قلق متصاعد بين مسيحيي سورية: هل بدأ زمن الرحيل؟

مع تسلم السلطة الجديدة في سورية، زادت المخاوف المسيحية من "المرحلة الضبابية" التي عبر عنها المسيحيون في سورية برسائل "قلق" ولقاءات بشخصيات لبنانية وروحية وفي مطلعهم البطريرك الماروني بشارة الراعي، عادت إلى الواجهة وبشكل خطير ومتسارع.

وبحسب صحيفة الديار هناك موجة نزوح لمسيحيي سورية إلى لبنان، ولا سيما في الأسبوعين الماضيين، وبعد ارتكاب العصابات التكفيرية والإرهابية، مجازر بحق آلاف من العلويين من الساحل السوري، كما سقط عشرات المسيحيين ضحايا لأعمال تصفية طائفية.

وأشارت معلومات الصحيفة إلى أنّ "النزوح السوري المسيحي إلى لبنان، موقت وكأنه محطة "ترانزيت" إلى بلد ثالث أي أوروبا، لافتةً إلى "تقديم المسيحيين الهاربين من جحيم الإرهاب في معلولا، وصافيتا، ومناطق في الساحل السوري، طلبات هجرة بالمئات إلى عدد من الدول، منهم كندا واستراليا وأوروبا".

وتابعت: "يتركز المسيحيون في محافظات حلب والحسكة ودمشق وحمص وطرطوس، وهي مدن تاريخية تضم أعدادًا كبيرة من أبناء هذه الطائفة الذين يعانون من آثار الحرب والنزوح"، مشيرةً إلى أنّه "تشكّل المسيحية في سورية ثالث أكبر طائفة، إذ كانت تتراوح نسبة المسيحيين فيها بين 8% إلى 10% من إجمالي عدد السكّان قبل العام 2011، وتشير أغلب الإحصائيات إلى أن حوالي نصفهم من الروم الأرثوذكس، في حين تُشكّل سائر الطوائف النصف الآخر. لكن أعدادهم تراجعت بشكل كبير ليصبح عددهم الآن أقل من مليون نسمة".

وأردفت الصحيفة: "في المقابل، تؤكد أوساط كنسية واسعة الإطلاع على ملف المسيحيين النازحين من سورية إلى لبنان، حقيقة هذه المعلومات وتشير إلى بذل جهود لإحصاء عدد النازحين المسيحيين وأماكن توزعهم في لبنان، ولا سيما أنّهم يسكنون في بعض فنادق العاصمة وأقارب لهم في بيروت ومناطق قريبة منها، كما تكشف الأوساط عن جهد يبذل، لمعرفة عدد الذين حصلوا على "فيزا" للهجرة وعدد الذين تقدموا بطلبات للهجرة من سورية عبر لبنان إلى بلد ثالث".

وأضافت: "وتكشف الأوساط أيضًا عن لقاءات لبنانية روحية وسياسية وحزبية لمعالجة تداعيات الوضع السوري وتأثيره على الأقليات، خصوصًا مع تعرض العلويين والمسيحيين لاعتداءات وقتل مباشر، وتضيف أنّ الدروز والأكراد يعانون من مخاوف حقيقية على المصير، من دون أن يكون هناك أي تطمينات أيضًا بعدم وقوع مجازر بحقهم، رغم كون الدروز والأكراد لديهم فصائل مسلحة أو "دفاع شعبي" ويمتلكون سلاحًا خفيفًا ومتوسطًا، بينما لا يحمل العلويون أي سلاح بعد إخراج غالبيتهم من الجيش والقوى الأمنية السورية وتسليم السلاح الفردي إلى قوات أحمد الشرع في الفترة الماضية، أما المسيحيون فليس لهم أي علاقة بالسلاح، وبالتالي واجهوا مصير العلويين الأسود نفسه بالقتل والتهجير".

وتشير الأوساط إلى تكثيف مسيحيي لبنان وسورية الاتّصالات بالمرجعيات الدينية المسيحية في لبنان خصوصًا، وبعض القوى اللبنانية الفاعلة بالإضافة إلى تشكيل "جبهة ضغط" لوقف مسلسل تهجير المسيحيين المبرمج من الشرق الأوسط، كما نقلت هذه الأوساط وجود مخاوف حقيقية من تكرار سيناريو مسيحيي العراق وما جره من ويلات عليهم وعلى وجودهم وكنائسهم وحريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية، وفي بلد فقد أهله الأمن والأمان على غرار ما يجري في سورية اليوم، وكأنه مخطّطات التقسيم التي كان الأميركيون يتحدثون عنها بدأت تنفذ بأشكال مباشرة ولم تعد مواربة أو "فزاعات".

وتؤكد الأوساط للصحيفة تحرك المرجعيات الروحية المسيحية تجاه السفارات وممثلي الدول الكبرى، لتأمين حماية دولية لمسيحيي سورية ومنع تهجيرهم، واعتبار مخطّط تفريغ سورية ومناطقها الدينية التاريخية جريمة حرب، وضد الإنسانية، وتهدّد التنوع والتعددية الدينية والتسامح في سورية ولبنان والعراق وكلّ المنطقة.

لبنانالمسيحيونسورية

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم