نقاط على الحروف
لا مكان للعملاء في وطن المقاومين
فيصل الأشمر
كل الكلام بكل أساليب الفصاحة والبلاغة والصور المشبهة وكل ما يمكن صناعته من أفلام لا يصل إلى تصوير لحظة عذاب واحدة عاشها معتقَل في سجون العدو الإسرائيلي وعملائه اللحديين سواء في معتقل الخيام في جوبيّ لبنان أو في معتقلات الداخل في فلسطين المحتلة.
وفي معتقل الخيام تحديداً كان العدو يترك أمر تعذيب المعتقلين إلى عملائه اللبنانيين، ليمارسوا الفظائع وفنون التعذيب المختلفة، بحق لبنانيين لم يكن بعضهم منتمياً في الأصل إلى أي جهة لبنانية مقاوِمة، فتصوروا ما كان حال من يُعتقل ومعروف انتماؤه إلى المقاومة.
بعد التحرير في العام ألفين هرب مَن هرب من العملاء اللحديين إلى فلسطين المحتلة، واعتُقل لدى الدولة اللبنانية من اعتُقل. معظم الهاربين إلى فلسطين كانوا من العملاء المجرمين، القتلة، الذين كان لهم تاريخ طويل في إرهاب اللبنانيين رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً، والذين كانوا يُظهرون كل حقدهم وإجرامهم لينالوا الدرجات العليا لدى أسيادهم الصهاينة.
أما الذين اعتقلوا لدى الدولة اللبنانية، فلم يطل المقام بهم في السجون، وكانت أحكامهم مخففة بشهادة أهل الاختصاص تردفها اعتراضات الناشطين في مجال حقوق الإنسان والأحزاب والتيارات السياسية التي كانت تعنى بهذا الأمر.
وقد نالت المقاومة حظها من اللوم لأنها سلمت العملاء إلى الدولة ولم تحاكمهم على جرائمهم وتعاونهم مع العدو. وبالتأكيد كانت المقاومة تتعاطى مع الأمر بحكم كونها ليست مختصة بأمر مقاضاة هؤلاء بوجود قضاء الدولة.
بالإضافة إلى المحاكمات الصورية للعملاء، دعت أحزاب وجهات وشخصيات إلى عودة من أسموهم "المبعدين إلى إسرائيل" إلى وطنهم، مع ما في كلمة "مبعدين" من كذب وتشويه لتاريخ هؤلاء العملاء، وكأنهم كانوا مجبرين على التعامل مع العدو المحتل، لا حول لهم ولا قوة.
وخلال كل ذلك، كان موقف حزب الله من الموضوع أن من حق أهل العميل الفار الذين فروا معه أو ولدوا في فلسطين المحتلة، أن يعودوا إلى لبنان دون إحالتهم إلى القضاء بتهمة العمالة، أما العملاء أنفسهم فيمكنهم العودة شرط إحالتهم إلى القضاء للنظر في أوضاعهم.
ولأن لبنان هو لبنان، الدولة الاستثناء عن باقي الدول في كل شيء، يصل عبر مطار بيروت عميل مجرم كان من متولّي معتقل الخيام، والمسؤول عن التعذيب والتنكيل فيه، باعتراف المعتقلين السابقين الذي كتب هذا المجرم تاريخه الإرهابي على أجسادهم وفي عقولهم وذاكرتهم. والأنكى، أن يرافقه من المطار ضابط كبير وفق ما ذكرت صحيفة الأخبار.
أية سخافة هذه؟ أية سخرية بالدولة والقضاء والحكم والكيان هذه؟ أي استهتار بعذابات المعتقلين هذا؟ أي احتقار للبنانيين كلهم هذا؟
ألم يكفِ أن المسؤولين نهبوا البلد، وسرقوا خيراته، ولعبوا بالمؤسسات الرسمية كما شاؤوا، وشرعوا قوانين على مقاسات سرقاتهم، ألم يكف كل هذا لنصل إلى الوقت الذي يقوم فيه سياسي مجرم بتسهيل دخول عميل مجرم إلى لبنان؟
عامر إلياس فاخوري عميل مجرم، أما الذين سهلوا دخوله فأكثر من مجرمين.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024