معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

الإمام وفلسطين.. وناهبو الحرمين
29/04/2020

الإمام وفلسطين.. وناهبو الحرمين

ياسر رحال

"إن فلسطين تزال من الرحم
دعاة الدين الأمريكي بمكة
والسوق عليها في الأوج
مزاد علني يا أشراف" ـ مظفر النواب من قصيدة تل الزعتر

هي تجارة آل سعود التي بدأت تبور، وتتكشف عن حقيقة الموقف من الله ومن الإسلام ومن الرسول الأعظم(ص) ومن أهل بيته.. آخر ما ورد عنها مقالة مشعل السديري بالأمس في صحيفتهم المسماة "الشرق الأوسط".

وكي لا نطيل، ولا نقوم بالدعاية للكاتب "التافه"، ولمؤسسته "الأتفه" ولمموليها ناهبي ثروات الحرمين الشريفين، إليكم عينة مما كتبه بيده وهو من بنات أفكار أسياده ومشغليه، ولكي لا تكون "فتنة" سنحمل أوزارها فقط وفقط لـ "إسلام" آل سعود لأنه بكل تأكيد غير الإسلام الذي يدين به المسلمون الذين تجاوزوا المليار في العالم، وتسالموا على قبول بعضهم بعضاً، يتزوجون من بعضهم بعضاً، ويأكلون من ذبائح بعضهم بعضاً، ويصلون خلف بعضهم بعضاً. ولا تنفصل عن هذا السياق فتوى الإمام الخميني (قده) بوجوب الصلاة خلف إمام الحرم وأئمة الجمعة والجماعة في بلاد الحجاز.

تحت عنوان "قبلة على خد الخميني!" بخ "السديري" كل السم الذي يغلي في أنياب الخبث من آل سعود معتمداً على مرجعيتهم الدينية ليتهم ايران بداية بـ"النفاق" في علاقتها مع الثورة الفلسطينية ولاحقاً مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وصولاً إلى إعادة وصم التشيع بأنه انتاج "ابن سبأ".

لن ندخل في مراجعة تاريخية، لكن سنحدثكم عن انجازات آل سعود وصحيفتهم مع القضية الفلسطينية.

فمن مقالات الهجوم على فلسطين ونفي أصل وجودها، مروراً بشتم أهل غزة ومقاومتهم، وليس آخراً اعتقال المجاهدين من حركة المقاومة الاسلامية ـ حماس والذين تطالب يومياً بالإفراج عنهم ولا مجيب "سنيًا" للدفاع عن أخيه "السني" وعذراً على التعابير البغيضة لكن لزوم التوضيح فقط، فنحن أبناء الإمام الخميني(قده) الذي قال: "من قال هذا سني وهذا شيعي فليس بمسلم".

ونكمل مع "فضائل آل سعود في حرب اليهود"، خربت كل بيوت الصحابة وقبورها وصولاً إلى أضرحة أئمة اهل البيت عليهم السلام في البقيع، بل وصولاً إلى بيت أم المؤمنين الصديقة خديجة بنت خويلد ودار النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وما زالت فكرة هدم قبره الشريف وجرفه من أساسه تراود محمد بن سلمان حتى الساعة لأن دينه يقول بذلك، في حين أن كل آثار اليهود تم الحفاظ عليها بصفتها جزءًا من التراث.. ويمكنكم الربط بين التراث وبين المحافظين عليه لتكتشفوا من هم أبناء "اليهودية".

بل أكثر من ذلك سنعود بكم إلى حرب البوسنة، بل قل الحرب البشعة التي شنت على مسلمي البوسنة، وكان للحرس الثوري ولمجاهدي حزب الله شرف المشاركة فيها للدفاع عن أعراض "أهل السنة" هناك، في حين ذهب "المجاهدون العرب" إلى هناك ليطبقوا ما يحلو لهم على بنات البوسنة ما أدى إلى مشكلة اجتماعية هناك بعد عودة "الأبطال" إلى ديارهم، ما جعل غالبية مهمة من مسلمي البوسنة تعرض عن الدين وتلعن من جاء اليهم مبشراً به.

يومياً في المعتقلات الصهيونية يتعرض إخواننا الأسرى للتعذيب وأبشع ممارسات الحقد العنصري من قبل جنود الاحتلال و"السعودية" ومنذ احتلال فلسطين وهي تلعب دور الغنمة التي تريد البحث عن مرعى لها لتأكل وتسمن وليذهب مسرى رسول الله ومعراجه في خبر كان.. وليموت الفلسطينيون فلا حاجة لنا بهم، وليتملك اليهود في أرض الحجاز ما شاؤوا،  وأكثر من ذلك ذهبت لتشارك في صفقة القرن تحضيرا واستعدادً وتمويلاً من مال الفنط الذي هو حق المسلمين وعلى رأسهم الفلسطينيون ليحافظوا على وجودهم في أرضهم وترويجاً لبيع القضية على اعتبار ان لا وجود لها أساساً وهي حق تاريخي لليهود وترهيباً لكل من يعارضها لتنتهي من شيء اسمه "فلسطين".. و"قضية مركزية".

نعم، طبع الإمام الخميني قبلة على خد الراحل ياسر عرفات.. لكنه أسرّ له أن غد فلسطين قادم "نحن لن نتخلى عنكم" وصدّق على القول إمامنا الخامنئي وهو ما زال يتابع التحضير لـ"جيش العشرين مليون" وأكملها سيد المقاومة في لبنان قائلا لكل الفلسطينين "نحن معكم ولن نترككم ويمكنكم في الشدائد ان تراهنوا علينا.. وكفى". بينما لم نجد واحدًا من مملكة الرمال المتهالكة والتي لم تبق في اليمن أي دار الا وقصفته، ولم تترك عائلة الا وشردتها يتحدث بكلمة حق عن فلسطين. هؤلاء كلهم أليسوا على دين محمد صلى الله عليه وآله؟ فإذاً بالتأكيد محمد "السديري" وابن سلمان غير محمد العرب والاسلام والمسلمين.

هذا بعضٌ من تلك "الفضائل". ولو أردنا التفصيل لكشفنا لكم في كل بلد عربي أو اسلامي عن الدور الخبيث الذي تمارسه "السعودية" من تفرقة بين المسلمين وبين المسلمين والمسيحيين. فمن متى تقسم مساجد الله بين "السنة" والشيعة". ولماذا؟ لأن المشكلة الأساس في العقيدة السعودية هي أصل قبول العبودية لله، فطاعة الملك مقدمة على العبادة لله.

تزييف الحقائق لن يفيد. وكذبة الـ200 كنيس يهودي في طهران تكذ نفسها بنفسها "لكبر الكذبة"!

 الفلسطينيون يعرفون أكثر من غيرهم من وقف إلى جانبهم في الرخاء وفي الشدة وما لا يزال يدافع عنهم وعن قضيتهم ولو كلفه ذلك كل ما لديه. دعم فلسطين هو دين، والعمل من أجل تحريرها واجب شرعي وأخلاقي. وسيبقى الشعار الذي رفعته إيران يوم انتصارها هو البوصلة: "اليوم إيران.. وغداً فلسطين".

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف