الخليج والعالم
"نيويورك تايمز": واشنطن تتجاهل إرهاب القوميين البيض
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية ان على الساسيين الأميركيين إدانة عملية القتل الجماعي التي شهدتها مدينة إلباسو بولاية تكساس يوم السبت واعتبارها عملا إرهابيا.
وانتقدت الصحيفة في مقالة نشترها المعايير المزدوجة التي تتعامل بها السلطات الأميركية مع عمليات القتل الجماعي التي يرتكبها قوميون بيض متشددون يعتنقون فكرة تفوق العرق الأبيض، متسائلة عن الإجراءات التي كانت الإدارة الأميركية ستتخذها لو ثبت أن لمرتكبي العملية الإرهابية في إلباسو اي صلة بـ"الإسلام".
وقالت إن "الحكومة الأميركية كانت ستحرك مواردها دون تأخير لو أن مرتكب الهجوم كان "إسلاميا"، وإن أجهزة الدولة ستعمل دون كلل لحرمان الإرهابيين في المستقبل من الحصول على الأسلحة والمال والمنابر لنشر أيديولوجيتهم، ضمن إجراءات أخرى لاستئصال التطرف ومعاقبة داعميه حول العالم".
كما انتقدت الصحيفة تصريحات حاكم ولاية تكساس دان باتريك الذي ألقى باللوم على ألعاب الفيديو، خلال لقاء تلفزيوني حول حادث إطلاق النار في إلباسو.
واعتبرت أن "سياسات السلطات الأميركية للتعامل مع "التطرف الإسلامي"، حسب قولها، تثير العديد من الأسئلة وأن أميركا ستكون أكثر أمنا لو أن جزءا من تلك الجهود واليقظة والموارد التي تبذل، أنفقت لمحاربة إرهاب القوميين البيض الذي أصبح ظاهرة عالمية".
وكشف تحقيق أجرته مجلة "تايم" الأميركية في وقت سابق من هذا العام، أن ثلث القوميين البيض الذين ارتكبوا هجمات ضد مدنيين منذ العام 2011 كانوا مدفوعين بمحاكاة هجمات مماثلة نفذها غيرهم.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى "خطورة انتشار فكرة تفوق العرق الأبيض التي باتت أيديولوجية عابرة للحدود ويجتمع أتباعها في منتديات مجهولة على الإنترنت لنشر أفكارهم والتخطيط للهجمات والتشجيع على الأعمال الإرهابية".
وقالت إن "مصادر مكتب التحقيقات الفدرالي تشير إلى أن هجمات القوميين البيض حصدت من أرواح المدنيين الأميركيين أكثر مما حصدته الهجمات التي نفذها "متطرفون مسلمون" منذ عام 2001"، على حد تعبيرها.
وذكّرت بهجمات عنصرية سابقة في الولايات المتحدة ارتكبها عنصريون بيض من بينها الهجوم الإرهابي على كنيس يهودي في كاليفورنيا ردد مرتكبها الشعارات نفسها التي رددها مرتكب مذبحة المسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلاندا، التي كتب مرتكبها أنه استوحى عمله الإرهابي من هجمات في بلدان عدة نفذها عنصريون بيض من بينها الولايات المتحدة وإيطاليا والسويد.
وختمت الصحيفة قائلة إن السلطات ما زالت عاجزة عن تقديم إستراتيجية للتعامل مع المخاطر التي يشكلها معتنقو فكرة تفوق العرق الأبيض، وأن سرية أنشطة هذه الجماعة تجعل تعقبها والتنبؤ بالهجمات التي قد ترتكبها من الصعوبة بمكان.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
15/11/2024