معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

هل تسجِّل الولايات المتحدة الأميركية أوّل حالة عزل رئيس من منصبه في تاريخها؟
19/12/2019

هل تسجِّل الولايات المتحدة الأميركية أوّل حالة عزل رئيس من منصبه في تاريخها؟

حسن زين الدين
انتهت نتيجة تصويت مجلس النوَّاب الأميركي على عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس بأغلبية موافقة على مشروع العزل، حيث بلغت الأصوات على الفقرة الأولى "إساءة استخدام النفوذ"، 230 صوتًا موافقًا مقابل 197 صوتًا رافضًا، وعلى الفقرة الثانية "إعاقة عمل الكونغرس" 229 صوتًا موافقًا مقابل 198 صوتًا رافضًا.

وكان قد سبق لرؤساء أميركيين أن واجهوا إجراءات عزل بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعتبر حالة ترامب هي الحالة الثالثة التي وصلت إلى تصويت مجلس النواب بعد كل من أندرو جونسون عام 1868 (ديمقراطي) بتهمة مخالفة قانون "حيازة المنصب"، وبيل كلينتون عام 1994 (ديمقراطي) إثر الفضيحة المالية المعروفة بـ"وايت ووتر" وفضيحة تحرش جنسي، واللذين أدينا في مجلس النواب وتمت تبرئتهما لاحقًا في مجلس الشيوخ. وتعتبر الحالة الرابعة إذا ما تم احتساب حالة ريتشارد نيكسون عام 1974 (جمهوري) بتهم إساءة استخدام السلطة وتحدي قرار المحكمة باستدعائه في قضية التجسس وعرقلة سير العدالة، حيث استقال بعد تقديم مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) العديد من الأدلة ضده دون أن تستكمل إجراءات العزل.

فما هي الآلية الإجرائية المعتمدة في أميركا لعزل الرئيس؟ وهل ستسجِّل الولايات المتحدة الأميركية أوّل حالة عزل رئيس من منصبه في تاريخها؟

كانت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي قد أعلنت في 24 أيلول/ سبتمبر الماضي وبشكل رسمي فتح تحقيق لعزل ترامب، مشيرة حينها إلى التهم الموجهة إليه والتي انتهك من خلالها الدستور عبر السعي للحصول على مساعدة دولة أجنبية لإيذاء خصمه الديموقراطي جو بايدن، قائلةً: "إنَّ تصرّفات رئاسة ترامب كشفت عن الحقائق المشينة لخيانة الرئيس لقسمه وخيانته لأمننا القومي وخيانته لنزاهة انتخاباتنا".. مشيرةً في وقت لاحق إلى وضوح التهم الموجَّهة إليه حيث قالت: "الحقائق لا جدال فيها. لقد أساء الرئيس استغلال سلطته لمصلحته السياسية على حساب أمننا القومي، من خلال حجب المساعدات العسكرية (عن أوكرانيا)، واجتماع حاسم للمكتب البيضاوي في مقابل الإعلان عن التحقيق مع منافسه السياسي". وبهذا الإعلان تكون بيلوسي قد أطلقت عجلة إجراءات العزل.

يضم مجلس النواب الأميركي ست لجان منفصلة مهمتها إجراء التحقيقات اللازمة في مثل هذه القضايا وهي: اللجنة القضائية، اللجنة الاستخباراتية، لجنة الطرق والوسائل، لجنة الرقابة، لجنة الخدمات المالية، لجنة الشؤون الخارجية. وبحسب طبيعة التهم الموجَّهة لترامب، فقد تم تكليف لجنة الاستخبارات التحقيق بالتهم حيث قدَّمت تقريرًا ضمَّنته اللجنة القضائية في مواد المساءلة.

كان من الممكن أن ترفض اللجنة القضائية مواد المساءلة وبالتالي تنتهي القضية، ولكنَّها بالفعل وافقت عليها وأحالتها إلى مجلس النوَّاب للتصويت، وقد صوَّت بالأغلبية أمس على مشروع العزل.

بعد هذه الخطوة سيحيل مجلس النوَّاب مواد المساءلة إلى مجلس الشيوخ (ذي الأغلبية الجمهورية) والذي سيجري المحاكمة بعد أن يعيِّن كبير القضاة في المحكمة العليا الأميركية قاضيًا في هذه القضية، ويحضر محامو ترامب للدفاع عنه إضافة إلى محلَّفين من مجلس الشيوخ.

وبالمحصِّلة، إذا صوَّت ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ على إدانة ترامب فيكون ترامب أوَّل رئيس أميركي يتم عزله من منصبه.

يبدو ترامب مطئنًا لما ستؤول إليه الأمور ويحاول الاستفادة من نتيجة التصويت ليؤكِّد على تماسك الحزب الجمهوري ووقوفه إلى جانبه حيث إنَّ كل النواب الجمهوريين قد صوَّتوا بالفعل ضد القرار، حتى أنه سجَّل خرقًا بثلاثة أصوات من الديمقراطيين، حيث قال بعد إطلاعه على نتيجة التصويت أثناء إلقائه كلمة في ميتشغان: "كل عضو جمهوري صوَّت لصالحنا.. لم نخسر صوتًا جمهوريًا واحدًا.. الحزب الجمهوري لم يسبق له أن تمت مواجهته بهذه الطريقة إلا أنه أيضًا لم يسبق له أن كان متحدًا كما هو حاليًا".

ربما ستأخذ الإجراءات بعض الوقت قبل إحالة القضية إلى مجلس الشيوخ، ما سيجعلها قريبة من فترة الانتخابات الرئاسية، والتهم وإن أسقطها الجمهوريون في مجلس الشيوخ إلا أنه لا يمكن نفي تأثيرها على مستقبل ترامب الانتخابي أو الرئاسي.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل