إنا على العهد

الخليج والعالم

"آسيا تايمز": ترامب أمام تحديات داخلية صعبة
14/03/2025

"آسيا تايمز": ترامب أمام تحديات داخلية صعبة

في مقالة له نُشرت على موقع "آسيا تايمز"، تحدّث الكاتب الياباني جان كريك عن قواسم مشتركة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة المتحدة جراء انسحابهما من أفغانستان ولو بمراحل متفاوتة.

وقال كريك  " اتفاقية وارسو التي كانت بقيادة الاتحاد السوفييتي تمّ حلّها بعد عامين من انسحاب الجيش السوفياتي من أفغانستان، وفي عام 2021، وبعد مرور ثلاثين عامًا، انسحب الجيش الأميركي هذه المرة من أفغانستان، مضيفًا أنّ "الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب قد أنهى فعليًّا الحلف الأطلسي، بعد مرور أربعة أعوام من الانسحاب من أفغانستان".

وتابع"القواسم المشتركة بين القوتين العظمتين خلال حقبة الحرب الباردة، لا تنحصر فقط بأفغانستان"، مشيرًا الى ركود الاقتصاد السوفيايتي في حقبة الثمانينات، وهذا أدى إلى خيبة أمل واسعة حيال الشيوعية، وأنّ الرئيس السوفياتي وقتها ميخائيل غورباتشوف باشر بحملة البيريسترويكا لإعادة هيكلة المجتمع السوفييتي.

وتابع "السياسات النيوليبرالية التي اُتّبعت خلال عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغن، قد أدّت إلى انتشار العولمة من دون ضوابط، وتوقّف النشاط الصناعي في قطاعات أميركية أساسية"، وأردف "بينما قام الاتحاد السوفييتي بتهميش رواد الأعمال وتحسين وضع العاملين، قامت الولايات المتحدة بالعكس، حيث تركزت الثروة في أعلى الهرم. ومع حلول الألفية الجديدة، أصبح ملايين العاملين الأميركيين مضطرون إلى تشغيل وظيفتين، بينما بلغ دخل المدراء التنفيذيين للمؤسسات ثلاثة أضعاف ممّا يكسبه العامل العادي".

عقب ذلك، رأى الكاتب أنّه يتعيّن على ترامب اجتياز تحديات داخلية عدة، بينما يتنقل العالم إلى نظام متعدّد الأقطاب، وأنّ من أبرز هذه التحديات الدين الوطني الأميركي البالغ 36 تريليون دولار، موضحًا أنّ نسبة الدين مقابل الناتج المحلي الإجمالي هي 120%، ومثل هذه النسب غير قابلة للاستمرار.

وأضاف: "أمام ترامب خيارات صعبة، وتقليص الدين يتطلب خفض الإنفاق العسكري والاجتماعي"، كما لفت إلى أنّ فرض الضرائب على كبار الأثرياء لن يكون له سوى أثر هامشي على موضوع الدين. وحذّر من أنّ عدم تقليص الدين سيؤدي إلى تضخم مفرط، ما سيكون له تداعيات وخيمة ليس على الفقراء فحسب بل أيضًا على الطبقة الوسطى. وقدّر أنّ مُقاربة ترامب حيال موضوع الدين قد تُحدّد في النهاية إرثه.

وبحسب الكاتب، الصراع الأيديولوجي في القرن الـ20 بين الرأسمالية والشيوعية، وبين اليسار واليمين، وبين المحافظين والتقدميين، يتراجع لصالح البراغماتية والمصلحة الوطنية الذاتية. الصين استدركت هذا التحول مبكرًا.

وأشار الى إصلاحات "Deng Xiaoping" في حقبة الثمانينات، والتي جمعت ما بين التخطيط المركزي والسوق الحر. كما تحدّث عن ازدهار رواد الأعمال ضمن قيود واستراتيجيات وضعتها الحكومة، والتي كانت تهدف إلى الازدهار على الأمد الطويل.

وتابع الكاتب أنّ: "ترامب يُدرك التفوّق الصيني، وأنّ إجراء انتخابات في أميركا كلّ عامين (مع احتساب انتخابات الكونغرس)، إنّما يمنع أميركا من التخطيط على الأمد الطويل"، لافتًا إلى ما قاله ترامب مؤخرًا، خلال مقابلة ردًّا على سؤال حول هبوط حصل مؤخرًا في سوق البورصة الأميركية، إذ قال إنّ الصين تملك رؤية لمئة عام.

وفي الختام، حذّر الكاتب من أنّ مساعي ترامب لن تُحقّق مكاسب تُذكر على الأمد الطويل، وستسبّب بشكل أساس بالضرر، وذلك إذا ما عجز نموذج البيريسترويكا الذي يتّبعه، عن تحقيق إصلاحات سياسية ممنهجة.

الولايات المتحدة الأميركيةدونالد ترامب

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل