سلوك أميركا في التفاوض مع إيران محط اهتمام الصحف الإيرانية

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 16 آذار/مارس 2025 بالقضايا المتعلّقة بالعلاقات الأميركية الإيرانية وتحليل سلوك أميركا التفاوضي وبالخصوص الأسلوب التهديدي الذي يمارسه ترامب لأجل الإخضاع النفسي، كذلك اهتمت الصحف بالتطورات الدولية المتعلّقة أيضًا بأوروبا وأوكرانيا.

تشريح سلوك أميركا التفاوضي

كتبت صحيفة وطن أمروز: " في خطاباته الأخيرة، اعتبر قائد الثورة، مستشهدًا بأسباب مختلفة، أن المفاوضات مع الولايات المتحدة ليست عديمة الفائدة فحسب، بل إنها ستؤدي أيضًا إلى تعقيد عقدة العقوبات. وجزء من هذه الأسباب يتعلق بتجربة إيران التفاوضية، لكن القضية الرئيسية في عدم الاهتمام بالتفاوض تكمن في النهج الأميركي في هذا السياق". 

وأشارت إلى أن "النقطة المهمّة هي أنه تاريخيًّا ومن المنظور الأميركي، فإن مجلس النواب ومجلس الشيوخ ليس لديهما نظرة إيجابية للقوانين والمنظمات الدولية، ونتيجة لذلك فإن مفاوضيهما يفضلون عدم الاعتماد على المنظمات الدولية في المفاوضات الثنائية أو متعددة الأطراف وعدم إعطائها وزنا كبيرًا، وبدلا من ذلك إنشاء تحالفات وهياكل مؤقتة". 

وأضافت: "علاوة على ذلك، فإن مواسم الانتخابات تدفع الدبلوماسيين الأميركيين إلى تعديل توقيت محادثاتهم لتتناسب مع هذه القضايا والتوصل إلى نتيجة في أقصر وقت ممكن، إلى الحد الذي يجعلهم على استعداد للتنازل عن النتيجة وعدم التفاوض إذا لم تتزامن مع وقت الانتخابات والحكومة القائمة. ويحاول الدبلوماسيون الأميركيون إقناع نظرائهم بقبول الحاجة الملحّة والقيود الزمنية، وتصوير المفاوضات باعتبارها نافذة فرصة تتّجه نحو الانغلاق. وبالمثل، فإنهم يستخدمون أحيانًا المواعيد النهائية التي يفرضونها على أنفسهم كأداة للضغط على الطرف الآخر".

واعتبرت أن النهج الأميركي في التفاوض هو نهج خطي ويركز على النتائج، وبعبارة أخرى، تتضمن كلّ عملية تفاوض مراحل محدّدة، وهي مرحلة ما قبل التفاوض، وبداية المفاوضات الرسمية، والمرحلة الوسيطة، والتوصل إلى اتفاق.

وأوضحت أن "هناك مشكلة أخرى تتعلق بإتقان اللغة. فرغم أنهم عادةً ما يستخدمون لغة قانونية، صريحة، حازمة، بل وحتّى صريحة، إلا أن المفاوضين الأميركيين يستغلون أحيانًا الغموض اللغوي عمدًا، ونادرًا ما يشكك الجانب الأجنبي في صحة مقترح الجانب الأميركي". 

وتابعت: "يتمتع الأميركيون بمهارة خاصة في خلق "روابط" بين القضايا المختلفة، وإنهم يربطون بمهارة التوصل إلى اتفاق بشأن قضية مستقلة بالمناقشة والتقدم بشأن قضية أخرى. ولهذا السبب يرى العديد من المفاوضين الأجانب أن نهج واشنطن ديكتاتوري وقمعي ويعتبرونه جديرًا بالعبارة الشهيرة "ما هو لي فهو لي، وما هو لك قابل للتفاوض"".

وأردفت: "تماشيًا مع هذا النهج، فإننا نلاحظ حاليًّا نفس التكتيك في سلوك الأميركيين، الذين يحاولون إقناع المسؤولين الإيرانيين بأن هناك نافذة زمنية محدودة للمفاوضات، وأنهم إذا لم يستعجلوا فسوف يفوتون الفرصة، في حين أن كلّ جهودهم تهدف إلى جلب إيران إلى طاولة المفاوضات من أجل إملاء مطالبهم وربط القضية النووية بقضايا أخرى".

حلم أوكرانيا بالانضمام إلى "الناتو" لم يتحقق

كتبت صحيفة جام جم: " استبعد مارك روته الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) انضمام أوكرانيا المحتمل إلى التحالف العسكري في مقابلة مع بلومبرج. وتابع أنه لا ينبغي لأوكرانيا أن تتوقع بعد الآن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأي اتفاق بشأن أوكرانيا يجب أن يكون مستداما ودائمًا حتّى لا تتاح الفرصة لبوتن لتكرار هذا الوضع.

وأشارت إلى أنَّه بعد غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، تقدمت أوكرانيا بطلب للانضمام الفوري إلى حلف شمال الأطلسي. دعم حلف شمال الأطلسي أوكرانيا، لكنّه لم يقبل العضوية الفورية بسبب ظروف الحرب، ورأت أنَّه "ومع ذلك، شهد التعاون العسكري والدعم اللوجستي الذي يقدمه حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا زيادة حادة. وفي قمة حلف شمال الأطلسي عام 2023، أكد أعضاء الحلف أن أوكرانيا ستنضم في نهاية المطاف إلى الحلف، لكن الشروط والتوقيتات الدقيقة لم يتم تحديدها".

وأضافت: "توقفت عملية تقارب كييف مع الغرب مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، في إطار إستراتيجية "أميركا أولًا". ويرى البيت الأبيض أن معاهدات الدفاع التقليدية مثل حلف شمال الأطلسي تشكّل عبئا إضافيا على أميركا، وهو غير مستعد لاتباع الإدارات الأميركية السابقة في التزامها الأمني المناهض لروسيا في أوروبا. لأن ظهور الصين كقوة فاعلة تُهدّد هيمنة واشنطن على الساحة الدبلوماسية والعسكرية والتجارية يتطلب تركيز موارد مالية وبشرية شاملة في جنوب شرق آسيا".
 
وتابعت: "ويرى بعض منظري العلاقات الدولية، أنه في ضوء الواقعية العدوانية في النظام الدولي، يجب على الدول أن تتحرك نحو زيادة قوتها النسبية، وخاصة في المجال العسكري، لأنه لا يوجد أصدقاء أو أعداء حقيقيون، والمساعد الوحيد للدول هو مساعدتها الذاتية ضدّ التهديدات. ومن خلال الثقة المتفائلة بالمسؤولين الأميركيين والروس في تسعينيات القرن العشرين وتسليم أسلحتهم النووية للأجانب، تم نزع سلاح الأوكرانيين ضدّ القوى العظمى. ومن خلال السعي إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، تسبب ساسة كييف في تدهور العلاقات الخارجية لأوكرانيا مع الروس، والآن، من خلال انفاق مبالغ ضخمة من المال وتدمير البنية الأساسية للبلاد، استسلموا لإرادة القوى العظمى".

رصاصة ترامب تصيب الصخرة

كتبت صحيفة رسالت: "يتحدث هذه الأيام بعض المحللين والشخصيات البارزة والناشطين في السياسة والإعلام بقلق وإثارة كبيرين عن الأزمات التي ستصيب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأشهر المقبلة في مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادية، وعادة ما يسلطون الضوء على دور ترامب في تحليلاتهم. وبحسب بعض المحللين فإن ترامب عازم على سحق الجمهورية الإسلامية وإجبارنا على الاستسلام بأي ثمن. ويبدو أن تبرير هجمات ترامب وسياساته التهديدية الدرامية أصبح مصدرا للقلق والنهزام لدى البعض في الداخل".

وطرحت سؤالًا هو: "ما الذي يستطيع ترامب أن يفعله بالضبط ولماذا لم يفعله في ولايته الأولى؟ تجدر الإشارة إلى أن أول هجوم صاروخي مباشر ورسمي من قبل قواتنا المسلحة ضدّ الولايات المتحدة حدث في عهد ترامب.
ويعد هذا الهجوم أول عمل عسكري جدي تقوم به دولة ضدّ الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية. تم إسقاط طائرة مسيّرة أميركية من قبل المقاتلات الإيرانية في عهد ترامب. ومن المثير للاهتمام أنه بعد إسقاط الطائرة من دون طيار، شكر ترامب إيران لأنها لم تضرب طائرة أخرى تحمل ركابا".

وتابعت: "الحقيقة هي هذه: لا تكتسب تهديدات ترامب وتفاهاته أي مصداقية إلا عندما نأخذها على محمل الجد في أذهاننا. بمعنى آخر، كلّ تصرفات ترامب، ورسائله، وهجماته، وعروضه هي عبارة عن مجموعة من الأصفار التي لا تعمل إلا إذا تبعها الرقم (1) إن الخوف من التهديد هو هذا الرقم".
 

الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم