نقاط على الحروف
الأوضاع اللبنانية وأبعاد التحركات في الصحافة الغربية
عبير بسّام
كُتب الكثير حول ما يحدث في لبنان على المواقع المتخصصة في الدّراسات الجغرافية ـ السّياسية والإجتماعية ـ السّياسية. وقد كشفت المقالات والدراسات تفاصيل تتعلق بالوضع السّياسي القائم في لبنان اليوم، والتّي تُعد مثيرة للإهتمام. شرح العديد منها تصوره ماهية المرحلة القادمة في البلد ووضع حيثيات الخطوات المستقبلية وعلاقتها بالواقع المحلي وبالسّياسة العالمية والصّراع الدّولي في الشّرق الأوسط وحتى في العالم.
Geopolitics Alert
نشر "راندي نورد" مقالاً، في 5 نيسان/ أبريل 2019، على موقع: Geopolitics Alert، أورد في مقدمته تسلم الرّئيس اللبناني ميشال عون من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وثيقة، وضعت من قبل كل من الولايات المتحدة واسرائيل، والتّي تفصّل خطة لبدء حرب أهلية جديدة في لبنان تحت عناوين مموهة والتحضير لاجتياح اسرائيلي له. وقد تضمنت الوثيقة توصيات بتنفيذ هجمات كيميائية مفبركة تطال مواطنين لبنانيين ومستوطنين صهاينة ، تشبه الفبركات التّي أخرجتها الخوذ البيضاء في سوريا، واتهام حزب الله بتنفيذها، مما يستدعي تدخلاً اسرائيلياً عسكرياً لحماية مستوطنيها. رفض الرّئيس ميشال عون يومها وبشدة مطالب بامبيو. وتوضح الوثيقة كيفية استخدام الطّرق ذاتّها التّي استخدمت في سوريا وليبيا وفنزويلا ومناطق اخرى في العالم من خلال القوى "الدّيمقراطية المناسبة" على الأرض. يشرح المقال، في حينها، تفاصيل المشاهد التّي ترافقت مع الحراك اللبناني الذّي بدأ في 17 تشرين الأول/ اكتوبر، والذّي بات يقلق الكثير من المهتمين بإستتباب الأمن في لبنان. وفي هذّا الإطار، يعد المشهد الذّي حَضر في العديد من الشّاشات لمتظاهرة شابة ورفاقها منعهم الجيش اللبناني من إغلاق الطّريق، وصراخها مطالبة بدخول الجيش الإسرائيلي لحمايتها أمراً يتناغم مع حيثيات التّقرير. كما يكشف المقال لقاءات بومبيو بزعماء لبنانيين والذّين طالبهم باتّخاذ المواقف الجريئة للوقوف في وجه حزب الله وحلفائه، وبالتّالي فإن الشّعارات التّي اتخذت منحى المطالبة بإسقاط ليس فقط النظام وإنما بإسقاط العهد يتناغم مع تفاصيل الوثيقة.
Global Research
كشف منذ العام 2011 مهدي داريوس نازمرويا على موقع Global Research، معلومات عن مسرح الحرب الأميركية القادمة في سوريا ولبنان، وعن محاولات الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل والمملكة السّعودية لتقييد يدي حزب الله من خلال خلق القلاقل والإضطرابات في الدّاخل اللبناني. وأن القوى الثّلاث تحاول جاهدة من أجل تفكيك المحور المقاوم وإضعاف المحاولات للتّغيير نحو الدّيمقراطية في العالم العربي، وأنّ اللعبة التي تقودها أميركا اليوم تستهدف كل من إيران وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين.
ويضيف نازمرويا، أنه ليس سرّاً أن لبنان يعد مرتعاً لمختلف الوكلات المخابراتية العالمية من مخابرات الولايات المتحدة والأوروبية والإسرائيلية والأردنية والسّعودية. وأن هدفهم الأساس هو مواجهة حزب الله وحلفائه. وأضاف أنّه في العام 2006 وبينما كان الأوروبيون يجمعون المعلومات المخابراتية عن حزب الله، كان السّعوديون يسهلون التّواصل ما بين شبكة من العملاء اللبنايين وما بين الإسرائيليين، والترويج، في الوقت نفسه، بأن حزب الله هو أداة إيرانية وأنه المسؤول عن تأجيج الإضطرابات في الخليج العربي وخصوصاً في البحرين، وهذا التّرويج كان ضمن اللعبة الطّائفية التّي لعبها الخليجيون بهدف تعميق الخلاف الطّائفي في المنطقة وفي لبنان.
حول الأسباب السّعودية في تأجيج الوضع اللبناني وفي العام 2017 كتبت جويس شدياق في موقع Global Research عن وثيقة سرية تعاون عليها كل من السّعودية واسرائيل من أجل استفزاز حرب جديدة في لبنان. وأن العمل على حث التّوجه نحو حرب في لبنان بدأ منذ الرّابع من تشرين الثّاني/ نوفمبر، أي بعد يوم واحد من إعلان الإنتصار على داعش. وابتدأ الأمر بالدّفع نحو استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من السّعودية في السّابع من تشرين الثّاني/ نوفمبر 2017. وبالطبع الهدف من ذلك استهداف لبنان بحرب أهلية جديدة في محاولة لتقويض استقلال لبنان وضرب حزب الله فيه، وبالتّالي حماية أمن اسرائيل. وأما الهدف الثّاني فهو قناعة السّعوديين والإسرائيليين بأنه لا يمكن ضرب "الدّور الإيراني"، المفترض، في دعم الحوثيين في اليمن إلّا من خلال تقويض قوة حزب الله، ليتسنى لكل من السّعوديين والإسرائيليين ربح الحرب في اليمن. وهذا أيضاً ما نشره تايلر ديردن في تموز/يوليو 2017، على موقع ZeroHedge، مع تحديد تفاصيل نقاط الإتفاق السّعودي الإسرائيلي لبدء حرب في لبنان، وعلى حزب الله بالذات.
oneworld.press
في 28 تشرين الثاني/ اكتوبر، سونيا فان دين إند، صحفية متواجدة في لبنان حالياً، وكانت لفترة سابقة في سوريا وفي باب عمر بالذّات، وقد شرحت في مقالها على موقع oneworld.press ومن خلال مراقبتها الأوضاع التّي خلفتها الحرب على سوريا وعلى لبنان. ونبهت من أن الذّي أجج الفوضى في سوريا كانوا ذاتهم السّاعين إلى تأجيج الحراك في لبنان. وأن الأميركيين والإسرائيليين والأوروبيين يقولون أن هذه "الثّورة" تعتبر أكبر من ثورة الأرز وأنّهم يضعونها في مصاف "الرّبيع العربي الجديد"، غير أنّ فان دين إند تعتبر هذا الكلام خطير جداً، لأنّ المتنورين يعون أنّ الرّبيع العربي قد تم استنباطه بواسطة الأميركيين وحلفائهم من الأوروبيين وحلف الناتو، وأنّه موّل من قبل مؤسسات جورج سوروس ومنها " مؤسسات المجتمع المفتوح" والتي جلبت الدّمار لكلٍّ من سوريا وليبيا وقادت العالم إلى حافة الإنهيار.
Global Research
ومنذ العام 2012 شرح ريتشارد سكاف على موقع Global Research، أبعاد الإضطرابات التّي ابتدأتها الولايات المتحدة، وعن نتائجها في تقويض أمن العديد من الدّول العربية، ويحذر سكاف أنّ الدّور القادم سيكون على كل "من لبنان وإيران". وتحت عنوان مقال لافت: " الحرب القادمة: وجهتها "لبنان"؛ كتب أنّ تقسيم إيران سيكون الأصعب، بسبب التّماسك بين شعبها ذو اللون الشيعي، إلّا أنّ ورقة الأسلحة النّووية سيتم اللعب عليها بالكامل". ويعتبر أن "الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1975 كانت النّموذج المحتذى في دول البلقان، بل في جميع دول المنطقة وحتى العالم"، بمعنى أنها كانت نموذجاً للفوضى الخلاقة فيما بعد. ويكمل "وللأسف، لبنان الذّي كان يعتبر سويسرا الشّرق على البحر المتوسط لن يعرف السّلام أبداً حتى يتم ضمان أمن اسرائيل". وتحقيق ذلك يتعين من خلال: تجريد حزب الله من سلاحه وبالتّالي القضاء عليه. وثانياً من خلال إعادة تقسيمه. ويؤكد سكاف أن المخابرات الإسرائيلية تنشط بقوة في لبنان ويبذل الاسرائيلي قصارى جهده من أجل تقويض استقرار لبنان من خلال الإستفزازات التّي يقوم بها من أجل تبرير إعادة غزوه واغتيال شخصيات سياسية لبنانية.
ويذهب سكاف إلى أبعد من ذلك، ليقول أنّ القوى الإستعمارية الغربية ستجد في الخطط الإسرائيلية البربرية الآبدة المبررات الأخلاقية من أجل تدخلها كي تستمر في استراتيجية مص الدّم من أجل إفقار الشّرق الأوسط برمته وإعادته إلى العصور الوسطى من خلال تركه عرضة للموت البطيء! وفي الوقت نفسه يستمر الغرب بنشر غطرستهم الإرستقراطية وإعلان تفوق عقيدتهم الدّيمقراطية. وسيستمر لبنان في النّزف كما الشّرق الأوسط حتى آخر قطرة من موارده الطّبيعية، ثم يتم عزل الشّرق الأدنى عن موارد النفط والغاز لصالح الغرب.
هذا الكلام مجتمعاً لا ينفصل عمّا بات واضحاً بعد تطور التحركات في لبنان وبروز القوى التّي استغلت حاجات الشعب لـ "ركوب الموجة". وهذا لا ينفصل عما تظهره الصّحافة الغربية من مخططات للبنان، والتّي لا تنفصل عن المخططات المبيتة لمنطقة الشّرق الوسط كلَّها. وبالتّالي فإن ذلك ينسجم مع تصريحات السّفير الأميركي السّابق في لبنان جفري فلتمان، كما ينسجم مع الشّكوى المقدمة من أعضاء الكونغرس للأمم المتحدة مؤخراً، من أجل الإعتراض حول آلية تنفيذ القرار 1701 في لبنان. ليأتي التّصريح الذّي عبّر عنه مصدر خاص لموقع "العهد" الإخباري ومنذ بداية التّحرك، بأنّ "ما يحدث في لبنان لن يتوقف وأن استقالة رئيس وزرائه سعد الحريري ستكون فاتحة تدويل القضية في لبنان للوصول إلى أبعد من ذلك، لأن المطلوب انشغال حزب الله في حرب أهلية تمهد لتعديل القرار 1701 ووضع البلد تحت البند السّابع بدلاً من البند السّادس، وبالتّالي وضع لبنان تحت احتلال قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل"، التّي تحاول إستمالة الناس في الجنوب من خلال "مشاريع الفُتات" التّي تقدمها منذ العام 2006 وحتى اليوم". ويختم المصدر "ولكن حزب الله يتصرف بحكمة واضحة".
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024