إنا على العهد

الخليج والعالم

الإمام الخامنئي: الشعب الايراني يواجه جبهة واسعة من أصحاب القدرة الكفار أو المنافقين
03/03/2025

الإمام الخامنئي: الشعب الايراني يواجه جبهة واسعة من أصحاب القدرة الكفار أو المنافقين

أكد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، أنّ الشعب الإيراني لا مشكلة لديه مع الشعوب الأخرى، لكنه يواجه اليوم جبهة واسعة من أصحاب القدرة الكفار أو المنافقين.

وأفاد الموقع الإعلامي لمكتب قائد الثورة الإسلامية، أن السيد الخامنئي، حضر لأكثر من ساعتين ونصف الساعة حيث استمع إلى تلاوة القراء المتميزين، والتلاوة الجماعية والتواشيح، لمجموعات محلية وأجنبية، وهنأ بمناسبة شهر رمضان المبارك باعتباره عيد المؤمنين العظيم والحقيقي، وحمد الله على الزيادة المستمرة في عدد القراء في البلاد، وأضاف: "حاجة المجتمع إلى المصادر اللامتناهية للقرآن لعلاج مختلف المشاكل هي حاجة جادة وحقيقية".

وفي شرحه لحاجات الفرد في الكتاب الإلهي قال إنّ "علاج جميع الأمراض الروحية والأخلاقية التي تصيب الإنسان، كالحسد، والبخل، وسوء الظن، والكسل، والأنانية، والطمع، وتقديم المصلحة الفردية على المصلحة الجماعية، يكمن في القرآن الكريم.

وفي ما يتعلق بالتواصل الداخلي في المجتمع، قال الإمام الخامنئي: "لحل المشاكل الاجتماعية، ومنها إرساء العدالة الاجتماعية، التي تعد القضية الأهم في الإسلام بعد التوحيد، علينا أن نلجأ إلى القرآن الكريم"، واصفًا القرآن بأنّه "مرشد واضح ودقيق في مجال العلاقات مع الدول الأخرى".

وأضاف أنّ "الشعب الإيراني ليس لديه مشكلة مع الشعوب الأخرى، لكنه يواجه اليوم جبهة واسعة من أصحاب القدرة الكفار أو المنافقين، حيث حدد القرآن الكريم كيفية التعامل معهم في مختلف المراحل، متى يجب أن نتحدث معهم، وفي أي مرحلة يجب أن نتعاون، ومتى نصفعهم في وجوههم، ومتى نستل السيف لهم"، موضحًا أنّ "القراءة الصحيحة، والاستماع الصحيح للقرآن، يؤديان إلى معالجة كل الأمراض المذكورة"، مشيرًا إلى أنّ "القرآن عندما يُقرأ ويُستمع إليه بشكل صحيح فإنه يخلق في الإنسان أيضًا الدافع إلى الصلاح والنجاة".

واستشهد الإمام الخامنئي بآية من القرآن الكريم، وأوضح أن هدف الرسول الأعظم (ص) من تلاوة الآيات الكريمة هو التزكية، أي شفاء جميع أمراض النفس والروح، وتعليم الكتاب، أي تعليم المبادئ العامة للحياة الفردية والاجتماعية، وتعليم الحكمة، أي تقديم معارف حقائق الكون، وأضاف: التلاوة عمل نبوي، والقراء في الحقيقة يقومون بعمل الرسول الأعظم (ص).

ورأى الإمام الخامنئي أنّ "تحويل المفاهيم القرآنية إلى يقينيات فكرية لدى الناس من أهم وظائف القراءة الصحيحة"، وقال: "ينبغي للقراء أن يقرأوا بحيث تحل آلاف العناوين القرآنية المهمة في أذهان الناس وأفكارهم، وتصبح أساسًا لأعمالهم".

وأكد أن "التلاوة الجيدة تزيد من معرفة الناس بالقرآن الكريم"، وقال: "التلاوة إذا تمت بآدابها الصحيحة تعمل المعجزات في جميع المجالات".

وأردف سماحته: "الشعور الحقيقي بالحضور بين يدي الله هو أهم جانب في تلاوة القرآن"، وأضاف: "ينبغي قراءة القرآن مع الاهتمام بمعانيه وبأسلوب التلاوة الجيد حتى يكون مؤثرًا".

وفي شرح المعنى الصحيح للترتيل أضاف: "الترتيل أمر معنوي، وهو القراءة مع الفهم والتدبر والتريث. وبطبيعة الحال، ما يتم القيام به في البلاد بعنوان الترتيل هو أمر جيد ومهم ويجب نشره بصورة أكبر"، مؤكّدًا في توصية أخرى أن "هدف القارئ في التلاوة يجب أن يكون في المقام الأول الاستفادة والتأثر بكلمات الوحي النورانية، ومن ثم التأثير على المستمعين"، وقال: "إذا تم أخذ هذا الهدف في الاعتبار فلا مانع من استخدام ترتيبات جميلة للصوت والنبرة، كما أن قراءنا اليوم، باستخدامهم للنبرات الجيدة، والتي كثير منها ليس تقليدًا، يخلقون الخشوع وحالة من الذكر والتسبيح في نفوس مستمعيهم".

ورأى سماحته أنّ "فهم المعاني أمر مهم في تأثير التلاوة"، وأضاف: "اليوم بالمقارنة مع بداية الثورة، فإن قراءنا لديهم إلمام جيد بمفاهيم كلام الوحي، لكن فهم معاني الآيات يجب أن يتوسع على المستوى العام، وإيجاد الأساليب لذلك من مسؤولية التربية والتعليم، ومنظمة الإعلام الإسلامي، والمؤسسات القرآنية الأخرى".

وكانت قضية "مظهر القارئ" قضية أخرى أشار إليها السيد الخامنئي وقال: "بالإضافة إلى السيرة الجيدة يجب أن يكون مظهر القارئ جيدًا أيضًا، وعلى حال أهل الصلاح والروحانية".

وفي إشارة إلى سفر القراء الإيرانيين إلى الدول الأجنبية وحسن استقبالهم فيها، اعتبر ارتداء الملابس الإيرانية في المجالس القرآنية الأجنبية امتيازًا، وقال: "هناك قضية أخرى وهي عدم استخدام الأساليب المحرمة في التلاوة".

وأشار الإمام الخامنئي إلى مشاركة مختلف الأجهزة، بما في ذلك وزارة الإرشاد، ومنظمة الإعلام الإسلامي، والأوقاف، وهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية وكذلك المجموعات الشعبية، في قضية القرآن الكريم، مؤكّدًا أنّه "يجب على هذه المجموعات أن تتعاون، والشرط الأساسي لهذا العمل هو الاهتمام بسياسات المجلس الأعلى للقرآن الكريم".

وفي إشارته إلى النتاجات القرآنية الرائعة، اعتبر سماحته أن من واجب هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية دعم النتاجات القرآنية الرائعة، وأضاف: "لحسن الحظ أن البلاد حققت تقدمًا سريعًا في مجال القرآن الكريم، وبالمقارنة مع ما قبل الثورة، عندما كان القرآن مهملًا وكانت تلاوته مقتصرة على عدد قليل من القراء، هناك اليوم قراء جيدون وبارزون في جميع أنحاء البلاد، حتى في المدن الصغيرة وبعض القرى".

وفي الختام، أعرب الإمام الخامنئي عن أمله في أن يؤدي مراعاة هذه النقاط الدقيقة إلى تدفق النبع الروحي للقرآن الكريم إلى قلوب الناس وأفكارهم وأفعالهم.

وفي هذا الحفل تلا عدد من القراء آيات من القرآن الكريم وقامت مجموعات مختلفة بأداء الإنشاد الجماعي والابتهال.

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم