معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

ليلة وضحاها.. كشفت قناع ابن سلمان
06/12/2018

ليلة وضحاها.. كشفت قناع ابن سلمان

سناء إبراهيم

ليلة وضحاها كانت كفيلة بقلب صورة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان أمام المجتمع الغربي، مجتمع لطالما تغنّى بشخص "الأمير"، الذي وصل إلى البلاط  بزعم التغيير والإصلاح في البلاد، وإدخال "روح الشباب" إلى الحكم بحكم صغر سنه؛ لكنه ما لبث أن نسف ما تم الترويج له، عبر ممارساته وسياساته التي شابهت وربما تخطت سياسات أسلافه في القمع والاضطهاد.

منذ تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد في يونيو 2017، بعد إزاحة ابن عمه محمد بن نايف من منصبه،  خرج الأمير الشاب إلى العالم على أنه الأقوى والأصلح، ويحمل رؤى تغييرية للبلاد، رؤى تلقفها الغرب على قاعدة التطور والانفتاح، إلا أن سيف القمع وسطوة الأحكام والاعتقالات تواصلت وارتفع منسوبها بشكل مطرد، إلا أنها لم تطفُ على السطح مع تغيرات الانفتاح التي أدخلها ابن سلمان إلى "الشارع السعودي".

على امتداد أيام ولاية العهد، تسارعت خطوات ولي العهد الذي يعتبر الحاكم الفعلي للبلاد، ولُمّعت صورته أمام دول الغرب بأحسن تجلياتها، واستمرت الصورة المثالية التي يشوبها القليل من الانتقاد إلى يوم الفصل، الذي أرّخه الصحفي المقتول جمال خاشقجي. ما قبل الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، ليس كما بعده بالنسبة لولي العهد، يوم اغتيال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول بشكل مروّع، قلب موازين المعادلات، ونسف صورة الإصلاح التي ادّعاها ابن سلمان منذ تسلمه ولاية العهد العام الماضي.

 "مجرم"، "قاتل"، "السيد منشار العظم"، ألقاب رافقت ولي العهد السعودي منذ جريمة اغتيال خاشقجي، خاصة مع الأنباء والتحقيقات التي توصلت إلى أن خاشقجي تم تقطيعه بمنشار.

مراقب داخلي للشأن السياسي في السعودية، وفي دردشة مع موقع "العهد الأخباري"، يشدد على أن صورة ابن سلمان ظهرت على حقيقتها بمعية جريمة خاشقجي، وينتقد السياسة الغربية التي تحفظ الحماية لابن سلمان، وتكتفي بانتقاده بشكل كلامي ليس إلا.  ويضيف أن الداخل السعودي "يوصّف ابن سلمان بأنه قاتل ومجرم، ولكن القمع المستشري يمنع الكثيرين من التعبير عن رأيهم ولا يسمح لهم بالانتقاد أو السعي للتغيير".

بصرف النظر عن مآلات الجريمة التي ارتكبها ابن سلمان على يد عناصره بحق خاشقجي - الصحفي الذي لطالما كان من أبواق السلطة السعودية على امتداد سنوات ماضية - يفصح المشهد العام عن أن صورة ابن سلمان لم تعد كسابقها، ومن المحتمل أن تظل صورة باقية في الأذهان بأنه قاتل لصحفي ومواطن سعودي، حتى أمام راعيه الغربي وتحديدا الأميركي الذي يؤمّن له الحماية على قدر الصفقات والأموال التي يدفعها، وهذا ما ظهر جلياً في قمة العشرين التي انعقدت قبل أيام في الأرجنتين، وحضرها ابن سلمان وكان "منبوذاً" فيها.
بدا محمد بن سلمان،  في "قمة العشرين"، وحيداً فريداً بل يمكن القول إنه كان منبوذاً بين جموع الحاضرين، خاصة إذا ما قورن حضوره مع زيارتيه إلى كل من واشنطن ولندن العام الماضي. ففي جولته الأميركية البريطانية، احتضنت الشركات ووسائل الإعلام والنخبة السياسية "الأمير" الشاب الذي زعم الإصلاح، إلا أنه في الأرجنتين خيّمت عليه "جريمة خاشقجي"، التي استحالت ورطة يصعب الخروج منها.

في مشهدية بوينس آيرس، ظهرت جلياً محاولات محمد بن سلمان الظهور على شكله المعتاد من المكابرة والقوة وعدم المبالاة، إلا أنه باء بالفشل وأظهر الصورة شاحبة، صورة تتلون ببقايا الجرائم التي لم تقتصر على جريمة خاشقجي، إنما أبرزت إلى الواجهة جرائم حرب اليمن المنفذة بأوامر "الأمير محمد بن سلمان"، منذ أربع سنوات، وبدأت الضغوط الدولية من أجل إنهاء العدوان أيضاً، وهو العدوان الذي رسم ملامح ابن سلمان على أنه "مجرم حرب" و"قاتل للأطفال"، وهذه الصفات أطلقها العديد من المراقبين الغربيين والمنظمات الحقوقية الدولية.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف