معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

اليقظة الثورية الإيرانية تُفشل مخطط اغتيال اللواء سليماني 
05/10/2019

اليقظة الثورية الإيرانية تُفشل مخطط اغتيال اللواء سليماني 

بقلم د. جمال شهاب المحسن *

وجوهُ الغدر بانت سافرةً من خلال مخطط الإغتيال الفاشل الذي استهدف اللواء الحاج قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني والذي كانت وراءه أجهزة الإستخبارات الصهيونية الأعرابية الإرهابية وأفشلته اليقظة الثورية الإيرانية باعتقال المكلّفين بتنفيذه .. فالحاج سليماني حفظه الله تعالى بات يُؤرقهم ويُخيفهم ويُرعبهم بفعل دوره القيادي الميداني الطليعي في مواجهة أعداء الأمة والإنسانية جمعاء .

وإنْ نسيتُ لن أنسى أن اللواء قاسم سليماني قد رفع العلم السوري مع رفاق السلاح في الجيش العربي السوري والمقاومة والقوات الحليفة في البوكمال بعد القضاء على آخر معقل لتنظيم داعش الإرهابي الصهيوني ... ولقد تكلل هذا الإنتصار الكبير بفتح معبر البوكمال - القائم منذ أيام مما يعزّز انتصارات محور المقاومة في المنطقة كلها .

ولأهمية الرسالة التي وجّهها اللواء قاسم سلیمانی الى مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية سماحة السيد الإمام علي الخامنئي والتي يؤكد فيها  اجتثاث شجرة داعش الخبیثة الملعونة، أجدُ من المفيد التذكير بها حيث جاءت كالتالي : 

حضرة قائد الثورة الإسلامیة العزیز والشجاع 
السلام علیكم 
قبل ست سنوات عصفت فتنة خطیرة تشبه فتن حقبة أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام بالعالم الاسلامی، سلبت المسلمین فرصة التعرف علي الإسلام المحمدی الأصیل، ولكن الفتنة هذه المرة كانت أكثر تعقیداً ومدسوسة بالسُّم الصهیونی والاستكبار . 

هذه الفتنة الخطرة والمسمومة والتی أوجدها الأعداء بهدف إشعال العالم الإسلامی بشكل واسع ودفع المسلمین للاقتتال فیما بینهم، جاءت ضمن حركة خبیثة تحت إسم "الدولة الإسلامیة فی العراق والشام"، وفی الأشهر الأولي تمكنت وبعد خداع عشرات الآلاف من الشبان المسلمین فی بلدین مؤثرین یحددان مصیر العالم الإسلامی أی العراق وسوریا باثارة أزمة خطیرة جداً وسیطرت على مئات الكیلو مترات من أراضی هذین البلدین، وسیطرت على آلاف القري والمدن ومراكز المحافظات الهامة وقامت بتدمیر آلاف المعامل والمصانع والبنیة التحیة بما یشمل الطرق والجسور ومحطات التكریر وآبار النفط والغاز وخطوط الأنابیب ومحطات تولید الطاقة الكهربائیة وقاموا بتدمیر وتفخیخ المدن التاریخیة الهامة بآثارها التاریخیة والحضاریة. 

ورغم انه لا یمكن إحصاء الخسائر والأضرار بشكل دقیق ولكن الأرقام الأولیة تشیر إلي خمسمائة ملیار دولار .

فی هذه الحادثة تم ارتكاب العدید من الجرائم التی لا یمكن عرضها من قطع رؤوس الأطفال ونزع الجلد عن الرجال الأحیاء أمام عوائلهم وأسر البنات والنساء الأبریاء والاعتداء علیهن وإحراق الناس أحیاء والذبح الجماعی للشباب. 

المسلمون فی هذه البلدان ذُهلوا من هذه العاصفة المسمومة، فبعضهم ابتلی بخناجر المجرمین التكفیریین والملایین الآخرون تركوا بیوتهم وباتوا مشرّدین فی مدن وبلدان آخري. فی هذه الفتنة الدهماء تم تدمیر آلاف المساجد والأماكن المقدسة لدى المسلمین وفی بعض الأحیان تم تفجیر المساجد بأئمتها والمصلّین فیها.

أكثر من ستة آلاف شاب مغرر بهم قاموا بتفجیر أنفسهم بسیارات مفخخة فی الساحات والمساجد والمدارس وحتي فی المشافی والمراكز العامة للمسلمین، ونتیجة لهذه التصرفات الاجرامیة استشهد عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبریاء.

جمیع هذه الجنایات وباعتراف أرفع القیادات الرسمیة الأمریكیة والذی یترأس هذا البلد حالیاً تم إیجادها والتخطیط لها بواسطة القادة والمؤسسات المرتبطة بالولایات المتحدة، فیما یواصل القادة الحالیون للولایات المتحدة التخطیط والتنفیذ بالأسلوب نفسه.

إن إحباط هذه المؤامرة الدهماء والخطیرة تحقق، بعد اللطف الإلهی والعنایة الخاصة للرسول الأعظم صلي الله علیه وآله وأهل بیته الكرام، بفضل القیادة الواعیة والحكیمة لسماحتكم والمرجع الدینی آیة الله السید علی السیستانی الذی عبّأ جمیع القدرات لمواجهة هذه العاصفة المسمومة. 

لا شك إن ثبات الحكومتین العراقیة والسوریة والجیشین والشباب فی هذین البلدین لاسیّما الحشد الشعبی المقدس وبقیة الشباب من سائر بلدان العالم الإسلامی والحضور القوی لحزب الله بقیادة السید حسن نصر الله حفظه الله تعالي كان لها دور أساسی فی هزیمة هذا التیار الخطیر.

إن الدور القیّم للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة شعباً وحكومةً جدیر بالاشادة، لاسیّما رئیس الجمهوریة والمجلس ووزارة الدفاع والمؤسسات العسكریة والأمنیة، الذین أسهموا فی دعم الحكومات والشعوب فی الدول آنفة الذكر. 

إننی باعتباری جندی مكلّف من حضرتكم فی هذه الساحة وبعد إنهاء عملیات تحریر البوكمال آخر حصن لـ"داعش" وإنزال علم هذه المجموعة الصهیوأمریكیة ورفع العلم السوری.. أُعلن إنهاء سیطرة هذه الشجرة الخبیثة الملعونة. إننی ونیابةً عن جمیع القادة والمجاهدین مجهولی الهویة وآلاف الشهداء والجرحي المدافعین عن المراقد المقدّسة سواء من الإیرانیین والعراقیین والسوریین واللبنانین والأفغانیین والباكستانیین الذین ضحّوا بأنفسهم للدفاع عن حیاة المسلمین وأعراضهم .. أبارك لكم هذا النصر العظیم والمصیری وللشعب الإیرانی العظیم والشعوب المظلومة فی العراق وسوریا وسائر المسلمین فی العالم.

وأعفر جبهتی شكراً لله القادر المتعال حمداً على هذا النصر الكبیر.
وَ مَا النَّصرُ إلّا مِن عِندِالله العَزِیزِ الحَكِیم
إبنكم وجندیّكم 
 قاسم سلیماني

* ما أجمل هذه الرسالة التي يكشف فيها القائد المنتصر اللواء سليماني بشفافيةٍ ووضوح أبعاد المخطط الصهيوني الأميركي الإرهابي ضد أمتنا ... 
 وكم كنا سعداء حينما أماط اللِّثام في مقابلته الأخيرة عن أبعاد وأهداف حرب تموز - آب عام 2006 ضد المقاومة في لبنان وجمهورها وكل محور المقاومة في المنطقة ولا سيّما العوامل الخفيّة المحرّكة لهذه الحرب العدوانية والتي تكسّرت على صخرة الإبداع المقاوم في الميدان للرجال الأشدّاء في المقاومة وعلى رأسهم قائدهم البطل سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله وعمادهم الشهيد القائد البطل عماد مغنية وظهيرهم السوري الإيراني وفي قلبهم وطليعتهم اللواء قاسم سليماني. 

إن محور المقاومة يتقدّم في انتصاراته المتلاحقة على مستوى المنطقة كلها ، وملحمة نجران الكبرى التي حقّقها الجيش اليمني واللجان الشعبية على العدوان السعودي الغاشم تؤشّر الى انتصارات أكبر وأكبر.
إن المشروع الأميركي الصهيوني يتراجع رغم حالة الإنكار لهذه الحقيقة الساطعة من أصحاب الرؤوس الحامية في "البيت الأبيض" وتل أبيب  مع أدواتهم السعودية و الأعرابية .. ولن يؤثّرَ على ذلك تشويش المهزومين..وهنا نُحيلُُ القاصي والداني إلى التمعُّن في قراءة قوْل الله في كتابه العزيز: 
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}..صدق الله العلي العظيم

* إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي
 

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف