هل ينجح ترامب في فصل روسيا عن الصين؟

 

كتب Lingong Kong مقالة نُشرت على موقع Asia Times أشار فيها إلى ما كان قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحفي Tucker Carlson عن أن فصل روسيا عن الصين ستكون أولوية لإدارته.

وقال الكاتب إن "ترامب يبدي رغبة شديدة بالتفاوض مع روسيا منذ أن عاد إلى البيت الأبيض، حيث يأمل في نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا". كما أضاف بأنه يمكن تفسير سياسته حيال أوكرانيا بأنها تخدم ما قاله لـ Carlson.

واعتبر الكاتب أن رؤية ترامب هي "ساذجة وقصيرة النظر" إذا ما كانت الغاية النهائية منها إيجاد فجوة بين موسكو وبيكن، لافتًا إلى أنه "من المستبعد أن تتخلى روسيا عن علاقاتها مع الصين"، ومشيرًا إلى أن "العديد في بيكن يرون أن طريقة تعاطي ترامب مع الحرب بين روسيا وأوكرانيا وسياسته الخارجية عمومًا تعكس الضعف وليس القوة".

وتابع "بينما شهدت العلاقات الروسية الصينية "خصومة" في مرات عدة سابقًا عندما اقتضت المصلحة ذلك، إلا أن المشهد الجيوسياسي القائم اليوم يختلف عما كان عليه خلال الحرب الباردة عندما حصل "الطلاق" بين الصين وروسيا"، وتحدث عن "تنامي المصالح الاستراتيجية المشتركة وأبرزها مواجهة النظام الليبرالي الغربي بقيادة الولايات المتحدة".

وأردف الكاتب قائلًا "الموقف الموحد لدى الحكومات الغربية لمواجهة "التحدي" الذي تمثله الصين وروسيا عزز الروابط بين البلدين"، مذكرًا بإعلان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ حول علاقة "صداقة بلا حدود" في شباط/فبراير عام 2022 قبيل بدء الحرب في أوكرانيا"، ومعتبرًا أن "ذلك جاء في سياق توحيد الصفوف في مواجهة الغرب".

وأوضح الكاتب أن "الصين ومنذ ذلك الحين أصبحت شريكًا لا غنى عنه لروسيا"، ومشيرًا إلى أنها "الشريك الأول لموسكو في الصادرات والواردات". كما لفت إلى أن "التبادل التجاري بين البلدين حقق رقمًا قياسيًا العام الماضي حيث بلغت قيمته 237 مليار دولار". وأضاف "روسيا باتت تعتمد بشكل كبير على الصين من أجل شراء النفط والغاز".

وتابع الكاتب إن "الترابط الاقتصادي المتنامي يعطي الصين أوراقًا قوية حيال روسيا ويجعل من أي مسعى أميركي لإبعاد موسكو عن بيكن غير واقعي على المستوى الاقتصادي". كما شدد على أن "بوتين ليس "ساذجًا" ويعرف أن العقوبات لن تُرفع قريبًا مع وجود ترامب في البيت الأبيض".

ولفت الكاتب إلى أن "ترامب بدا في ولايته الأولى وكأنه يتودد إلى بوتين، إلاّ أن هناك من يقول إنه كان أكثر تشددًا حيال روسيا مقارنة مع باراك أوباما أو جو بايدن، وذلك على صعيد فرض العقوبات". بناء عليه، أضاف الكاتب "أن بوتين وبينما سيقبل "بكل سرور" بصفقة سلام بواسطة ترامب "تضحي بمصالح أوكرانيا لصالح روسيا" (وفق تعبير الكاتب)، إلاّ أن ذلك لا يعني أنه سيكون على عجلة من أمره للانضمام إلى حملة توحيد الصفوف ضد الصين".

ونوّه الكاتب إلى أن "الصين تعلمت درسًا هامًا من تجربة روسيا في أوكرانيا، وهو أن العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة هي مقيّدة بشكل حقيقي، وبأن روسيا استطاعت أن تصمد عبر "الحيل" والدعم من حلفاء من الصين وكوريا الشمالية".

وبيّن أن "الصين لديها ارتباط اقتصادي مع الغرب أكثر بكثير مما لدى روسيا، وبأن موقعها الاقتصادي العالمي المهيمن يعني أنها تملك أوراقًا حقيقية لمواجهة أي مساعي تقودها الولايات المتحدة لعزل البلاد اقتصاديًا".

 

روسياالصيندونالد ترامب

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم