معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

فضاء افتراضي مقاومٌ لا حظرَ فيه ولا هم يحزنون
21/11/2019

فضاء افتراضي مقاومٌ لا حظرَ فيه ولا هم يحزنون

آلاء عدنان حمود

نصف صورةٍ لذقنٍ يكسوها الشيب الأبيض تعلوها عمَةٌ باللون الأسود، هي صورة شبه مبهمة الملامح تكاد لا تُعرف حتى تلقى أرقاماً قياسيَّة من ناحية عدد الإعجابات والتفاعلات والتعليقات على منصة "فايس بوك"، ذلك أنها صورة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، عذراً أقصد "نصف" صوره له! هو مقدّس بالنسبة لجمهوره لكنّ لأنصاف الصور حكاية أخرى لا تتعلقّ بالتقديس، ولكي يكتمل  المشهد ثمّة حروف متقطعة أيضاً تكتب في التدوينات: "ح ز ب ا ل ل ه"  "م ق ا و م ة ا س ل ا م ي ة " عليك جمع الحروف كي تَقرأ الكلمة كما لو أنها شيفرة.

الخطة "باء"

كل هذا التحايل ليس إلا خطة "ب" للهروب من الحظر الذي تفرضه منصة التواصل الاجتماعي "فايس بوك" على المنشورات التي تُصنف "مخالفة لقواعد النشر" في الفضاء الأزرق، في حين يُكتب اسم كيان العدو كاملا وتُنشر صور قادته الملطخة بالدماء الأبرياء بجودة عالية.

فضاء افتراضي مقاومٌ لا حظرَ فيه ولا هم يحزنون

فايس بوك أحادي اللون

هنا بدوري سأكتب اسم كيان العدو " ا س ر ا ئ ي ل" لأنه كيانٌ مفكك زائل، أما صور قادته فلا مكان لها هنا في مقال بلون المقاومة، وليبقى عملاق مواقع التواصل أزرقاً أحداي اللون والانتماء، مزدوج المعايير تحكمه سياسات الولايات المتحدة وكيان العدو الذي يُغدق عليه التعليمات بشأن حظر المحتوى المتعلق بفلسطين وحزب الله وكل ما يصنفه "الشيطان الأكبر" كإرهاب. نعم الشيطان يصنف الارهاب في أرض الواقع وفي العالم الافتراضي أيضاً.    

فضاء افتراضي مقاومٌ لا حظرَ فيه ولا هم يحزنون

"تويتر" للسلام يحظر الإرهاب

في ريعان الفضاء الافتراضي عينه، كان عصفور  السلام الأزرق "تويتر" قد أغلق بحجة "مخالفة قواعد الموقع" حساب قناة المنار الرسمي وحسابات أخبارها، وعدداً من حسابات قادة حركة حماس، وجميع حسابات شبكة قدس الإخباريّة الفلسطينيّة. أما حسابات كيان العدو فمن البديهي أنها لا تصنف كإرهابية ولا تخالف السياسات.

فضاء افتراضي مقاومٌ لا حظرَ فيه ولا هم يحزنون

واتساب على خطى الشركة الأم

اليوم تنْحى الفقاعة الخضراء واتساب منحى الشركة الأم "فايس بوك" و صديق التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث حظر تطبيق التراسل الفوري "واتساب"، حسابات المئات من الصحفيين الفلسطينيين، أما السبب فهو  الحجة عينها التي استخدمها سابقيه "فايس بوك" و"تويتv" في حظر تلك الحسابات التابعة للشخصيات التي تُزعج الولايات المتحدة وكيان العدو :” نشاطات الحساب مخالفة لشروط الخدمة”.

عذر أقبح من ذنب  

يبدو أن مواقع التواصل "فايس بوك"، "تويتر" و"واتساب" تُعاني من عقدة مخالفة قواعد النشر، حتى تستخدمها كشمّاعة لتبرر قيامها بحظر الحسابات الفلسطينية وتلك التابعة لحزب الله. إلا أنَّ "واتساب" حاول إضافة ذريعة جديدة إلى جانب مخالفة قواعد النشر كي تدعم موقفه، اذ استطردت شركة "واتساب" تبريرها بأنها تلقت العديد من الشكاوى التي تتعلق بحساب "الواتساب" الخاص بهؤلاء الصحافيين ، مردفة "لا يمكننا الإفصاح عن طبيعة هذه الشكاوى لحماية خصوصية الطرف الآخر"!  يا له من عذر أقبح من ذنب، لو بررت الشركة بصريح العبارة أنها التزمت بأوامر الطرف الآخر أي الولايات المتحدة وكيان العدو بالتزامن مع اعتدائها على غزّة لكان التبرير أكثر اقناعاً.

مساحات آمنة

الواقع أن ازدواجية المعايير في عمل شركات مواقع التواصل الاجتماعي ليست مُستغربة، ذلك  أنّ الدّول التي تضم الشركات المالكة لمواقع التواصل، لها أن تبسط هيمنتها عليها، وتمارس الضغوطات، لتشكيل سياسات نشر تتوافق مع مصالحها. من هنا تظهر دعوات جدّية في محور الممناعة لتحويل التهديد الى فرصة، والعمل على تطوير منصات تواصل اجتماعية خاصة بهذا المحور تشكِّل مساحة آمنة للتعبير عن الرأي المقاوم، فهل نحن أمام منصة فضاء افتراضي مقاوم لا كلمات متقطّعة ولا أنصاف صور ولا حظر فيه ولا هم يحزنون؟

مواقع التواصل الاجتماعي

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف