نقاط على الحروف
تركيا و"إسرائيل" ما بعد تحرير إدلب: تيه "أردوغاني" وعجز اسرائيلي
ايهاب زكي
لو أوقف الجيش السوري الآن عملياته في إدلب، سيكون قد حقق كل الأهداف المرحلية والاستراتيجية من عمليته المبهرة، وكل ساعةٍ تمر منذ الآن فصاعداً دون توقف العمليات، فهي مكاسب ما فوق الهدف المرحلي والرؤية الاستراتيجية، وبمناسبة الاستراتيجيات فلن أتطرق لتصريحات الرئيس التركي التي اشترط فيها انسحاب "قوات النظام" على حد قوله لما وراء النقاط التركية، حيث سيكون من المعيب جداً قراءة هذه التصريحات بعيداً عن وسادة أردوغان الخالية وسرير نومه، وحتى ابن سيرين سيعتبرها أضغاث أحلامٍ لا تصلح للتعبير فكيف بالتحليل السياسي.
ولكن
في الأسبوع الماضي تعمدت متابعة الإعلام التركي، والحصيلة النهائية كانت صفراً مكعباً، فبعيداً عن "الحنجوريات" الإعلامية شديدة التأثر بالمعلم الأكبر للصياح أردوغان، كان هناك ما يشبه التيه العبري في صحراء سيناء، ولم أستطع الخروج بخلاصةٍ واحدة عما يريده الترك، فمنهم من يريد تحرير دمشق ومنهم من يريد تصديق جيمس جيفري ومنهم من يريد الصدام معه، وبعضهم يريد الصدام مع بوتين، وبعضهم يرى إدلب معركة تركية - روسية، فيما يراها آخرون معركة سورية - تركية مع ضرورة تحييد روسيا وإيران، وبعضهم يراها معركة "الناتو" تركيا رأس حربتها، وبعضٌ يراها معركة الدفاع عن الوطن التركي، وبعضهم يريدها سلماً لقلب أمريكا فيما البعض يريدها سلماً للحلم العثماني. ولكن باستثناء بعض المعارضة فلا أحد يراها ورطة كبرى تسبب بها الوهم الأردوغاني، الذي لا زال يتمسك بتلابيب مشروع الشرق الأوسط الجديد المهترئ، الذي تخلى عنه حتى أصحابه، ولا أحد يراها مجرد تعنتٍ أردوغاني لأمرٍ يتعلق بطموحاتٍ شخصية أو حزبية في أفضل الأحوال لا علاقة لها بالمصالح التركية، ومنبع هذا التيه هو أنه فعلاً لا أحد يعرف ماذا يفعلون في إدلب ولا حتى أردوغان شخصياً.
و
هذا في الشمال أما في الجنوب فهناك مركز العجز كله، حيث تحاول "إسرائيل" رفد الحنجرة الأردوغانية بضجيج طائرات "إف 16" و"إف35"، عبر استهدافاتٍ لا تسمن ولا تغني من خوف، فتوقيع ترامب على صكوك الجولان قد يمنح نتن ياهو أوراقاً في صندوق الانتخابات، لكنه أعجز وأوهى من منح كيانه الأمن والاطمئنان. كما أنّ هذه الغارات الاستعراضية لا أهداف عسكرية لها على الإطلاق، إنما هي مجرد دفع وتشجيع للمطبعين تحت وطأة اليد الطولى، وطرقٌ على وعي ضعاف النفوس لتسليم ما تبقى من رغبةٍ في الرفض في نفوسهم، أما بالنسبة لمن يرى الصورة كاملةً، فهي الصورة الأجلى للعجز الصهيوني، فهذه سوريا التي من المفترض أنّها منهكة في حربٍ قاسية على مدى تسع سنوات، لا تجرؤ الطائرات الصهيونية على اختراق أجوائها، بل تقذف صواريخها من خارج الحدود، كما أنّ
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024