نقاط على الحروف
أبواق العدو "الإسرائيلي" في لبنان
فيصل الأشمر
الأمر ليس جديداً لكنه لافت هذه المرة. في حرب تموز ألفين وستة شاهدنا بعض القنوات التلفزيونية اللبنانية تنقل تهديدات ضباط العدو "الإسرائيلي" للمقاومة الإسلامية ولكل اللبنانيين، مع تحميل هؤلاء مسؤولية ما تقوم به المقاومة من رد على العدوان الوحشي الذي استهدف المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم بعد قيام المجاهدين بأسر الجنديين "الإسرائيليين" لمبادلتهما بأسرى لبنانيين وعرب معتقلين في زنازين العدو الصهيوني.
ولم تخرج يومها بعض الصحف اللبنانية عن هذا الأمر. فكانت تنقل التهديد والتهويل "الإسرائيلي" والأميركي أكثر من نقلها لمجريات العدوان اليومية على لبنان. كما شاركت هذه الصحف القنوات المذكورة في نقل تصريحات السياسيين اللبنانيين والعرب الرافضين "ممارسات" حزب الله "الخارجة" عن القرار اللبناني الرسمي، والتي وصلت إلى حد مطالبة حزب الله بإعادة الأسيرين "الإسرائيليين" إلى كيان العدو.
في العام ألفين وستة لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي في مثل انتشارها اليوم، ولم يكن للسياسيين والإعلاميين وغيرهم منصات يطلقون منها مواقفهم من الأحداث والأمور السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية وغيرها. ولذلك فإن الكثيرين من السياسيين والإعلاميين والمثقفين أصبح بمقدورهم اليوم نشر ما يريدون من نصوص مؤيدة أو معارضة للحكومة أو هذا الحزب أو ذاك أو هذا السياسي أو ذاك.
وعليه، فإن عملية المقاومة الإسلامية أمس قرب مستعمرة "أفيفيم" (واسمها قبل الاحتلال "الإسرائيلي" صلحا) شمال فلسطين المحتلة، ردّاً على العدوان الصهيوني على منزل مدني في سوريا والذي أدى إلى استشهاد المقاومَين حسن زبيب وياسر ضاهر، كانت فرصة جديدة لمعارضي حزب الله ومقاومته لنشر انتقاداتهم لعملية المقاومة "التي ستجلب الدمار للبنان والتهجير لأبنائه" كما ذكر كثيرون.
إن انتقاد حزب الله ومقاومته لا يمكن لأحد أن يمنعه، ونشر الكتابات ضدهما لم يزعج قيادة الحزب يوماً، فمن بعض حسنات لبنان أن الحرية فيه مكفولة إلى حد التهتك، وإلى مستوى الانحطاط الأخلاقي والثقافي والسياسي والإعلامي. أما المشكلة في بعض ما نشرته وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي منذ أسبوع إلى اليوم، فهي تماهي بعض هذه الوسائل وبعض السياسيين والإعلاميين مع وسائل إعلام العدو، فإذا بنا أمام وسائل إعلام وحسابات على وسائل التواصل وكأنها وسائل إعلام وحسابات تواصل "إسرائيلية" تبث من لبنان، ووصل الأمر ببعض هذه الوسائل والحسابات إلى حد أن تكون عرضة للملاحقة القانونية لمخالفتها بعض القوانين اللبنانية، لو كان هناك مَن يلاحِقون.
لقد كانت أحداث الأسبوع الماضي نموذجاً، كما كانت حرب تموز ألفين وستة نموذجاً، عن بعض الإعلام اللبناني وبعض السياسيين والإعلاميين اللبنانيين، الذين تجاوزوا معارضتهم لفريق من اللبنانيين إلى حد أن يكونوا أبواقاً تنطق باسم العدو، فحتى متى وإلى متى؟
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024