معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

اليمن ويوم القدس: عدوّ واحد ومقاومة واحدة
20/05/2020

اليمن ويوم القدس: عدوّ واحد ومقاومة واحدة

سراء الشهاري

لم تكن مصادفة أن يكون "يوم القدس العالمي" عنوان أول دروس الشهيد القائد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي وهو يدشن مسيرة المشروع القرآني لـ"أنصار الله" في صعدة شمال اليمن في 28 من رمضان عام 1422 الموافق 13-12-2001 . ولم تكن عبثية ما شنته السلطة المرتهنة لسفير واشنطن في البلد آنذاك تباعًا، من ست حروب ضارية ظالمة على أبناء المسيرة القرآنية وأبناء صعدة عمومًا. عقدان مرّا على مسيرة قدسية رفعت شعار (الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام)، وهي إلى اليوم بالشعار ذاته ترفض السكوت، تأبى الترويض، تحطم الجدر، وتكسر الأغلال، رغم تكالب أصدقاء إسرائيل وأولياء أمريكا وبريطانيا وفرنسا عليها بعدوان مشترك يستمر للعام السادس بلا توقف وبلا خجل.

 لقد شخّص السيد حسين الحوثي الداء في - ملزمة يوم القدس العالمي-  محددًا أهم من يتآمرون على الأمة اليوم وأهم من يجب أن تواجههم :
"اليهود هم الذين يتحكمون في صنع ثقافتنا حتى في التحكم في تخاطبنا فيما بيننا، لأن كل الأنظمة التي تحكم المسلمين هي التي تسهل هذا، وتمهد لهذا".

واستحضر في مقدمة الشواهد على إمكانية الانتصار، ثورة إسلامية كبرى قادها الإمام الخميني، ووقف في وجهها من سماهم متأسفًا أولياء أمريكا و"إسرائيل" وأصدقاء بريطانيا.

وفي العام السادس من صمود يمني أسطوري ما يزال يوم القدس العالمي مكنونًا في قلوب فطرها المستكبرون حرباً وحصاراً. رئيس الملف الفلسطيني لأنصار الله حسن الحمران أكد لموقع "العهد" الاخباري أن "ما نشهده اليوم من عدوان ما هو إلا بسبب مواقف الشعب اليمني وقيادته من القضية الفلسطينية، ويأتي ضمن مخطط صهيو - أمريكي للقضاء على كل ما من شأنه تهديد وجود دولة الكيان الصهيوني".

ففي أعوام الصمود اليماني الخمسة أحيا اليمن مناسبة يوم القدس العالمي في مسيرات كبرى ابتدأتها العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة. وشهد العام الماضي احتفاءً غير مسبوق، حيث خرجت مسيرات كبرى في صنعاء وصعدة وذمار والجوف والحديدة وحجة وغيرها من المحافظات على الرغم مما كانت تشهده المحافظات الثلاث الأخيرة من تصعيداتٍ ميدانية وعسكرية ضخمة لقوى العدوان الأمريكي السعودي.

الأستاذ محمد حيدره نائب وزير الثقافة وعضو اللجنة التنظيمية العليا للفعاليات أكد لموقع "العهد" الاخباري أن "الشعب اليمني هو في المقدمة في احياء يوم القدس العالمي وذلك بشهادة مراقبين داخليين وخارجيين، حتى أن السيد حسن نصر الله أشاد بالطريقة التي يحيي بها اليمنيون هذه المناسبة، وذكر بأنها تجربة غير مسبوقة"، مشيرًا الى أنه "منذ بداية العدوان في مارس 2015 تعاظم خروج الشعب اليمني في هذه المناسبة عما كان في السابق، وذلك يدل على أن الشعب اليمني يدرك أن الاجرام الذي يُرتكب بحقه من قبل العدوان الأمريكي السعودي هو الاجرام ذاته والمظلومية عينها التي تُقترف بحق الشعب الفلسطيني".

