معركة أولي البأس

الخليج والعالم

خلاف أميركي - تركي حول المنطقة العازلة شمال سوريا: ثلاث مناطق
31/07/2019

خلاف أميركي - تركي حول المنطقة العازلة شمال سوريا: ثلاث مناطق

نضال حمادة

انتهت الإجتماعات التركية - الأمريكية لمناقشة المنطقة التركية العازلة في سوريا دون اتفاق حيث بان الفارق الكبير بين رؤية كل طرف ومصالحه في إنشاء المنطقة العازلة التركية على الحدود بين تركيا وسوريا. وكما تظهر الخريطتان (التركية والأمريكية)، تريد تركيا منطقة عازلة بعمق أربعين كلم داخل سوريا بينما تقبل امريكا بمنطقة بين خمسة وعشرة كلم حسب المناطق والبلدات وأهميتها.

خلاف أميركي - تركي حول المنطقة العازلة شمال سوريا: ثلاث مناطق
الخريطة الأميركية
خلاف أميركي - تركي حول المنطقة العازلة شمال سوريا: ثلاث مناطق
الخريطة التركية

وتظهر الخريطة التي قدمتها تركيا والتي تعلن انها سوف تقيمها ولو بالقوة العسكرية، ثلاث مناطق مهمة وحاسمة لقيام أي كيان كردي إنفصالي على الحدود بين سوريا وتركيا وهذه المناطق هي:

أ – القامشلي: والتي يسميها الأكراد قامشلو ويقولون انها عاصمة الأكراد في سوريا. وتظهر خرائط وبيانات حزب الاتحاد الكردي السوري الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي أن القامشلي هي عاصمة لدولة يريد الأكراد إقامتها في الشمال السوري على الحدود مع تركيا.

ب – المنطقة الثانية المهمة التي تظهر في الخريطة التركية المقدمة للمنطقة العازلة ولا تظهر في الخريطة الأمريكية هي حقول الرميلان النفطية والتي كما يظهر انها محل نزاع بين الولايات المتحدة وتركيا. فبينما تظهر الرميلان واضحة في الخريطة التركية المعتمدة للمنطقة العازلة، تبعد عن المنطقة التركية العازلة المعتمدة في خريطة واشنطن أكثر من ثلاثين كلم، وتكمن أهمية حقول الرميلان بالنسبة للكرد في تأمين الموارد والمداخيل لأي كيان كردي في المستقبل بينما تريد تركيا  قطع أي موارد مالية تسهل المشروع الإنفصالي الكردي وتساهم في إقامته.

ج –  بلدة عين عيسى: تتواجد القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية الكردية وهي ذاتها حزب الاتحاد الديمقراطي السوري، في بلدة عين عيسى التي تقع على مفترق طرق يربط مدن (الحسكة - تل أبيض - عين عرب - منبج) وتشير كل المعطيات إلى تزايد أهمية هذه البلدة بالنسبة لمشروع "فيدرالية الشمال السوري، لكونها تعتبر صلة الوصل بين مختلف مناطق الشمال السوري، وبوابة لضم الرقة إلى مشروع "الفيدرالية" المزمع إقامته من اكراد سوريا".

وكانت مصادر في حزب الإتحاد الديمقراطي السوري قد أكدت لموقع "العهد" منذ بدايات العام 2017 أن بلدة عين عيسى، رشحت لتكون أنسب مكان لبناء مؤسسات النظام الفيدرالي. ويشير أهالي المدينة الى عدم وجود حركة إعمار في البلدة سوى تلك التي بدأتها قوات سوريا الديمقراطية بداية العام 2018 في أكثر من موقع.

هذه المناطق الحيوية الثلاث هي صلب الخلاف بين تركيا وأمريكا وقلب الصراع الحالي بين الأكراد في سوريا وتركيا التي عادت الى لهجة التهديد بعمل عسكري في الشمال السوري تقيم من خلاله المنطقة العازلة التي تعلن عزمها السيطرة عليها. وأظهرت تحركات عسكرية تركية مؤخرًا حشودًا عسكرية كبيرة للجيش التركي على طول الحدود السورية - التركية بدءًا من المناطق المقابلة لمدينة رأس العين شمالي الحسكة وصولاً إلى مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات إستطلاع تركية تقوم بتمشيط المنطقة بشكل كامل.

وتنوي تركيا إقامة حزام عربي في المنطقة العازلة تشكل حاجزًا ديمغرافيًا بينها وبين أكراد سوريا وبين الأخيرين وبين اكراد تركيا. وهناك مشاريع تركية لتوطين لمئات آلاف العرب النازحين من المنطقة الوسطى في سوريا ومن أرياف دمشق ودرعا وحماه في بلدات ومدن المنطقة العازلة. وقد بدأت تركيا قبل عامين مشروعها هذا عبر توطين عشرات آلاف العرب في مئات البلدات التي نزح عنها الأكراد في ريف عفرين شمال سوريا.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم