نقاط على الحروف
غزّة.. استراحة محارب بين صلاتين وقتال
هيثم أبو الغزلان
لم يتأخّر ردّ "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، على جريمة مقتل المجاهد محمد علي الناعم شمال خانيونس، وكذلك فعلت بعد استشهاد مجاهديها: سليم أحمد سليم، وزياد أحمد منصور، في المحاولة الصهيونية لاغتيال عضو المكتب السياسي في الجهاد أكرم العجوري في دمشق.
لم يكن توقيت معركة "بأس الصادقين"، ملائمًا لرئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، وهو الذي يعاني ما يعانيه في ملفات الفساد، وفي معركته الانتخابية، واقتراب إجراء الانتخابات في أوائل الشهر المقبل، لكنّه بالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي و"سرايا القدس" كان التوقيت يفرضه واجب الرّدّ على جريمة صهيونية يندى لها جبين الإنسانية.
لم يكن أمام مجاهدي "سرايا القدس" الذين خاطبهم الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة، قبل أيام قليلة "فلنذهب إلى القتال كما نذهب إلى الصلاة"، إلا أن يذهبوا إلى القتال بروح معنوية عالية، وانضباط كبير، وهدف واضح، كما يذهبون إلى الصلاة متوضّئين ومتوجّهين إلى الله أن يتقبّل أعمالهم، ويحقق أمانيهم ليكونوا في عداد سادة قافلة النور، أو يخطّون طريق النصر لقافلة الاشتباك المستمر ضد الكيان الغاصب وأعوانه.
غزة العصيّة على الاحتلال، والجهاد التي خاضت الجولة القتالية "بأس الصادقين"؛ بهدفٍ ورؤية واضحتين، ورجال ذاهبين إلى القتال كما يذهبون إلى الصلاة، وقيادة تسيطر وتتحكّم بمجريات المعركة، جعلت العدو يبحث عن تحقيق أيّ إنجاز خارج غزة، فعاد التصعيد من جديد ردّا على اغتيال مجاهدين في دمشق.
عندما أدرك الصهاينة حجم جريمتهم؛ تساءل محلّلوهم السياسيون: "لماذا أقدم الجيش على احتجاز الجثمان أمام الكاميرات؟ ولماذا لم يُنتشل دون تصوير؟". هذا الفعل حدا بالوزير يوفال شتاينتس ليطالب بفتح "تحقيق في الطريقة التي أجلى بها الجيش جثة الفلسطيني مما تسبّب لنا بضرر نحن بغنى عنه".
هذا الضرر الذي فسّره رئيس "الموساد" الأسبق داني ياتوم حين وصف الوضع في منطقة غلاف غزة بأنه "واقع جنوني"، وأن الحكومة الانتقالية لا توفّر للمستوطنين هناك الأمن. هذا الأمن المفقود كتب عنه "يوسي يهوشع" في (يديعوت) أنه من الواضح أن الجهاد الإسلامي بعد الذي حصل يتّجه نحو التصعيد. ووزير الأمن "الإسرائيلي" "جلعاد أردان" وصل به الأمر لأن يصف الوضع بأنه "أصبح لا يطاق".
وتقول الصحافية الإسرائيلية شمريت مائير "إن الصور القاسية لجرف جثمان رجل الجهاد "محمد الناعم" على حدود القطاع هزّت غزة. وبعد ساعات من تغريدة المتحدث باسم سرايا القدس لم يعد مجال للشك: هذا المساء سيكون عاصفًا".
وفيما كان قصف السرايا مستمرًا، وصف بني غانتس الوضع بأنه "معركة حقيقية بالجنوب، بينما نتنياهو يواصل حملته الدعائيّة الكاذبة ضدّنا". وطالب باحتلال غزة، ليرُدّ عليه وزير الجيش نفتالي بينيت "كيف تطلب احتلال غزة وأنت ارتجفت من إدخال الجنود لأطرافها؟!".
أما في المقلب الآخر فكان ردّ الناطق باسم "سرايا القدس" واضحًا "التهديدات لا تخيفنا، وننصح العدو أن لا يُجرّبنا".
ومن جديد يستريح المحاربون قليلًا بين صلاتين وقتال؛ بانتظار صاروخ ينطلق، أو عبوة تنفجر، أو رصاصة في صدر العدو.. إنها مسألة وقت لا أكثر.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024