معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

على رصيف الويمبي كانت الطلقة الأولى
24/09/2019

على رصيف الويمبي كانت الطلقة الأولى

محمد حسين 

في 24 أيلول من عام 1982 وأثناء الاجتياح "الاسرائيلي" لبيروت، سار العشريني خالد علوان إلى شارع الحمرا، قاصداً مقهى الويمبي، حيث يجلس على رصيفه ثلاثة ضباط "اسرائيليين"، لم يعلم أحد منهم أنها دقائقه الأخيرة، أخرج خالد مسدسه فجأة مطلقاً النار، أفرغ مخزنه، قتل ضابطاً وجرح جنديين اثنين.

لم يرضَ علوان حينها أن تُهتك السيادة الوطنية اللبنانية على مرأى عينيه، ويقال إنه قبل أن يطلق النار توجه للنادل بعبارة "حساب الشباب علينا"، ورمى. 

على رصيف الويمبي كانت الطلقة الأولى

سبعة وثلاثون عاماً، ماذا تغير؟ 

الحمرا اليوم باتت خالية من أي جندي "إسرائيلي"، بات المكان الأقرب لرؤية أحدهم هناك، وراء الجدار الذي يفصلنا عن فلسطين. ومن كان يجلس هادئاً في ذلك المقهى، لم يعد مدركاً معنى الجلوس بل بات واقفاً - في كيانه المتزعزع - على "إجر ونص"، يترقب ساعة النهاية. 

سبعة وثلاثون عاماً، كانت العملية الأولى لمقاومة الاحتلال، ووصلنا اليوم إلى عمليات لا تعد ولا تحصى، ولراميا وصلحا النصيب الأكبر في هذا العام. 

سبعة وثلاثون عاماً، وقد تغيرت قواعد الاشتباك، وبات "الإسرائيلي" يُقتل في عمقه. ومع مرور الأعوام، ترى أن ابن العشرين عاماً هنا ما زال متمسكاً بالمقاومة على أنها أسلوب حياة مهما مرت الأيام.

ما حصل في الحمرا منذ سبعة وثلاثون عاماً، سيتحقق في آخر معاقل "إسرائيل"، حيث سنشهد زوال الكيان من شبعا إلى الجليل، وصولاً إلى القدس، وما بعدها.

كما كل عام، يحيي الحزب القومي السوري ذكرى عملية "الويمبي" مؤكداً أن المقاومة ليست خيارا وحسب، بل هي نهج وقرار. ونحن على موعد يوم الجمعة القادم عند الساعة السادسة مساءً، في مكان تنفيذ العملية، لإلقاء التحية للشهيد خالد عدوان.
 

 

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف