الخليج والعالم
التطورات الأخيرة في سورية محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 08 آذار/مارس 2025، بالتطورات الأخيرة في سورية وبما تدل عليه من عدم استقرار الحكم الحالي فيها، كما اهتمت أيضًا بمساعي الكيان الصهيوني لإعادة الاعتبار لنفسه في نظر الغرب، وأخيرًا تعرضت الصحف الإيرانية لقضية المساعي الدبلوماسية المستمرة لمنع خطة ترامب للقضية الفلسطينية.
خطة الكيان الصهيوني لسوريا
بداية كتبت صحيفة رسالت: "سورية التي لم تشهد أي سلام منذ أشهر، تشهد تصاعدًا في وتيرة الاشتباكات في اللاذقية وطرطوس، أو المناطق المعروفة بالتجمعات العلوية، في الأيام الأخيرة. في هذه الأثناء، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أنباء غير مؤكدة عن سيطرة قوات المجلس العسكري لتحرير سورية على مقر عسكري في اللاذقية. وبحسب هذه الادّعاءات فإن القاعدة المذكورة هي قاعدة بحرية تابعة للحكومة السورية الجديدة.
[...] وتصاعدت حدّة هذه الاشتباكات عندما انتفض أهالي غرب سورية، بما في ذلك مدينتي اللاذقية وطرطوس، ليل الخميس، وتظاهروا ضدّ سياسات الحكومة السورية الجديدة برئاسة الجولاني. وفي وقت سابق، دعا المجلس الإسلامي العلوي السوري أبناء البلاد إلى التظاهر والوقوف ضدّ ظلم حكومة الجولاني. ولم يقتصر على المناطق الغربية، حيث شهدت مناطق أخرى من سورية، بينها السويداء وحماة وإدلب، مظاهرات ضدّ الحكومة الجديدة، حيث ردّد المتظاهرون شعارات مناوئة للجولاني وطالبوا برحيله عن السلطة.
وفي الأشهر الأخيرة، لم تفشل حكومة دمشق في تلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للشعب فحسب، بل اعتمدت أيضًا ممارسة مشكوك فيها تتمثل في القمع وتهجير السكان في مناطق معينة من دمشق، بل وأعطت حتّى تنظيم داعش الفرصة لتنفيذ عمليات قتل مستهدفة. ويبدو أن قادة دمشق لديهم مهمّة تمهيد الطريق لبناء سورية التي يرغبها أسيادهم الغربيون والأتراك من خلال التوسع السكاني والقتل، في حين أن النتيجة النهائية لهذا السلوك قد تكون تحقيق الأهداف الصهيونية من النيل إلى الفرات.
وبرزت هذه المشكلة بشكل أكثر وضوحًا عندما شنت عناصر تابعة للجولاني، بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية، بحسب تقارير منشورة، هجمات عنيفة على محافظة اللاذقية [...] ورغم أن قادة دمشق يزعمون أن هذه الإجراءات تتّخذ لصالح سورية الموحدة ومحاربة الانفصال، فإن سلوكهم العملي يكشف عن فراغ هذا الادّعاء، وعن اللامبالاة تجاه النظام الصهيوني".
وختمت: "إن ما يحدث في سورية، إضافة إلى شرعية مطالب الشعب بإنهاء السلوك اللاإنساني والأنانية لقادة دمشق والاحتجاج على تبعيتهم للأجانب، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الأميركيين، من جهة، يعتبرون استمرار الأزمة الداخلية في سورية شرطًا مسبقًا لاستمرار احتلالها ونهب موارد النفط في البلاد. ومن ناحية أخرى، يعتبر النظام الصهيوني الوضع المتأزم في سورية أعظم إنجازاته. [...] وتشير الأدلة إلى أن الوضع المرغوب بالنسبة لهم هو تقسيم سورية إلى عدة مناطق عرقية ودينية، بحيث يتم تقسيم سورية فعليًا بين الدروز والعلويين والأكراد والسنة، بينما تنخرط القوات السورية، بدلًا من أن تتحد ضدّ الاحتلال الصهيوني، في احتكاكات داخلية وفي صراع اجتماعي ومسلح".
فشل مساعي نتنياهو لتغيير صورته
بدورها كتبت صحيفة جام جم: "لقد تم النظر إلى تصرفات النظام الصهيوني خلال الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك الهجمات العسكرية على نقاط في غزّة، وإغلاق المعابر في المنطقة، ومنع المساعدات للاجئين، وحتّى الإجراءات على الحدود الجنوبية للبنان، على أنها تخريب لعملية وقف إطلاق النار. ومع ذلك، فإن وراء هذه الإجراءات وحتّى عرقلة وقف إطلاق النار، دوافع ونوايا، إذا تم فهمها، يمكن أن تسمح بتحليل أكثر دقة لسلسلة الإجراءات وردود الفعل المتعلّقة بـ"تل أبيب".
[...] من بين الدوافع وراء الكواليس والأسباب الرئيسية التي دفعت نتنياهو وحكومته إلى تبني هذا النهج هو القلق من أن يتم الاعتراف بهم كنظام فاشل في الرأي العام المحلي والإقليمي وحتّى الدولي. وتشير الأدلة إلى أن الهزائم الأخيرة أدت إلى ترسيخ هذه الصورة للنظام الصهيوني في أذهان العالم. ومن الواضح أن مثل هذه الفكرة وهذه النظرة للنظام الصهيوني تثير تساؤلات حول الفلسفة الوجودية لهذا النظام لدى الحكومات الغربية وحتّى لدى الصهاينة الأثرياء. وهذا على الرغم من أنهم يعتبرون أنفسهم شرطة الغرب، أي حراس المصالح الغربية في منطقة غرب آسيا، وفشلهم يعني عدم كفاءتهم وضعفهم في حماية المصالح الغربية في المنطقة.
في حين يعترف النظام الصهيوني علانية في مناسبات مختلفة بمسؤوليته عن حماية وصيانة المصالح الغربية في منطقة غرب آسيا. [...] ومن الطبيعي أن الصورة الفاشلة للنظام تعنى أنه غير جدير بحماية المصالح الغربية. ولهذا السبب فإنهم يحاولون بشكل يائس تدمير صورة فشل هذا النظام في الرأي العام من خلال أفعالهم، وإظهار أن هذا النظام قد خرج من حالته السلبية وأصبح في موقف عدواني".
دبلوماسية إيران ومحورية القضية الفلسطينية
من جهتها، كتبت صحيفة قدس: "انعقد في مدينة جدة بالسعودية، مساء الجمعة، اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، بناء على اقتراح من إيران، بهدف توحيد الدول الإسلامية في مواجهة خطة الرئيس الأميركي الاستعمارية لتهجير سكان غزّة قسرًا.
وهذا هو الاجتماع الاستثنائي والطارئ الرابع لوزراء خارجية المنظمة منذ بداية العدوان "الإسرائيلي" الوحشي على غزّة. وألقى وزير خارجية الجمهورية الإسلامية عباس عراقتشي كلمة أوضح فيها وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن قضية فلسطين والمؤامرات الشريرة التي تحيكها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ضدّها. وفي وقت سابق، عقدت ثلاثة اجتماعات وزارية أخرى وقمتان للدول الإسلامية بناء على طلب إيران وجهودها الدبلوماسية لمواجهة وتعزيز قدرات أعضاء هذه المنظمة ضدّ النظام الصهيوني. ولكن على عكس التوقعات، لم تتمكّن هذه المنظمة من لعب دور في الأزمة الفلسطينية بالقدر المتوقع وفي حدود قدراتها وقدرات أعضائها.
[...] لقد أدت التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة ووصول دونالد ترامب إلى السلطة، وهو الداعم الأكيد لنتنياهو والكيان الصهيوني، وإستراتيجياته العدوانية إلى دق ناقوس الخطر في الدول الإسلامية بشأن الأفكار والخطط الخطيرة والمتطرّفة التي يتبناها هذان الشخصان المتطرّفان، مما أجبر هذه الدول على تبني نهج أكثر توحدًا وفعالية".
ولفتت إلى أنّه "إذا لم تتّخذ الدول الإسلامية اليوم إجراءات جادة ومنسقة، فإن التغيير الجيوسياسي في المنطقة بأهداف شريرة وخطيرة من شأنه أن يهدّد بشكل خطير مستقبل الأمن في غرب آسيا.
وختمت بالقول: "إن أفكار نتنياهو وترامب غير التقليدية ونتائجها القاسية أجبرت حتّى الدول الأوروبية على مقاومتها ومعارضتها، لدرجة أن دول الاتحاد الأوروبي تتحدث اليوم عن ضرورة عودة اللاجئين وسكان غزّة إلى وطنهم وإعادة إعمار هذه المنطقة. وتؤكد الدبلوماسية الإيرانية في هذه المرحلة على ضرورة بناء الإجماع بين الدول الإسلامية للوقوف في وجه هذه المؤامرة باعتبارها إستراتيجية ضرورية لوقف النظام الصهيوني. وإلا فمن غير الواضح ما هي العواقب التي ستحل بالمنطقة. ويمكن وصف هذه الإستراتيجية بأنها توسيع فكر المقاومة على مستوى الدول الإسلامية لمنع تغيير المسار التاريخي للقضية الفلسطينية".
سوريافلسطين المحتلةالجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيدونالد ترامب
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
التغطية الإخبارية
لبنان| وقفة احتجاجية ضدّ الإبادة التي تتعرض لها الطائفة العلوية في سورية
مستوطنون صهاينة ينظّمون اعتصامًا أمام مقرّ وزارة الحرب في "تل أبيب" لاستكمال صفقة تبادل الأسرى
وزارة الصحة الفلسطينية في غزّة: ارتفاع حصيلة العدوان "الإسرائيلي" إلى 48,458 شهيد و111,897 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023
المفتي قبلان: هل لبنان دولة وطنية أم مستنقع احقاد ومشاريع توظيفات خارجية؟
لبنان| السيد فضل الله هنّأ المعلم بعيده
مقالات مرتبطة

بيان مشترك عن البطاركة في سورية: لوضع حد للأعمال المروّعة التي تتنافى مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية

العلاقات الإعلامية في حزب الله حول زجّ اسم الحزب في أحداث سورية: لعدم الانجرار وراء حملات التضليل

عراقتشي: على الحكام الجدد في سورية حماية جميع فئات الشعب السوري

توغل جديد لقوات الاحتلال في محافظة القنيطرة السورية

كيف عبر أهالي السويداء إلى جرمانا عبر "الغوطة"؟

عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الإسلامي لـ"العهد": العدوّ الصهيوني الغدار لا تردعه إلا القوّة والمقاومة

فلسطينيون يشيدون بموقف السيد الحوثي تجاه غزّة: نشكر أهل اليمن

بعد تخاذل قمّة العرب.. مهلة يمنية لرفع الحصار عن غزّة

"أرقام صادمة" في اليوم العالمي للمرأة: 12316 شهيدة قتلهم الاحتلال بدم بارد

لليوم الـ41 على التوالي.. الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم

خطاب الإمام الخامنئي حول المفاوضات مع أميركا تصدّر الصحف الإيرانية

قاليباف: تصريحات ترامب حول المفاوضات هدفها الخداع ونزع السلاح من إيران

إيران تحتضن مناورات بحرية مشتركة مع الصين وروسيا

بزشكيان: قادرون على التغلب على كافة المشاكل

السفير الياباني في طهران: العقوبات على إيران غير منصفة والعالم كله يُشكك في سياسة ترامب

شهيد وجريح بغارة صهيونية على سيارة في خربة سلم

استطلاع لـ"معاريف" يكشف: نصف "الإسرائيليين" فقدوا الثقة في الجيش

بسبب سياساته تجاه أوكرانيا وغزة.. استطلاع يكشف انخفاضًا كبيرًا في شعبية ترامب

هل يقود ترامب أميركا نحو الانحدار؟
