نقاط على الحروف
زيف انسانية الغرب مقابل إيران.. بلاد الحب والوفاء
ليلى عماشا
في خضمّ تراشق الاتهامات، مرّت أيام لم نتذكّر خلالها ربما، أن الدولة الراعية للحبّ في الأرض والتي يعاقبها العالم على حسن إدارتها للحرب في وجه الشرّ، تقع اليوم في ظلّ حصار يمنح "كورونا" فرصة اكبر للانتشار بين أهلها، أهلها الذين يحبون شهداءنا وكأنهم أبناؤهم، والذين لم يتأخروا عن الجود بأبنائهم في ساحات القتال والاستشهاد على أرضنا.
لا يتسع المكان هنا لتعداد كلّ جميل تركته كفّ إيران في كل أرض حلّ فيها الظلم.. من غزّة إلى اليمن، ومن سوريا إلى العراق، وهنا، في لبنان، حيث في كل لحظة نصر نسمة من عطر فارسي الفداء، وفي كل لحظة وجع بلسم من بلاد الثورة العظيمة..
تقاتل اليوم إيران كما منذ سنوات طوال العدو الأميركي على كلّ جبهات القتال.. لا تكتفي بالدعم المادي للمقاومين من مال ومعدّات وذخيرة وخبرات قتالية، بل يبادر رجالها طوعًا إلى القتال، وكتفهم على كتف كلّ مقاوم في أعمق نقاط الاشتباك..
وتحارب إيران في ظل العقوبات الاقتصادية من أجل حقّها وحقّنا بالحرية الاقتصادية ومواجهة الأميركي الذي نصّب نفسه قطبًا وحيدًا للاقتصاد العالمي..
ومع تفشي وباء كورونا، وسرعة انتشاره في مدنها، رفعت الأخلاق والإنسانية عنوانًا في مكافحة المرض، ولم يتهاون أطباؤها برهة في علاج الحالات التي أصيبت بالعدوى، وأكثر من ذلك، وهبت كلّ خطّة علاجية اتبعتها وأظهرت مؤشرات شفاء إلى كلّ بلد يعاني أهله من العدو المجهري الذي يهدّد.. ورغم سوء الأحوال، لم يخطر ببالها أن تعلّق المساعدات التي تمنحها للآخرين، كجريح رغم عمق جرحه يرفض الاستراحة برهة ويتابع رفد المقاتلين بكلّ عزم وإيثار.
يحدث ذلك كلّه، على مرأى من العالم، العالم "الغربي" ذي الإنسانية الزائفة، والذي ازداد وحشية حتى حيال شعوبه وناسه، فخرج منه من يرفض علاج كبار السن ويخطط لما يُسمى بمناعة القطيع، ومن يُخفي حقيقة الإصابات لديه على سبيل المكابرة وانعدام المسؤولية، وخرج أيضًا من يحاول، عبر أدواته، حصر الحديث عن كورونا في إيران والتعمية عنه في أي بلد آخر.
من هنا، من أرض تتصلّ بالدم وبالحب مع الأرض الإيرانية، يملؤنا اليقين أن النصر حليف الحق في هذه المعركة، كما كان وسيبقى في كلّ معركة للحقّ، مهما كان الوجع كبيرًا، ومهما بدت الصّعاب أثقل من الاحتمال.. ستمرّ الأزمة، وستعبر إيران إلى ضفة الشفاء والتعافي من كورونا، وسيبقى أهل الحقد غارقين في مستنقعات حقدهم الأشدّ خطرًا من ڤيروس قد يصبح بعد سنوات "انفلونزا موسمية".
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024