كما اهتمت أيضًا بازدياد التوترات الأوروبية الأميركية والمصير المستقبلي لهذه العلاقات.

عزل وزير الاقتصاد والأمل في تقاسم الحكومة

كتبت صحيفة كيهان: "أمس، وبعد ساعات من المناقشات والمداولة، صوّت أعضاء البرلمان على إقالة وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي. وصوّت 184 عضوًا من إجمالي 273 عضوًا حضروا الاجتماع ضدّ أداء همتي، بينما كان 192 عضوًا في البرلمان قد وثقوا به وأوكلوا إليه قيادة الوزارة في 21 آب/أغسطس من هذا العام. بمعنى آخر تم سحب الثقة من 103 نواب بسبب سوء إدارة الوزير. ومباشرة بعد القرار البرلماني الجديد، فضّلت بعض الأوساط التحليل السياسي المنحاز على التحليلات المنحازة، وزعمت أن إقالة وزير الاقتصاد كانت سياسية وحزبية". 

وأضافت: "من المؤسف أن الوزير المقال أصر بشكل غريب على الدفاع عن ارتفاع أسعار بعض السلع وقد أدى هذا الإصرار حتّى إلى أن يرفع بعض الخبراء الذين دعموا بزشكيان في الانتخابات أصواتهم احتجاجًا، ووصفوا هذا النهج بأنه علاج بالصدمة وتكرار لسياسات فاشلة". 

وأشارت إلى أنَّه "قد يكون هناك عدة أسباب وراء عدم جعل الحد من التضخم أولوية للحكومة حتّى الآن: "أولًا، قال بزشكيان عدة مرات إنه لا يفهم الاقتصاد وأن الخبراء يجب أن يقدموا آراءهم. ولكن آراء الخبراء لا يمكن أن تحل محل قرارات المديرين وأحكامهم. السبب الثاني هو عدم وجود قيادة اقتصادية واضحة في الحكومة، السبب الثالث هو عدم يقين الحكومة بشأن الخطة الاقتصادية، السبب الرابع هو الألعاب السياسية والتهميش. فمركز الأبحاث الموجود في مقر جبهة الإصلاحيين وبدلًا من تقديم خطة اقتصادية، كان الهدف هو التركيز على الاستقطاب"".

وختمت: "إن الرخاء الاقتصادي ليس له حل سحري. إنه ليس منتجًا يمكنك دفع ثمنه وأخذه من السوق العالمية. لا شك أن كلّ دولة ناجحة اتبعت وصفة اقتصاد المقاومة (حماية وتعزيز أصولها ضدّ المنافسين الأجانب، وضمان الأمن الاقتصادي الداخلي). ونحن بحاجة أيضًا إلى إصلاحات اقتصادية، بما في ذلك، إصلاح هيكل الموازنة الذي يعتبر غير منتج؛ تنظيم تحويل العملات الأجنبية لاستيرادها وإعادة العملات المصدرة، وإصلاح النظام النقدي والمالي التضخمي وتوجيه السيولة نحو الاستثمار الإنتاجي".

عقاب الغرب للغرب

كتبت صحيفة وطن أمروز: "عقد مؤخرًا كبار المسؤولين من الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعًا استثنائيًا لتحليل ومناقشة طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من البيت الأبيض وإذلال واشنطن لكييف. لقد كانت طريقة واشنطن في التعامل مع شبكة أتباعها في النظام الدولي مفيدة دائمًا، ويعتبر زيلينسكي أحد الأمثلة الملموسة على هذا الدرس العظيم. ورغم أن صناع الصورة الغربيين، وبخاصة وسائل الإعلام الأميركية الأوروبية، يحاولون تبسيط قضية المواجهة بين ترامب وزيلينسكي في سياق انتقال السلطة بين الديمقراطيين والجمهوريين في البيت الأبيض، فإن القصّة أكثر تعقيدًا بكثير مما يحاول العدوّ نقله! والحقيقة هي أنه في عام 2021، قبل بضعة أشهر من بدء الحرب الأوكرانية، أكد بايدن للحكومة الأوكرانية أن دعم كييف في أي حرب غير متكافئة محتملة مع روسيا متجذر في إستراتيجية ومبادئ السياسة الخارجية لواشنطن. حتّى أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، أكدوا خلف الكواليس لزيلينسكي ومسؤولين أوكرانيين آخرين أنهم لن يتركوه وحده في أي صراع أمني أو عسكري أو ميداني أو حتّى سياسي مع موسكو".