وبحسب حيدره: "فإن احياء هذه المناسبة خلال أعوام العدوان كان كبيرًا جدًا، وكان بشكل تصاعدي منذ 2015 وحتى العام الماضي".

في عام 1995 نظم البروفسور الشهيد أحمد شرف الدين بالمركز الثقافي بمحافظة صعدة أولى فعاليات يوم القدس العالمي باليمن، ونهج الشعب اليمني على الاهتمام بإحياء هذا اليوم، فهو يعيش القضية الفلسطينية في كل جبهة، وينصرها كلما سقط فيه شهيد. وفي ذات السياق يتحدث الحمران لموقع "العهد": "الشعب اليمني قدم ويقدم للقضية الفلسطينية كل ما يمكنه فهي لدينا قضية شرعية مثلها مثل الصلاة والصيام فلليمنيين دور كبير في فتح فلسطين وتحريرها فقد كنا في أوائل الجيش الإسلامي وتذكر المصادر التاريخية أن نسبة اليمنيين في ذلك الجيش أكثر من 30%  ونحن لدينا يقين تام بأن تحريرها سيكون على أيدينا واليهود يعرفون ذلك".

في مظلومية اليمن لا صوت يعلو فوق صوت الجهاد والمقاومة، هناك في صنعاء الصامدة النقطة القصوى لمسافة ما بين التطبيع والمساومة. وفي هذا السياق لفت الحمران في حديثه لـ"العهد" أهمية هذه المناسبة في مواجهة التطبيع مع "اسرائيل" مشيرًا الى أن "لإحياء مناسبة يوم القدس العالمي تأثيرا كبيرا على جميع المستويات والأصعدة لا سيما في وقت نرى فيه هرولة الأنظمة العربية العميلة للتطبيع مع اليهود"، منوّهًا "أنه ليس بجديد كل ما نراه من تطبيع وإنما ظهر للعلن أخيرًا".

بضعة أيام وتطل القدس في جمعتها العالمية، ويومها المعصور ألمًا وثورة، ووجعًا ووثبة، من أول ملزمة للشهيد القائد حسين البدر وحتى آخر طلقة من بندقية الشعب الحر.

عن صنعاء والقدس، عن صعدة وغزة، عن حجة والضفة، عن فلسطين الكائنة في اليمن، عن يوم القدس العالمي 1441 / 2020 في اليمن والإحياء الرسمي والشعبي له في زمن الموت الجمعي بالكورونا والعدوان والحصار وبالصمت العالمي، حديث للجنة التنظيمية العليا للفعاليات عن جديد نوعية وتنوع الإحياء للمناسبة في هذا العام: "بالنسبة لإحياء يوم القدس لهذا العام ومع وجود وباء كورونا المستجد هناك عمل اعلامي وتوعوي كبير بديلاً عن الإحياء الميداني من خلال اعلام الشارع، وأعمال تلفزيونية واذاعية وصحفية، كذلك مواقع التواصل الاجتماعي وحملات تويتر". وتضيف اللجنة لـ"العهد": "يوم الجمعة القادمة ستكون هناك حملات اعلامية بالتنسيق مع دول محور المقاومة، وسيكون الاحياء جمعيًا مع هذه الدول بشكل كامل وموحد، وجديد هذا العام أن شعار المناسبة سيكون موحدًا في محور المقاومة، وأيضًا هناك أعمال فنية وانشادية خاصة بيوم القدس تم انتاجها بالاشتراك مع دول المحور، وكذلك لوحات اعلامية مشتركة".

المحاصَرون المخذولون المقصوفون ينتظرون بشغف شروق يومٍ هو موعدهم المنشود، لقول لبيك يا قدس رغم دمائنا، لبيك يا فلسطين حتم مسيرنا، لبيك يا أقصى، قريبٌ دُنُــوُّنـا دانٍ اقترابُنا.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف