نقاط على الحروف
ماذا وراء تقرير "بي بي سي" حول سفينة السلاح التركية؟
أحمد الحاج علي
بينما ينشغل العالم بتداعيات جائحة كورونا تَجهد تركيا في إرسال شحنات الأسلحة سراً إلى ليبيا، فقد نشرت قناة "بي بي سي" بتاريخ ٢٤ آذار
تقريراً حول إبحار سفينة تدعى "بانا" مصدرها ميناء مرسين في تركيا محملة بالأسلحة، توارت بعد أربعة أيام عن الرادار بعد انطلاقها. وجرى تضليل وجهة السفينة التي كانت وجهتها الاساسية مرفأ غابس التونسي واختفت عن شاشات الرادار على بعد 400 كلم من الشواطئ الليبية! فإلى أين كانت وجهتها؟ وما كانت حمولتها؟ وما هو الخطر المرافق لهذه الشحنات السرية؟
ولماذا تقوم الـ "بي بي سي" بهذا التحقيق المتعلق بشحنات الأسلحة السرية المتجهة لشمال أفريقيا وتحديدا إلى ليبيا؟
الوكالة البريطانية ركزت على انتهاك قرارات الأمم المتحدة - وتتهم تركيا حليفتها في الناتو بتغذية الحرب والصراع الدائر الذي جلب الموت والبؤس والدمار للشعب الليبي.
"بي بي سي" اتهمت ست قوى إقليمية على الأقل بدعم أطراف الصراع في ليبيا بالسلاح والمال والأفراد وعلى حد تعبير الوكالة فإن روسيا، الاردن، مصر و الإمارات تدعم قوات حفتر وتركيا وقطر تدعم قوات حكومة السراج.
الاتهام البريطاني لروسيا ليس جديداً وهو من ضمن سلسلة اتهامات غربية تسعى لشيطنة الاتحاد الروسي وهذا أمر واضح، أما الاتهام البريطاني لتركيا في خرق تفاهمات اجتماع المجموعة الدولية في ١٩ يناير الماضي في برلين حيث اتفقت جميع الأطراف بمنع ضخ السلاح والدعم العسكري إلى أطراف ليبية، فهو يشير إلى فجوة خلاف تتسع بين قوى حلف "الناتو" الواحد. فما هو حال قوى حلف شمال الأطلسي المتخبطة فيما بينها وأين تكمن تناقضات مصالحها التي تطفو على سطح علاقاتها ولم تعد تخفى على أحد؟
واين الولايات المتحدة من هذا التناقض بين حلفائها؟ فبينما تسعى القوات الاميركية حالياً لتعزيز نفوذها في الشمال الشرقي السوري وصولاً للحدود العراقية خلافاً لكل التفاهمات يجري تصدير الارهابيين من مناطق تخفيض التصعيد في سوريا الى ليبيا.
إما أن واشنطن لم تعد تمسك بقرار التحكم في سياسات حلفائها أو أنها هي من تسعى لخلق هذه التناقضات وتفجرها لخلط أوراق تربك مساعي روسية مع قوى محلية وإقليمية تهدف لخفض التوتر ومنع تصاعد النزاعات وصولاً لخواتيم الحلول السياسية المرجوة.
وإليكم رابط تقرير "بي بي سي": https://www.bbc.com/news/video_and_audio/headlines/52037533/turkey-sends-secret-arms-shipments-into-libya
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024