وتابعت: "لكن الآن، في عام 2025، يقول ترامب وفانس وروبيو إن زيلينسكي ليس لديه خيار سوى قبول نتائج المفاوضات السرية والعلنية بين ترامب وبوتين، وأنه من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، يجب عليه التخلي عن السيادة والملكية لمناطق مثل بحر آزوف وشبه جزيرة القرم وجزء من منطقة دونباس. ولكن حتّى اقتراح زيلينسكي الأخير بمنح الولايات المتحدة حقوقًا حصرية لاستغلال الموارد المعدنية في البلد الذي مزقته الحرب لم يؤد إلى تغيير في نهج الرئيس الأميركي الجديد تجاه حرب أوكرانيا". 

كما لفتت إلى أنَّه "تقول الغالبية العظمى من المحللين إن ما حدث مؤخرًا في الاجتماع المشترك بين ترامب وزيلينسكي وفانس (نائب ترامب) كان فخًا مخطّطا مسبقا وقع فيه زيلينسكي بسذاجة. وبعبارة أكثر صراحة، سافر الرئيس الأوكراني إلى واشنطن دون أن يكون على علم بخطة ترامب - فانس المشتركة لإذلاله أمام العشرات من المراسلين وكاميرات التلفزيون. من المؤكد أنه لا يمكن لأي شخص عاقل أو شخص يتمتع بالحس السليم أن يدعي أن زيلينسكي لا يطيع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في سياق الحرب في أوكرانيا وما بعدها".

وختمت: "إن قضية حرب أوكرانيا ونوع الصفقة التي أبرمها الأميركيون مع زيلينسكي تشكّل درسًا عظيمًا في مجال العلاقات الدولية في الجامعات والدوائر التحليلية حول العالم. درس جمهوره ليس طلاب العلوم السياسية، بل أفراد من البشر تعرضوا بطريقة أو بأخرى للخيال والتصوير النمطي والسرد الذي تبثه وسائل الإعلام، إن ما شهدناه في البيت الأبيض هو مثال وحتّى خريطة طريق واضحة وسوف يثبت لاحقًا صحة ذلك لأولئك الذين كانت لديهم حتّى الآن شكوك حول التعامل مع البيت الأبيض أم لا".

فشل الاتحاد الأوروبي في احتواء ترامب

كتبت صحيفة جام جم: "يمكن القول إنه في المحادثة التي جرت بين ترامب وزيلينسكي، طلب الرئيس الأوكراني الحصول على ضمانات أمنية، لكن ترامب قال ليس من حقنا أن نمنحكم ضمانات أمنية، بل أوروبا هي التي يجب أن تقدم لكم ضمانات أمنية".

وأضافت: "بالتالي، فإن نتيجة هذا الاجتماع العدائي وغير الأخلاقي الذي جرى أجبرت أوروبا على الرد سلبًا، وكان رد فعل رئيس الوزراء البريطاني، الذي التقى ترامب في اليوم السابق - وفي الواقع المملكة المتحدة هي ممثلة الولايات المتحدة في أوروبا - مفاجئًا للغاية لدرجة أن ستارمر دعا زيلينسكي للذهاب إلى لندن في طريق عودته وعقد اجتماع حتّى يمكن عقد قمة بين زعماء الاتحاد الأوروبي في لندن في الأيام المقبلة. في الواقع، يمكن القول إن سلوك ترامب تجاه زيلينسكي كان مهينًا للغاية ولم يكن أمام الاتحاد الأوروبي خيار سوى الرد بشكل إيجابي دعمًا لزيلينسكي، لكن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد. ليس هناك شيء يستطيع الأوروبيون فعله. وعلى الرغم من أن العديد من الزعماء الأوروبيين جاءوا وقالوا إنهم على استعداد لتقديم مساعدات بقيمة 20 مليار دولار؛ ويظل هذا المبلغ البالغ 20 مليار دولار مجرد مجاز ولم يتحقق بعد. ومن ناحية أخرى، لا تستطيع أوروبا التخلي عن أميركا، لأن السوق الأميركية مربحة جدًا بالنسبة للأوروبيين". 

وأردفت: "من ناحية أخرى، فإن الاتحاد الأوروبي في وضع ضعيف للغاية من الناحية الأمنية، وإذا حدث شيء ما فإن الاتحاد الأوروبي سوف يظل بحاجة إلى الولايات المتحدة. ولكن حقيقة أن ترامب حوّل رسميًّا وعلنًا تركيزه نحو بوتين تسببت في بعض القلق والسخط في أوروبا. لكن هذا النزاع انتهى أيضًا لصالح ترامب وعلى حساب الاتحاد الأوروبي".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة