رشيدة طليب: ترامب يستهدف حركة تحصيل حقوق الفلسطينيين في أميركا

عقدت مجموعة من الديمقراطيين التقدميين في مجلس النواب الأميركي مؤتمرًا صحفيًّا، صباح الثلاثاء 25 آذار/مارس 2025، تناول مسألة الاعتقال المستمر للطالب الفلسطيني في جامعة كولومبيا محمود خليل، والذي احتجز من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أن قاد في الحرم الجامعي الاحتجاجات المناهضة للعدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة.

وكان من بين الديمقراطيين المشاركين النائب الأميركية من أصل فلسطيني والعضوة في الكونغرس الأميركي رشيدة طليب.

وخلال المؤتمر، ألقت طليب كلمةً أكّدت فيها أنّ محمود خليل هو أسير سياسي، موضحة أنه اُختطف من منزله من قبل وكلاء الدولة الأميركية، واختفى في مركز احتجاز في لويزيانا، ولم تُتخذ أية إجراءات قانونية واجبة، ولم يكن هناك لا إثبات لوجود مذكرة تفتيش، ولم تُقدّم لهم أيّة معلومات عن مكان احتجازه لأيام..

وقالت: "لنكن واضحين، حقوق محمود هي حقوقنا، والاحتجاز والتهديد بالترحيل لمحمود هو غير قانوني، وهو اعتداء مباشر على حقوقنا الدستورية في القيام بهذه العملية، وعلى حرية التعبير، وعلى الحق في الاحتجاج، وهو الفساد بنفسه"، وأضافت: "هذه هي اللحظة التي يجب أن تنبّهنا جميعًا، إذا لم نقف ونُناضل من أجل حرية محمود، فإنّ إدارة ترامب الخارجة عن القانون ستستهدفنا جميعًا".

وتابعت: "كلّ حقوقنا تحت الاعتداء في هذه اللحظة، وكان محمود يعلم أنّ "اسرائيل" تسجن دون تهمة أو محاكمة كلّ يوم، تمامًا كما فعلت حكومتنا بمحمود".

كذلك تطرّقت إلى ما كتبه خليل في رسالته التي بعثها من معتقله، والتي وصفتها بأنّها "قوية"، إذ قال إنّه استُهدف لممارسته حقه في حرية التعبير والدعوة إلى تحرير فلسطين، وإنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" والإبادة الجماعية في غزة.

وأشارت طليب إلى أنّ إدارة ترامب تعترف بوضوح بأنّها قامت بهذا الاعتقال، وأنّها تُهدّد بإجراء المزيد من الاعتقالات، إذ قد اعتُقل بالفعل طلاب آخرون وعلماء وأساتذة، آسفةً أنّ بعض الجامعات تساعد إدارة ترامب على تنفيذ هذه الاعتقالات.

وشدّدت طليب على أنّ هذه الهجمات التي تقوم بها إدارة ترامب هي محاولة لإسكات الحركة المُتنامية من أجل تحصيل حقوق الفلسطينيين، وقالت: "إنّهم يُريدوننا أنّ نصمت، بينما تواصل "إسرائيل" الإبادة الجماعية، وإبادة أجيال كاملة من العائلات الفلسطينية، وإسقاط القنابل "الأميركية" على المستشفيات، وتقطيع جثث الأطفال مرارًا وتكرارًا".

وأضافت: "يُريدوننا أن نصمت بينما يُرسل ترامب إلى (رئيس حكومة العدو) بنيامين نتنياهو 12.5 مليار دولار أخرى، إضافة إلى إرسال الأسلحة لتطهير فلسطين عرقيًّا".

ولفتت طليب إلى أنّ خليل قد "دعا الطلاب والمحامين والمسؤولين المُنتخبين مثلنا إلى الاتّحاد والدفاع عن الحق في الاحتجاج من أجل فلسطين، وهذا بالضبط ما نحن هنا من أجله، وعلينا أن نتّفق على أن أحد الأشياء التي نفهمها هي حرية التعبير وحقوقنا الدستورية، ونحن هنا لنقول إنّنا لن نصمت. أطلقوا سراح محمود خليل".

وأردفت:" بصفتي الأميركية الفلسطينية الوحيدة في هذا الكونغرس، يجب أن أقول دائمًا: فلسطين حرة".

تحريض ضدّ طليب وخليل

في المقابل، اقترحت مقدمة مؤتمر العمل السياسي المحافظ مرسيدس شلاب، مساء اليوم الثلاثاء، أن تقوم إدارة ترامب بترحيل النائب طليب، إلى جانب الناشط الفلسطيني محمود خليل، على الرغم من أنّ طليب مواطنة أمريكية المولد.

رسالة لـ14 عضوًا في الكونغرس دعمًا لطليب وخليل

وعقب اعتقال دائرة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) وتهديدها بترحيل خليل، وهو مقيم قانوني في الولايات المتحدة، وقّع 14 عضوًا في الكونغرس، بينهم طليب، على رسالة تُطالب بالإفراج عن خليل.

وكتب أعضاء الكونغرس في الرسالة الموجهة إلى وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم: "لم يُتّهم خليل أو يُدان بأي جريمة. وكما تعترف إدارة ترامب بفخر، فقد استُهدف فقط بسبب نشاطه وتنظيمه كقائد طلابي، ومُفاوض في مخيم التضامن مع غزة في حرم جامعة كولومبيا".

وأضافت الرسالة: "لقد انتُهكت حقوق خليل الدستورية، وحُرم من حقّه في التواصل مع محامٍ، ومن أي زيارة من عائلته"، مشددةً على أنّ هذا أمر غير مقبول بتاتًا وغير قانوني.

وبينما نُقل خليل إلى سجن في لويزيانا حيث يُجهّز للإبعاد، خرج مئات المتظاهرين إلى شوارع نيويورك احتجاجًا على احتجازه، وتوجّهت قضية خليل إلى محكمة مانهاتن يوم الأربعاء، حيث وصف محاموه الاعتقال بأنه غير مسبوق.

فلسطين المحتلةالولايات المتحدة الأميركية

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم